ما لبث أن تحول انتعاش أسهم التكنولوجيا في الربع الثالث إلى تقلب يتلاعب بأعصاب المستثمرين، فقد هوى مؤشر «ناسداك المركب» بنسبة 5.1% هذا الأسبوع عقب خسارة 5.5% في الأسبوع السابق ليشكل الأسبوعان معاً أسوأ فترة لهذا المؤشر المحمل بأسهم التكنولوجيا منذ أن انخفض بأكثر من 20% في مارس/ آذار 2020 في بداية الجائحة بالولايات المتحدة.
ومع اقتراب نهاية الربع الثالث بحلول الأسبوع المقبل، سيكون ناسداك في طريقه نحو خسائر للربع الثالث على التوالي ما لم يتمكن خلال أيام التداول القليلة المتبقية من محو التراجع الحالي بنسبة 1.5%.
وقد ظل المستثمرون يتخلصون من أسهم التكنولوجيا منذ أواخر عام 2021 ويراهنون على أن ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة سيكون لهما تأثير كبير على الشركات التي حلقت عالياً خلال أوقات الازدهار؛ وأصبح مؤشر ناسداك الآن أعلى بقليل من أدنى مستوى له في عامين والذي سجله في يونيو/ حزيران.
وتعرضت الأسواق لضربة قوية بسبب استمرار رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والذي قام يوم الأربعاء بتعزيز أسعار الفائدة القياسية بمقدار 3 أرباع نقطة مئوية أخرى، وأشار إلى أنه سيواصل الارتفاع فوق المستوى الحالي حيث يحاول خفض التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له منذ أوائل الثمانينات. كما رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى نطاق 3% -3.25%، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2008 بعد الرفع الثالث على التوالي بمقدار 0.75 نقطة مئوية.
في الوقت الذي تسبب فيه ارتفاع أسعار الفائدة في ارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياته في 11 عاماً كان الدولار يقوى، وهذا يجعل المنتجات الأمريكية أكثر تكلفة في البلدان الأخرى مما يضر بشركات التكنولوجيا التي تشكل معظم الصادرات؛ وهكذا يشكل كلٌ من قوة الدولار وارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات عاملاً ضد التكنولوجيا.
فعلى سبيل المثال من بين مجموعة الشركات ذات رؤوس الأموال الضخمة شهدت «أمازون» الأسبوع الأسوأ، حيث انخفضت بما يقارب 8%، وانخفضت بنسبة 4% كلٌ من «ألفابت» الشركة الأم لـ«جوجل» و«ميتا» الشركة الأم لـ«فيسبوك»؛ وهذه الشركات الثلاث في قلب عمليات خفض التكاليف وتجميد التوظيف لأنها تعتقد بوجود مزيج من ضعف طلب المستهلك والإنفاق الفاتر على الإعلانات وتأثير التضخم في الأجور والمنتجات؛ ويتضح هذا جلياً في التعليقات الأخيرة للرئيس التنفيذي لألفابت حول الحاجة لتحسين الإنتاجية بنسبة 20%.
كما انخفضت أسهم «مايكروسوفت» 1.8% و«تيسلا» 8.2% و«سناب شات» 7.2%.
وفيما يقترب موسم أرباح التكنولوجيا، والذي تبقى له حوالي شهر واحد فقط، من المتوقع أن تبلغ شركة «ألفابت» عن توسع في الإيرادات بمقدار رقم واحد بعد نموها بأكثر من 40% في العام السابق، بينما تترقب «ميتا» الربع الثاني على التوالي من انخفاض المبيعات، وتتوقع «أبل» نمواً بما يزيد قليلاً على 6% والتوقعات أعلى لـ«أمازون» بنحو 10% ولـ«مايكروسوفت» 16%.
وكان الأسبوع الأخير قاسياً بشكل خاص بالنسبة لبعض الشركات في مجال «الاقتصاد التشاركي» حيث عانت «اير بي ان بي» و«أوبر» و«ليفت» و«دورداش» من انخفاضات تراوحت بين 12% و14% أما سوق البرمجيات السحابية التي ارتفعت في السنوات الأخيرة قبل أن تنخفض في عام 2022 كانت بعض أكبر انخفاضاتها في أسهم «جيت لاب» (-16%) و«بيل دوت كوم» (-15%) و«أسانا»(-14%) و«كونفلونت» (-13%).
وعقدت شركة «سيلز فورس» العملاقة في مجال الحوسبة السحابية مؤتمرها السنوي هذا الأسبوع في سان فرانسيسكو؛ وفي جزئية المؤتمر التي تستهدف المقاييس المالية أعلنت الشركة عن هدف جديد للربحية بعيد المدى أظهر عزمها على العمل بكفاءة أكبر، وتهدف إلى تعديل هامش التشغيل بنسبة 25% بما في ذلك عمليات الاستحواذ المستقبلية وهذا يفوق نسبة 20% المستهدفة التي أعلنت عنها قبل عام للسنة المالية 2023. وكانت أسهمها قد انخفضت بنسبة 3% خلال الأسبوع وبنسبة 42% لهذا العام.