غورباتشوف، الذي توفي يوم الثلاثاء عن 91 عاما، يواري الثرى بدون تكريم رسمي من الدولة أو حضور الرئيس فلاديمير بوتن.
ومع ذلك، فقد حظي بتوديع جماهيري، إذ سمحت السلطات للروس بإلقاء نظرة الوداع على نعشه في قاعة الأعمدة الشهيرة، الواقعة على بالقرب من الكرملين، حيث تم تشييع جثامين الزعماء السابقين للاتحاد السوفيتي.
ورفع مشيعون نعش غورباتشوف الخشبي المغطى بعلم روسيا ذي الثلاثة ألوان ووضعوه في وسط القاعة، بينما تم تشغيل تسجيل لموسيقى حزينة من فيلم “قائمة شندلر”، وفقا لوكالة رويترز.
أصبح غورباتشوف بطلا في الغرب لسماحه بأن تتخلص أوروبا الشرقية من السيطرة الشيوعية السوفيتية التي استمرت لأكثر من أربعة عقود، والسماح بتوحيد ألمانيا الشرقية والغربية، وإبرام معاهدات للحد من التسلح مع الولايات المتحدة.
لكن عندما انتزعت الجمهوريات السوفيتية الخمس عشرة الحريات نفسها للمطالبة باستقلالها، كان غورباتشوف عاجزا أمام منع انهيار الاتحاد في عام 1991، بعد ست سنوات من توليه الحكم.
من أجل ذلك، وبسبب الفوضى التي نتجت عن إصلاحاته الاقتصادية التحررية المعروفة بسياسة “البريسترويكا”، لم يستطع الكثير من الروس مسامحته.
حضور رئيس وزراء المجر
غاب عن التشييع العديد من رؤساء الدول والحكومات في الغرب الذين عادة ما كانوا سيحضرون، بسبب الصدع في العلاقات بين موسكو والغرب، إلا أن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، وهو قومي محافظ وأحد القادة الأوروبيين القلائل الذين تربطهم علاقات طيبة مع بوتن، سيحضر الجنازة، حسبما كتب المتحدث باسمه زولتان كوفاكس على تويتر.
وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة الإعلام الروسية أن بوتن ليس لديه خطط للقاء أوربان خلال زيارته لموسكو.
كما قدم العديد من المسؤولين والشخصيات الثقافية الروسية، بما في ذلك النائب البارز كونستانتين كوساشيوف والمغنية آلابوغاتشيوفا، تعازيهم لأسرة غورباتشوف، التي كانت تجلس على يسار نعشه المفتوح.
وبعد المراسم، سيدفن غورباتشوف مثل يلتسين في مقبرة نوفوديفيتشي في موسكو، إلى جانب زوجته رايسا، التي توفيت قبل 23عاما.