العثور على المادة العضوية في مثل هذه الصخور الرسوبية أمر مهم. مع ذلك، سيتعين علينا الانتظار حتى يتم إعادة العينة المكتشفة إلى الأرض لإجراء دراسة معمقة.
قال علماء من وكالة “ناسا” (NASA) في بيان صحفي إن مركبة “برسيفرنس” (PERSEVERANCE) كشفت عن عدة عينات صخرية فيها مواد عضوية محيرة من دلتا نهر قديم على كوكب المريخ.
وأوضح العلماء في مشروع استكشاف المريخ أن “الصخور تحتوي على أعلى تركيز للمواد العضوية تم العثور عليه حتى الآن، ويمكن لتلك العينات الأولى التي تم جمعها وإعادتها أن تجيب عن سؤال رئيسي: هل كانت الحياة موجودة على المريخ من قبل؟”.
عينات من دلتا المريخ
ويقول بيان ناسا إنه قد تم جمع عينات من الصخور الأساسية من معالم داخل منطقة اعتبرها العلماء لفترة طويلة من أفضل المناطق المحتملة للعثور على علامات على الحياة الميكروبية القديمة فيها. حيث جمعت المركبة 4 عينات من دلتا نهر قديمة في فوهة “جيزيرو” (Jezero)، على الكوكب الأحمر، وبذلك يصل العدد الإجمالي للعينات الصخرية التي تم جمعها والمؤثرة علميا إلى 12.
ووفق البيان فإن مركبة “برسيفرنس” تقوم حاليا بفحص الصخور الرسوبية للدلتا والتي تشكلت عندما استقرت جزيئات من مختلف الأحجام في بيئة مائية ذات يوم. وخلال حملتها العلمية الأولى استكشفت المركبة أرضية الفوهة، ووجدت الصخور النارية، التي تتكون في أعماق الأرض من الصهارة أو أثناء النشاط البركاني على السطح.
ويقول كين فارلي، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) إن “الدلتا بصخورها الرسوبية المتنوعة، تختلف عن الصخور النارية التي تشكلت من تبلور الصهارة المكتشفة في أرضية الفوهة، ويوفر لنا هذا التجاور فهما ثريا للتاريخ الجيولوجي بعد تشكل الحفرة”.
من ناحية أخرى يقول بيان ناسا إن تحليل العينات يشير إلى أنها تتميز بفئة من الجزيئات العضوية المرتبطة مع تلك الموجودة في معادن الكبريتات، ويمكن أن تعطي معادن الكبريتات الموجودة في طبقات الصخور الرسوبية معلومات مهمة حول البيئات المائية التي تشكلت فيها.
ما المادة العضوية؟
يقول بيان ناسا إن الجزيئات العضوية تتكون من مجموعة متنوعة من المركبات المكونة من الكربون وعادة ما تشتمل على ذرات الهيدروجين والأكسجين، ويمكن أن تحتوي أيضا على عناصر أخرى، مثل النيتروجين والفوسفور والكبريت.
وفي حين أن هناك عمليات كيميائية تنتج هذه الجزيئات لا تتطلب الحياة، فإن بعض هذه المركبات هي اللبنات الكيميائية الأساسية للحياة، ويعتبر وجودها بمثابة توقيع حيوي محتمل، ومن ثم يمكن أن تكون دليلا على الحياة الماضية ولكن ربما تم إنتاجها أيضا بدون وجود الحياة.
وحول الاكتشافات السابقة لوجود المواد العضوية في المريخ يقول بيان ناسا إنه في عام 2013، وجدت مركبة “كيريوسيتي” (Curiosity) دليلا على وجود مادة عضوية في عينات مسحوق الصخور.
ولكن على عكس الاكتشاف السابق، تم إجراء هذا الاكتشاف الأخير في منطقة ترسبت فيها الرواسب والأملاح في الماضي البعيد في بحيرة في ظل ظروف كان من الممكن أن توجد فيها الحياة، وقد بين الاكتشاف الأخير أن المواد العضوية أكثر وفرة حتى الآن.
يقول فارلي إن “حقيقة العثور على المادة العضوية في مثل هذه الصخور الرسوبية -المعروفة بحفاظها على حفريات الحياة القديمة هنا على الأرض- أمر مهم. ومع ذلك، سيتعين علينا الانتظار حتى يتم إعادة العينة المكتشفة إلى الأرض لإجراء دراسة متعمقة”.