التخطي إلى المحتوى

لا يزال العالم يخشى شبح كارثة نووية محتملة بعد إطلاق النيران تجاه محطة زابوريجيا للطاقة النووية بالتزامن مع مرور 6 أشهر على غزو روسيا لأوكرانيا.

ودعا مسؤولون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح، حيث تتبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالهجوم على المنشأة النووية، مما دفع الكثيرين للخوف من أن تكون زابوريجيا في خطر أكبر من أي وقت مضى.

ويؤكّد كلا البلدين استعدادهما للسماح بدخول فريق مفتّشين تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطّة، لكنّ مهمّة التفتيش هذه لم يُحدّد موعدها بعد. 

في الأيام الأولى للغزو الروسي على أوكرانيا، اخترقت رصاصة من عيار كبير جدارا خارجيا للمفاعل رقم 4 بمحطة زابوريجيا النووية.

وفي هجوم أكثر إثارة للقلق لم يتم الكشف عنه سابقا، أصابت قذيفة مدفعية محولا كهربائيا في المفاعل رقم 6 والذي كان مملوءًا بزيت التبريد القابل للاشتعال، بحسب ما صحيفة “نيويورك تايمز”.

وقال المهندس أوليكسي الذي أصر على عدم الكشف عن اسمه الأخير لدواعي أمنية، “بالصدفة السعيدة لم تحترق”.

ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن العمال الأوكرانيين الذين يعرفون المحطة جيدا كانوا يعملوا بأقصى قدر من الحذر، لكنهم اليوم وجدوا أنفسهم تحت الاحتلال الروسي مما جعلهم رهائن يعملون تحت أعين القناصين الروس.

ويعيش هؤلاء العمال والمهندسين الأوكرانيين بمدينة إنرهودار (تعني هدية الطاقة) – إحدى مقاطعات زابوريجيا – التي تعد تحدت الحصار، حيث احتجزت القوات الروسية نحو 100 عامل في المصنع، وفقا لمسؤولين أوكرانيين وسكان المدينة.

وقال سيرغي شفيتس، عامل المعادن في المصنع الذي أطلق عليه جنود روس النار بمنزله في مايو، “تخيلوا أن الرجال والنساء يأتون إلى العمل ويواجهون الجنود المسلحين في كل مكان”. 

تمكن شفيتس، 53 عامًا، من الخروج من المدينة إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، حيث تحدث من سريره في المستشفى. 

وقال إنه يخشى على المحطة والمدينة والعالم حيث يتحصن الجيش الروسي الآن في المنشأة النووية. وتابع: “إنهم مثل قرد يحمل قنبلة، لا يفهمون حقا التهديد الذي يشكلونه”.

انتهاك مبادئ السلامة

بدأ العمل في محطة زابوريجيا النووية عام 1984. وفي 1995 عندما تم تشغيل المفاعل السادس بعد أربع سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال أوكرانيا، احتفل الأوكرانيون باعتباره إنجازا وطنيا.

وأصبح مصدر فخر ورمزًا للمثابرة الأوكرانية في سنوات الفقر المبكرة بعد الاتحاد السوفيتي وعواقب كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986، التي تعتبر أسوأ كارثة نووية في العالم.

بعد تشيرنوبيل واستقلال أوكرانيا أوائل التسعينات، أصدرت السلطات تعليقًا قصيرا على البناء النووي، لكن لم يمض وقت طويل قبل أن تمضي البلاد قدمًا في طموحاتها النووية. 

وتحتل أوكرانيا الآن المرتبة الثانية بعد فرنسا في الاعتماد على شبكة المفاعلات لتلبية احتياجاتها من الكهرباء.

ونظرًا للطبيعة الحساسة للعمل، تهدف محطات الطاقة النووية إلى الالتزام بسبعة ركائز للسلامة وهي: ضمان السلامة المادية للمحطة، والحفاظ على أنظمة السلامة تعمل بكامل طاقتها، والحفاظ على طاقم العمل خاليًا من الضغط غير المبرر، والحفاظ على سلاسل لوجستية موثوقة، والمراقبة في الموقع والإشعاع خارج الموقع، والحفاظ على اتصالات موثوقة مع المنظمين الخارجيين.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإنه يتم الآن انتهاك جميع هذه المبادئ تقريبا.

وقال دميترو جورتينكو، مدير الموارد البشرية الذي عمل في مبنى إدارة المحطة، “الشرط الرئيسي لتشغيل محطة نووية هو الهدوء”. 

وتابع: “يجب أن يكون الوضع هادئًا دائمًا. لدرجة أن يكون الهدوء أيضا لدى حياة الموظف في منزله. عندما يكون الشخص هادئًا، يتخذ قرارات أفضل. وفي حالة التوتر أو الخوف، يرتكب الشخص أخطاء”.

Scan the code