التخطي إلى المحتوى

ويشير محللون عراقيون في توضيحاتهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى تشابك عوامل جغرافية وأمنية، وصراعات سياسية محلية ودولية في تفسير تركيز داعش على ديالى، كنقطة انطلاق للسيطرة على العراق.

مجهود القوات العراقية

تشهد ديالى تحركات ملحوظة لداعش، الذي يستهدف القوات الأمنية والمدنيين، كما ينفذ اغتيالات وخطفا رغم الهدوء النسبي في المدن الأخرى.

في المقابل، تتنوع العمليات التي تعلنها القوات العراقية، بين عمليات يطلقها الجيش، وأخرى للشرطة، وقوات مكافحة الإرهاب، فضلا عن فصائل الحشد الشعبي، إضافة إلى العمليات المشتركة.

وفي آخر تلك الأحداث، قُتل وأصيب 3 من المنتسبين في الشرطة، منهم ضابط برتبة مقدم، إثر اشتباكات مع التنظيم مساء الخميس، في حوض الوقف بديالى، بعد محاولة مجهولين خطف صاحب معرض للسيارات، لكنهم فشلوا.

ويوم الأربعاء، سقطت 3 قذائف هاون مجهولة المصدر في محيط كلية بلاد الرافدين الأهلية، في بعقوبة مركز محافظة ديالى، دون تسجيل خسائر.

وفي مسعى لمواجهة تمدد التنظيم، أطلقت القوات العراقية، صباح الجمعة، عملية جديدة، انطلقت من 3 محاور في بساتين الحد الأخضر ضمن حوض الوقف، بحسب وسائل إعلام محلية.

لماذا ديالى؟

هذا الاستهداف من داعش لديالى، يحلله الخبير الأمني، فاضل أبو رغيف، بالقول إن:

  • ديالى هي الأقرب لبغداد.
  • محاذية لأخطر محافظة شمالية ينشط فيها داعش، وهي صلاح الدين، المفتوحة على 6 محافظات ساخنة.
  • تنوع الطبيعة الجغرافية ما بين مناطق وعرة وأودية، فديالي تحيط بها أخطر سلاسل جبلية، وهي جبال حمرين، التي تخترق البلاد بأكثر من 275 كلم، وحوض العظيم، ومناطق شمال المقدادية، كما توجد بساتين مهجورة وقصبات وأودية.
  • الوضع السياسي المحتقن أضر بالأمن؛ ولذا فديالى بحاجة لجهد أمني ومجتمعي، وتفعيل الجهد الاستخباري، ونصب أبراج مراقبة، وتحليل لصور الطائرات المسيرة، وحماية الحدود، فضلا عن إقامة المتاريس.

وتتصاعد المطالب من نواب وأهالي المحافظة بإطلاق عملية كبيرة لدحر داعش، مع سحب الميليشيات التي تسيطر على مناطق شاسعة، وتتمتع بنفوذ كبير، بداعي محاربة الإرهاب.

ففي يوليو، طالب النائب، رعد الدهلكي، بإخراج قوات “الحشد الشعبي من المدينة، وإحلال الشرطة المحلية والجيش، بعد تكرار الخروقات”.

نقطة صراع محلي ودولي

باحث الشؤون الاستراتيجية، علاء النشوع، يسلط الضوء على الصراعات السياسية الداخلية على النفوذ، والصراعات الإقليمية والدولية على العراق، في تفسير نشاط داعش في ديالى، فيقول لـ”سكاي نيوز عربية”:

  • داعش موجود في وادي حمرين، ووادي حوران، لكن هناك خروقات أمنية نُسبت لداعش إعلاميا، وسُخّرت سياسيا، وكانت المؤشرات تشير إلى أن من نفذها هو فصائل مسلحة.
  • ديالى ترتبط بحدود عدة، وعقدة استراتيجية في الجغرافية العسكرية والأمنية؛ فهي تسيطر على محاور عمليات تبدأ في أقصى الشمال الشرقي عند حدودها مع محافظة السليمانية، وأقصى الجنوب الشرقي عند حدودها مع واسط، مع تداخلها داخليا مع حدود محافظات كركوك، وبغداد، وصلاح الدين.
  • هذا الموقع يساعد على القيام بمناورات داخلية وخارجية في عمليات للفصائل والجماعات الإرهابية، التي تتوفر لها عوامل الغش والاختفاء، وهي من أهم مبادئ حرب العصابات.
  • هذه المدينة، تحولت لنقطة صراع إقليمي ودولي متقدمة، فديالى نقطة التقدم الأساسية التي تنطلق منها كل القوى إلى باقي محافظات العراق، لإحكام السيطرة عليها، خاصة في ظل صراع المصالح الإقليمة والدولية على الساحة العراقية.

Scan the code