دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اشترت شركة طيران الإمارات، التي تتخذ من دبي مقراً لها، حوالي نصف طائرات A380 المنتجة، ويضمّ أسطولها 118 طائرة، منها نحو 80 قيد التشغيل.
وسيعود الأسطول بأكمله إلى السماء بحلول ربيع العام المقبل.
وتبدأ شركة الطيران بتحديث التصاميم الداخلية لحوالي 70 من طائرات A380 في وقت لاحق من هذا العام، تشمل إضافة فئة سياحية ممتازة، وتقلّل بشكل طفيف من سعة الركاب من 519 إلى 484.
وتتميز طائرة الـ “سوبر جامبو”، التابعة لشركة طيران الإمارات، بتجربة الاستحمام الكامل على ارتفاع 35 ألف قدم، وهي متوافرة لركاب الدرجة الأولى.
وهناك جناحان للاستحمام في الجزء الأمامي من الطبقة العلوية.
وتعد شركة طيران الإمارات الوحيدة التي توفر تجربة كهذه، بناء على طلب صريح من تيم كلارك رئيس الشركة، خلال مرحلة التصميم النهائية للطائرة، في مطلع العقد الأول من القرن الـ21.
وقال: “فكرة وجود حمامات مع الدش وجميع الأجزاء والقطع الأخرى كانت مثيرة للاهتمام”.
وتابع: “كان ذلك مخاطرة بالنسبة لنا، لكنها كانت مساحات ميتة لا يمكننا تحقيق دخل منها.. أدركت أنها في الواقع ستحظى بشعبية كبيرة”.
ولطالما أعرب كلارك عن حزنه بسبب عدم تخطيط شركتي “إيرباص” أو “بوينغ” لبناء طائرة جديدة بحجم A380.
وحاليًا، تعد أكبر الطائرات التي تقدمها شركتا التصنيع الرائدتين هي إيرباص A350-1000، والطائرة المقبلة 777-9، اللتين تتسعان لأكثر من 400 شخص في التكوين المعياري.
ومع ذلك، تأخر تسليم هذه الطائرات ويعتقد كلارك أنها أصغر من أن تحل مكان A380، ضمن أسطول طيران الإمارات.
وقال: “تخبرك الرياضيات أنك بحاجة إلى طائرة كبيرة، أكبر بكثير مما نحصل عليه في الوقت الراهن”.
وتابع: “الطائرة الأكبر ستكون 777-9، وتتّسع لـ364 شخصًا مقابل 484 شخصًا على الدرجة السياحية الممتازة لطائرات A380”.
أما “العملية الحسابية” التي يشير إليها كلارك فمتأتية من الطلب على السفر الجوي، الذي يقول إنه ينمو بنحو 4.5٪ سنويًا قبل انتشار الجائحة.
وبافتراض استعادة هذا المنحنى، سيستغرق الأمر حوالي 10 إلى 15 عامًا فقط لزيادة الطلب بمقدار النصف.
ويقول كلارك: “حتى مع وجود العديد من طائرات 787 وA350 المشغولة بالتحليق بأجواء العالم، ما زلت لا أفهم كيف ستستعيد منحنى النمو هذا”.
وأضاف: “إذا أخرجتَ طائرات A380 من الإطار بحلول منتصف الثلاثينيات من القرن الحالي، فكيف ستعمل؟ هل نشهد ترقيات هائلة لمدارج المطارات أو مدارج جديدة؟”.
وأوضح: “في مطار هيثرو، لا يمكنهم حتى الاتفاق على المدرج الثالث.. خفّض مطار سخيبول بأمستردام للتو عدد عمليات الهبوط والإقلاع التي سيسمحون بها.. لذلك، يتساءل المرء كيف يمكن تلبية هذا الطلب؟”.
ورد كلارك كان طائرة جديدة بحجم A380، إن لم تكن أكبر، تتمتّع بميزات حديثة مثل المواد المركبة خفيفة الوزن، والمحركات الأكثر كفاءة.
وتابع: “عندما تحصل على طائرة أخف وزنًا، وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، فهذه بمثابة علامة فارقة في جميع المربعات التي تتعلق بالبيئة”.
تعد أحد أكبر عيوب طائرة A380 محركاتها الأربعة، التي لا تتناسب مع معايير اليوم وأسعار الوقود.
وسيتطلب الإصدار الجديد تقنية محرك جديدة تمامًا.
وقال كلارك إنّ هناك “دراسات مثيرة جدًا للاهتمام” تجري في هذا المجال، لكنه يضيف أن معظم الأبحاث على مدار العشرين عامًا الماضية ركزت على الطائرات ضيقة الهيكل.
ويعد محرك “المروحة المفتوحة” أحد أكثر أنواع المحركات الجديدة الواعدة، ويمكن أن يقلل من استهلاك الوقود والانبعاثات بقدر 20٪.
وسيتم اختباره على طائرة اختبار A380، رغم أنه غير مصمم للطائرات.
ستحتاج الطائرات الجديدة أن تكون مصممة لتلائم هذه المحرّكات.
وفي البداية، ستكون على الأرجح طائرة ذات ممر واحد، على غرار طائرات 737 وA320.
ويقول: “نحن نحاول أن نجعل الجميع يعملون على المراوح الكبيرة للطائرات الأكبر حجمًا أيضًا”.
يتفق جيف فان كلافرين، محلل الطيران والمدير الإداري للاستشارات في شركة استشارات الطيران المستقلة IBA، مع كلارك على أن هناك حاجة لطائرة أكبر.
ولكن، لن يكون من السهل الحصول عليها.
وأوضح: “هناك بالتأكيد متّسع لاستبدال طائرة بوينغ 747، لكن لا أعتقد أن هناك طلبًا كافيًا لبدء برنامج لطائرة أكبر من طائرة A380”.
وتابع: “الطائرة الكبيرة جدًا هي مفتاح أعمال طيران الإمارات، لأن 70٪ من ركابها يتصلون برحلات أخرى، لكنني لا أعتقد أن إيرباص أو بوينغ ستصنّعان واحدة لهم فقط”.
والنتيجة الأكثر ترجيحًا هي تصنيع طائرات أكبر وأكثر سعة من طراز A350 و777 بدلاً من ذلك.