يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يرغب أي شخص في أن يمشي عبر سحابة من الغبار والحطام … ولكن في بعض الأحيان قد تكون تلك المصادفة أمرا ساحرا.
بينما تبحر الأرض عبر سحابة من الحطام الكوني في هذا الشهر، ستضيء السموات ليلا بما يعرف بـ بيرسيدس Perseids، وهي مجموعة من النيازك تتناثر منها الشهب المضيئة كل عام.
ويتوقع الخبراء أن يبلغ نشاط بيرسيدس ذروته هذا العام بين 12 و 13 أغسطس/ آب الحالي. ويمكن رؤية تلك الشهب المتساقطة في جميع أنحاء الأرض، لكن يمكن رؤيتها بشكل أفضل في نصف الكرة الشمالي.
لسوء الحظ لن يكون عرض النيازك هذا مذهلا بقدر ما كان عليه العام الماضي، وذلك بسبب بعض المنافسة المفاجئة من قبل القمر المكتمل، الذي حظي دوما باهتمام مراقبي النجوم.
قال بيل كوك، عالم الفلك في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا والذي يرأس مكتب بيئة النيزك، في بيان: “للأسف الشديد، ستشهد ذروة بيرسيدس هذا العام أسوأ الظروف الممكنة بالنسبة للمراقبين”.
منظومة جديدة لرصد النيازك المدمرة قبل اصطدامها بالأرض
أجرام سماوية قادمة من الفضاء السحيق تثير حيرة العلماء
ووفقا لكوك، قد تعني المنافسة من قمرنا أن الأشخاص في نصف الكرة الشمالي على سبيل المثال، قد يشهدون تساقط عدد أقل من الشهب يرجح أن يكون 10 إلى 20 شهابا في الساعة بدلاً من 50 إلى 60 شهابا.
وغردت وكالة الفضاء الأمريكية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مازحة” مراقبو النجوم سيشهدون عرضا باهتا وأقل بهجة وروعة”.
It’s a shine off! 🌌
This year’s Perseids meteor shower will have to contend with the full Moon’s brightness. Look up if you’re outside after midnight (local time) on Aug. 12 or 13, when it’ll be at its peak–you might be lucky and see the brightest ones. https://t.co/vFkqWhKOmi pic.twitter.com/iPP9lsYmzx— NASA (@NASA) August 1, 2022
ولكن على الرغم من ذلك فقد تكون هذه هي فرصتك للاستمتاع بعرض تساقط الشهب المذهل، وإذا كنت محظوظا جدا قد تتمكن من رؤية النيزك الأكثر بريقا.
ما هي نيازك بيرسيدس؟
يبدأ كل شيء مع مذنب سويفت توتل Swift-Tuttle الذي يدور ضمن مداره حول الشمس لمدة 133 عاما – تماما مثل الأرض، ولكن بزاوية مختلفة.
يقول عالم الفلك إدوارد بلومر من متحف غرينتش الملكي في بريطانيا: “ما يحدث هو أن الأرض تصطدم كل عام بمسار مدار المذنب وكل الحطام المتبقي وراءه”.
زخات شهب كثيفة “ستضرب” الغلاف الجوي للأرض
ستة تحديات تنذر بفناء البشرية في المستقبل البعيد
ونظرا لأن هذه الأنقاض الكونية – الجليد والغبار وقطع الصخور بحجم حبة الأرز – تضرب الطبقات العليا من الغلاف الجوي، “تشتعل مقدمة نتائج مذهلة، وإن كان في بعض الأحيان لجزء من الثانية فقط ” كما يشرح بلومر.
ويضيف أن سبب تميز تساقط الشهب في نيازك بيرسيدس هو أنها “موثوقة للغاية ويصعب أن تخيبك، وعلى الرغم من أن نشاطها يبلغ ذروته في منتصف شهر أغسطس/ آب من كل عام، إلا أنه يمكنك رؤيته اعتبارا من أواخر شهر يوليو/ تموز”.
يمكن الاستمتاع بها بالعين المجردة وقد يجدر بالمرء التحقق من السماء ومراقبتها لعدة ليالٍ متتالية، لأنه قد يُكافأ بمشاهدة عرض الفضاء المذهل.
في بعض الأحيان يظهر جزء أكبر من المذنب المتبقي، و “إذا كنت محظوظا، فقد تتمكن من رؤية النيزك المذهل الأكثر بريقا”، يضيف بلومر، الذي تمكن بعد سنوات من المراقبة من أن يظفر بنظرة خاطفة لنيزك براق فقط لبضع ثوان وجيزة.
هل يستحق الأمر العناء؟
يقول بلومر: “بالتأكيد! أطفئ كل الأنوار واستمتع بهذا العرض المبهر”.
يشبه بيرسيدس عرض الألعاب النارية لكنه من صنع الطبيعة، وتَساقط الشهب غزير جدا بحيث يمكن للمراقب أن يشهد بسهولة ما يصل إلى 100 شهاب ساطع في الساعة.
وكن مطمئنا، فعلى الرغم من أن النيازك تضرب الغلاف الجوي للأرض بسرعة هائلة تبلغ 215 ألف كيلومتر في الساعة، إلا أنها لا تشكل أي خطر.
يقول بلومر: “فقط امنح نفسك مكافأة، وافرش الأرض بغطاء وتمدد وانظر إلى السماء”.
“إنه مشهد يبعث على السكينة ويريح الأعصاب”، ويمكن رؤيته في أي بقعة من أنحاء العالم.
أهم النصائح للاستمتاع بنيازك بيرسيدس PERSEIDS
يوصي عالم الفلك إدوارد بلومر بما يلي:
• اختر رقعة واسعة من السماء باتجاه الشرق، أو الشمال الشرقي. إذا كنت تعرف مجموعات النجوم التي تشكل الأبراج الفلكية الرئيسية، عليك مراقبة مجموعة الإله بيرسيوس بالقرب من مجموعة الملكة كاسيوبيا، إذا لم تتمكن من معرفة الوجهة الصحيحة، استخدم أحد التطبيقات على هاتفك الذكي لمساعدتك.
• اختر مكانك عند الغسق وافرش غطاءك، وتمدد واسترخي تماما وانتظر حتى يصبح الظلام دامسا. تحتاج إلى إطفاء جميع الأنوار والهواتف المحمولة وأي مصدر آخر للتلوث الضوئي
• استرخ واستمتع بأحد أعظم متع الطبيعة: أنت على وشك مشاهدة حوالي 100 نيزك في الساعة، وقد يحالفك الحظ برؤية النيزك الفريد الأكثر سطوعا
من أين جاءت تسمية بيرسيدس؟
“يقول بلومر: “نسمي تلك النيازك بيرسيدس لأن الشهب المتساقطة تبدو وكأنها تشع من مجموعة النجوم بيرسيوس” ، لكن الجدير ذكره أن هذه الظاهرة شوهدت وأطلقت عليها تسميات من قبل العديد من الثقافات والحضارات المختلفة.
وربما أبرزها تلك التي في التقليد الكاثوليكي، والتي تُعرف أيضا باسم “دموع القديس لورانس” في إشارة إلى لورانتيوس، أحد شمامسة مدينة روما السبعة الذين استشهدوا في حملات اضطهاد المسيحيين على يد الرومان في عام 258 للميلاد.
وقد أحُرق هذا القديس وهو على قيد الحياة في 10 أغسطس/ آب، ووفقا للفولكلور المتوسطي فإن الشهب المتساقطة في هذا الوقت من العام هي شرارات متبقية من ذاك الحريق.
ولكن قبل الرومان بوقت طويل، كانت هناك بالفعل بعض السجلات الفلكية الدقيقة بشكل مذهل من بلاد فارس وبابل ومصر وكوريا واليابان – تقدم روايات مفصلة عن زخات الشهب.
يُعتقد أن أول ملاحظة مسجلة لبيرسيدس تعود إلى عهد أسرة هان في الصين، حيث كتب علماء الفلك في عام 36 للميلاد عن الليالي التي “سقط فيها أكثر من 100 نيزك هنا وهناك في أحد الصباحات الباكرة”.