شريف عادل (واشنطن)
لم تفلح بيانات وزارة العمل الأميركية الصادرة يوم الجمعة في طمأنة مستثمري الأسهم، فواصلت المؤشرات الرئيسية تراجعها الأسبوعي للأسبوع الثالث على التوالي، وأكمل مؤشر ناسداك يومه السادس على التوالي من الخسائر للمرة الأولى، فيما يقرب من ثلاثة أعوام، بعد أن تزايدت توقعات استمرار معدلات الفائدة عند مستوياتها التقييدية لفترة غير قصيرة.
ويوم الجمعة، أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية إضافة ما يقرب من 315 ألف وظيفة خلال شهر أغسطس المنتهي، بانخفاض أكثر من مائتي ألف وظيفة مقارنة بشهر يوليو. واعتبر المستثمرون أن ذلك ربما يكون دافعاً لتخفيف قبضة البنك الفيدرالي عند رفع الفائدة خلال اجتماعاته القادمة، فبدأت الجلسة على ارتفاع لأغلب الأسهم، وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعاً يتجاوز واحداً بالمائة، قبل أن يتحول إلى المنطقة الحمراء مع انتصاف تعاملات اليوم.
وخسرت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة أكثر من واحد بالمائة من قيمتها خلال تعاملات الجمعة، لتنهي الأسبوع على خسائر أسبوعية تجاوزت ثلاثة بالمائة، ووصلت في مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتغيرات معدلات الفائدة، لأكثر من أربعة بالمائة. وتسببت توقعات استمرار معدلات الفائدة المرتفعة لفترات متزايدة في تعميق خسائر الأسهم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، حتى وصلت فيها خسائر مؤشر إس آند بي 500 لأكثر من ثمانية بالمائة.
تذبذب أسعار الأسهم
وتوقع محلل الاستثمار كالي كوكس استمرار تذبذب أسعار الأسهم خلال الشهور القليلة القادمة، مؤكداً أن «التضخم وسوق العمل اقتربا مؤخراً من حالة التوازن، إلا أن أحداً لا يعرف كم ستكون كلفة ذلك، وهذا ما تحاول الأسواق الوصول إليه الآن».
ومنتصف الشهر الماضي، ومع نشر تفاصيل محضر اجتماع البنك الفيدرالي في الأسبوع الأخير من شهر يوليو، بدا للمستثمرين بوضوح أن البنك الفيدرالي سيركز جهوده خلال الفترة القادم على محاربة التضخم، من خلال تشديد السياسة النقدية ورفع معدلات الفائدة، بغض النظر عما يمكن أن يسببه ذلك من تراجع النشاط الاقتصادي في البلاد.
وقبل أسبوع، أكد رئيس البنك الفيدرالي (المركزي الأميركي) جيروم باول نفس المعنى، محذراً الأميركيين من «ألم كبير للأسر والشركات الأميركية مع توجه البنك للإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة، ربما تتسبب في تباطؤ الاقتصاد.