وكالة أنباء الإمارات – دوري أبطال أوروبا/ فوز الباير وانتر وليفربول
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
4 مليارات درهم التصرفات العقارية برأس الخيمة خلال النصف الأول
تقع قرية زايد التراثية في شمال إمارة رأس الخيمة بمنطقة غليلة، حيث تم تأسيسها عام 2005 وتم افتتاحها يوم الخميس 10 – 2 – 2005 بحضور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة. وازدهت باسم «قرية زايد التراثية» تخليداً لمآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعكس قرية زايد التراثية الرؤى الوطنية، والرؤية القيادية الرشيدة، ناقلة الهوية الوطنية لكل الأجيال لتعريفهم بثراء وبهاء تاريخ الوطن، وعراقة العمق الحضاري الوطني الزاخر بالمعاني السامية.
وفي قرية زايد التراثية مكتبة ضخمة تشمل موضوعات مختلفة في التاريخ والأدب والدين والطب والهندسة وعلم الاجتماع واللغات والاقتصاد وغيرها، كما تضم أيضاً صوراً قديمة لأبناء المناطق الساحلية والجبلية، ومخطوطات ثمينة يعود بعضها إلى عام 1895. بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق التاريخية لمراسلات قديمة بين حكام الإمارات والحكومة البريطانية.
وتضم القرية مجموعة من القاعات، منها: قاعة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر للفضيات «حلي النساء من الفضة»، وقاعة البيئات، بالإضافة إلى قاعات لعرض (الخيمة والدهريز والصفة والعريش والسبلة وبيت القفل والمخزن). وتقدم القرية لزوارها أنشطة ثقافية سنوية ومشاركات اجتماعية تراثية مثل: منافسات «اليولة»، والرقصات الشعبية، ومعارض تراثية، وفعاليات الطبخ التقليدي، وغيرها من الأنشطة المتنوعة التي تعزز روح الوعي بقيمة التراث وأصالة الماضي العريق.
15 مليار درهم قيمتها السوقية.. «سالك» تحدد سعر سهم الاكتتاب العام عند درهمين
وبالنسبة للأقسام التي تتفرع في قرية زايد التراثية، مثل قسم «بيت القفل» الذي يحتوي على تراث أهل الجبل على مر العصور، وقسم «المخزن» المخصص لشرح أسلوب حياة «أهل الجيد»؛ أي الميسورين من التجار من أهل البحر الذين عاشوا في الإمارات بداية القرن الماضي، وقسم «الدهريز»، وهو المكان الذي يجلس فيه أصحاب الدخول العالية خلال فصل الصيف، ويقابله قسم آخر يحكي كيف كان أهل الجبل يتغلبون على القيظ. وتحتضن القرية أيضاً جوانب أخرى من تاريخ الإمارات العريق في كل محتوياتها، ويجاورها مدفن غليلة الأثري الذي يعود بتاريخه إلى أكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد، ويضم رفات 53 شخصاً من أبناء المنطقة، بحسب البعثة الألمانية التي قامت بالتنقيب في المدفن، حيث يُعد هذا المدفن هو ثالث المدافن الأثرية في الدولة، بالإضافة إلى المدفن الذي يوجد في منطقة القصيص بدبي وآخر في مدينة العين.
البيت الإماراتي
ومن حيث الشكل، تتنوع نماذج المساكن التاريخية المعروضة في قرية زايد التراثية، مثل بيت «العريش» الذي كان أهل الساحل يشيدونه من سعف النخيل ويفتح من الأسفل للتهوية، وكان يستخدم في الصيف، حيث يرحل السكان إليه هرباً من قيظ الصحراء. وبيت «السبلة» الذي كان يبنى من جريد النخيل ويفتح من جانب واحد، ودأب أهل الساحل والريف على استخدامه مجلساً لاستقبال ضيوفهم. ونموذج «الخيمة» التي كان أهل الساحل يستخدمونها في فصل الشتاء، حيث كانوا يغلقونها من جميع الجهات، عدا جهة واحدة يكون فيها المدخل الرئيسي. بالإضافة إلى البيوت التي كان أهل الجبل يستخدمونها في الماضي، مثل بيوت «الصفة أو العقة» التي كانت تبنى من الحجارة وتتميز بكثرة فتحاتها، حيث كان أهل الجبل يستخدمونها مجلساً لاستقبال الضيوف، ومصيفاً في الوقت ذاته. وبيت «القفل»، هو عبارة عن غرفة تحفر في الأرض أو كهف جبل، وتوصد من كل الجهات ويصمم لها باب كبير وقوي وعادة ما كان يصنع من خشب السدر، ويتميز هذا الباب بطريقة إغلاقه، حيث لا يمكن لأحد فتحه سوى صاحب البيت. وأخيراً غرفة «الدهريز» التي تتميز بكثرة نوافذها، وكان يستخدمها أصحاب الدخول الجيدة من أهل الساحل في فصل الصيف.
صرح تراثي
وقال مؤسس قرية زايد التراثية، سعيد لحه الشحي: لم تأتِ فكرة القرية من فراغ، وإنما بدأتها من مجلس صغير كنت أجتمع فيه مع أبنائي وأصدقائي لتجاذب أطراف الحديث، وحينها تلقيت اقتراحات عدة لتوسيع المجلس بحيث يضم عدداً أكبر من الزوار. والخطوة الأولى في رحلة بناء القرية كانت في عام 2004، وبعد الانتهاء من تشييدها، تشرفت بأن افتتحها رسمياً صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة». وقد جاء الهدف من بناء هذا الصرح التاريخي الوطني لترسخ القيم النبيلة لدى الأجيال، وتسطر على دفاتر أبنائنا أجمل الصور الوطنية بكل معانيها ومضامينها السامية.
وتابع الشحي: هذه القرية التراثية، عبارة عن متحفٍ خاص، وهو يرنو إلى جمع أكبر قدر ممكن من تراث أجدادنا تحت سقف واحد حتى يكون مرجعاً للأجيال القادمة، مؤكداً أن التاريخ والتراث الوطني مؤسس للهوية، والهوية تستمد من ماضي أجدادنا وحياتهم التي نستند عليها وننهل منها مصادر ثقافتنا وثرائنا الحضاري.
وأشار الشحي إلى أهمية المتاحف الخاصة، وضرورة أن تكون حاضرة في جدول الفعاليات والمناسبات الوطنية، وتعرض ما لديها من مخزونٍ تاريخيٍ ثمين يعكس مدى أصالة هذا الوطن، وثراء تاريخه العريق.
جمالية الشعار
يضم شعار قرية زايد التراثية علم دولة الإمارات العربية المتحدة محتضناً فكرة القرية، وفي قلب العلم صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتتوسط الشعار القلعة التي تعطي دليلاً على أن دول الخليج والجزيرة العربية والعالم العربي عبارة في الأساس عن قلعة حصينة، والطير كرمز حصافة تاريخ الأجداد وفراستهم وماضيهم المشرف، بالإضافة إلى الخنجر الذي يدل على الرجولة والفراسة، والدلة التي تستدعي في الأذهان القهوة العربية دليلاً على الكرم والنبل في السجايا، وأخيراً جرة الماء التي تدل على التراث والماضي.