التخطي إلى المحتوى

في قلب النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو على إقليم الصحراء الغربية، تبرز قضية ثروات المنطقة، وأهمها الفوسفات الذي تزايد عليه الطلب العالمي في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.

يملك المغرب 70 في المئة من احتياطي الفوسفات في العالم، ومن ضمن مصادر إنتاجه منجم بوكراع الذي يقع في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط والبوليساريو.

وبوكراع هي مدينة صحراوية في إقليم العيون وسط الصحراء، في الجنوب الشرقي من مدينة العيون. 

وتتهم جبهة البوليساريو المغرب باستغلال منجم المدينة من دون حق قانوني، وسبق أن طالبت شركات دولية بالامتناع من شراء الفوسفات المستخرج من بوكراع، من المغرب.

وبحسب مرصد مراقبة ثروات الصحراء الغربية، فإن المغرب يستخرج الفوسفات من المنجم وينقله عبر  أطول حزام ناقل في العالم، عبر ميناء العيون كخطوة أولى على بعد 100 كيلومتر غربا. ومن هناك، تنقل سفن الشحن الفوسفات إلى المستوردين في الخارج لإنتاج الأسمدة. 

اكتشف المنجم عام 1947. وبحسب المصادر المغربية الرسمية، لا تتجاوز احتياطيات منجم بوكراع 2 في المئة من مجمل الاحتياطي الوطني. ويتوفر بوكراع على قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى ثلاثة ملايين طن. لكن بُعد هذا المنجم عن مدينة العيون بحوالي 100 كلم، إضافة إلى الصعوبات الجغرافية المرتبطة بخصوصيات المنطقة، تفوق كلفة الاستخراج فيه 2.5 بالمئة كلفة الاستخراج في باقي المناجم الوطنية في المغرب.

وبحسب جمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة في الصحراء الغربية، بلغ إنتاج المغرب من المنجم “470.889 طن في 2022 مقابل 220.000 طن خلال الثلث الأول من سنة 2021.

لكن البوليساريو تقول إن كمية الإنتاج أكبر من ذلك. ويشير مرصد مراقبة الثروات الصحراوية إنه في السنوات الأخيرة، بلغت صادرات صخور الفوسفات من بو كراع حوالي 10٪ من إجمالي صادرات المغرب من الصخور. وقد تراوح الإنتاج السنوي لبو كراع بين 1 و 2 مليون طن في العقد الماضي.

ومع أزمة الغداء العالمية التي تسبب فيها الغزو الروسي لأوكرانيا، عاد الفوسفات ليستأثر باهتمام منتجي الطعام، وتقول مجلة “ذي أتلنتيك” أن النزاع في الصحراء الغربية قد يؤدي إلى تعطيل إنتاج الغداء في العالم.

وينقل موقع “كونفرساشين” أنه في عام 2021، بلغ سوق الأسمدة العالمي حوالي 59 مليار دولار أميركي. وفي المغرب، بلغت إيرادات القطاع لعام 2020 حوالي 5.94 مليار دولار أميركي. 

ويخطط المغرب لإنتاج 8.2 مليون طن إضافية من الأسمدة الفوسفورية بحلول عام 2026، إضافة إلى إنتاجه الحالي الذي يبلغ حوالي 12 مليون طن.

وتقع الصحراء الغربية على ساحل المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، وهي غنية بالفوسفات وساحلها الممتد على طول ألف كلم غني بالأسماك. 

والرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، تقترح خطة حكم ذاتي تحت سيادتها، فيما تدعو جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة.

Scan the code