تلقى العديد من المستثمرين الذين اعتقدوا أن التضخم قد بلغ ذروته صحوة عنيفة من تقرير أسعار المستهلكين المؤلم، يوم الثلاثاء الماضي، ما ضرب الأسهم ودفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” إلى أسوأ أسبوع له منذ هبوطه للقاع في يونيو.
يستعد المتداولون الآن لرفع آخر في الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، ويتوقع البعض زيادة قدرها 100 نقطة أساس، ولم يصعد المؤشر المعياري، الذي ارتفع حتى منتصف أغسطس بما يصل إلى 17% من أدنى مستوى له في يونيو، سوي بنسبة 5.6% فقط في الأشهر الثلاثة الماضية.
نيران التضخم تحرق المستثمرين والملاجئ الآمنة تختفي بسرعة
الأسابيع الأضعف
قال مارك نيوتن، استراتيجي فني في “فاندسترات غلوبال أدفايزرز” (Fundstrat Global Advisors)، والذي كان مراهنا على الصعود، ويستثمر لآجال طويلة ثم تحول لبائع على المكشوف إن: “تقرير مؤشر أسعار المستهلكين كان مغيراً لقواعد اللعب”، ويتوقع أن يصل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” لنقطة القاع في منتصف أكتوبر.
تاريخياً، يعد النصف الأخير من شهر سبتمبر أحد أصعب الفترات لسوق الأسهم، وانخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” في المتوسط بنسبة 0.75% في الجزء الثاني من الشهر منذ عام 1950، وفقا لتقويم “ستوك تريدر” (Stock Trader).
هناك عدد من النظريات لتفسير هذه الظاهرة مثل ميل المستثمرين العائدين من الإجازات الصيفية إلى إعادة تقييم مراكز المحفظة بشكل دفاعي، أو إعداد الشركات لموازنات العام المقبل ومناقشة استراتيجيات “شد الحزام”، كما تنخرط صناديق الاستثمار المشتركة غالباً في بيع المراكز بخسارة لتقليل حجم توزيعات أرباح رأس المال.
بالطبع، فإن أي شخص يسعى إلى تحديد الأنماط الموسمية لاتجاهات التداول يفعل ذلك مع العلم أن الماضي ليس مقدمة بالضرورة لأحداث لاحقة، وأن شهر سبتمبر حقق عوائد إيجابية في السنوات الماضية، ومع ذلك، يعد هذا نذيراً آخر لسوق بها القليل من العلامات الجيدة لجذب مشتري الأسهم المتراجعة.
مكاسب متداولي السندات الأميركية مرهونة بنهاية مسار الفائدة لـ”الاحتياطي الفيدرالي”
هناك القليل من الراحة في المستقبل، إذ أن أكتوبر يعد أكثر شهور البورصة تقلباً، ومنذ الحرب العالمية الثانية، زاد متوسط التقلب في أكتوبر بنسبة 36% عن متوسط الأشهر الإحدى عشر الأخرى من العام، وفق شركة أبحاث الاستثمار “سي إف آر إيه” (CFRA)، ويتمثل أحد الأسباب في أن الأسواق تميل إلى النضال في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي، وهذا هو عام منتصف المدة، لكن الأسهم تسجل ارتفاعاً قوياً عادة في نهاية العام بعد الانتخابات.
قاتل الدببة
بخلاف اجتماع “الفيدرالي”، ستقود أرباح الشركات في الربع الثالث والمقرر صدورها في أكتوبر الأسواق، وحتى الآن، وكانت الأرباح أفضل مما كان يخشاه البعض، لكن الاستراتيجيين في “مورغان ستانلي” و”بنك أوف أميركا” يحذرون من أن التقديرات ينبغي خفضها أكثر قبل أن تجد الأسهم قاعاً حقيقياً.
قالت ستيفاني لانغ، مدير الاستثمار في “هومريتش بيرغ” (Homrich Berg)، والذي يوصي بالأسهم الدفاعية مثل المواد الاستهلاكية الأساسية وشركات الرعاية الصحية: “يحتاج الفيدرالي لرؤية التضخم ينخفض ويتجه قرب مستواه المستهدف عند 2%، لكننا بعيدون للغاية عن هذا المستوى”.
وبينما يُنظر إلى أكتوبر على أنه شهر مخيف للأسهم، فهو يُعرف أيضاً باسم “قاتل الدببة” إذ حوّل الاتجاه خلال ما يناهز 12 سوق هابطة منذ الحرب العالمية الثانية، وفق تقويم “ستوك تريدر”.
وإذا كان التاريخ يمثل أي دليل، فيمكن بالتالي مسامحة المتداولين على أملهم في أن تصل السوق إلى القاع هذا الشهر“.
قال “نيوتن” من “فاندسترات”: “عندما يكون المستثمرون خائفين للغاية، تميل الأسواق الهابطة إلى الموت”.