دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– عند التجوّل بأنحاء واحات ليوا في أبوظبي، ستجذبك مشاهد الأبراج، والقلاع الطينيَة فيها، وأشجار النخيل الشامخة المتناثرة في المنطقة. لكنّ مصوّرًا إماراتيّا يهوى الطبيعة وجّه عدسته نحو الأسفل باتجاه الأرض، لتوثيق المشاهد الخلابة التي تشكّلها الرمال، الأشبه بلوحة تجريدية رسمتها أنامل فنان.
وفي عام 2009، اشترى راشد السميطي أول آلة تصوير له واكتشف مدى شغفه بتوثيق المناظر الطبيعية، والحياة الفطرية، وفق ما قال في مقابلة له مع موقع CNN بالعربية.
ونتج عن ذلك الشغف مجموعة من الصور الأخّاذة التي التقطها السميطي، أكانت للطبيعة الصحراوية القاسية، أو للبيئات المتنوّعة الخاصة بوجهات أخرى في العالم.
ومن المشاهد التي يهتم المصور بتوثيقها الرمال التي انبثقت منها البلاد، والتي تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من الهويّة الإماراتيّة.
وقد تبدو الصّور التي نلتقطها نحن الأشخاص العاديون للطبيعة الصحراويّة سطحيّة، وغير مُثيرة.
ولكن مثل الرمال دائمة الحركة، تمتّعت صور السميطي بالديناميكية بفضل عاملين اعتمد عليهما، هما الإضاءة، والظلال، ما سمح بإبراز تفاصيلها العديدة، والتموّجات التي تخلّفها الرياح عليها.
وتُظهر أعمال السميطي اللوحات المختلفة التي تشكّلها الرمال في صور التقط بعضها بواسطة طائرة “درون”، بينها مشهد لتداخل الكثبان الرمليّة، وشجرة الرمث، التي تُعتبر من الشجيرات المعمّرة، ودائمة الخضرة في البيئة الصحراوية، وفقًا للإماراتي.
ولدى حديثه عن الصورة، قال السميطي: “تم تصويرها في الصباح الباكر حيث ساعد تباين الضوء والظلال بتكوين المشهد، والتقاط الصّورة المعروضة”.
وتتميّز الصورة بكونها مضيئة من جهة، ومُعتمة من جهة أخرى على نحوٍ يوحي بأنها صورة خياليّة تجمع الليل والنهار في إطارٍ واحد.
وقال المصور: “وجود التل المرتفع نسبيًا ساعد بحجب ضوء الشمس في المنطقة الداكنة”.
وتم توثيق المشهد خلال فصل الشتاء في ديسمبر/كانون الأول، الذي أكّد السميطي أنه “من أفضل الفصول لزيارة المنطقة الصحراوية في ليوا، والتواجد بين طيات الطبيعة الأم”.
وكان التّحدي الأكبر يكمن بتسلّق التلال الرملية للحصول على أكبر نطاق بصري للمنطقة، وبوقتٍ قياسي أيضًا تجنبًا لتعامد الشمس مع الأرض، ما يؤدّي إلى إنعدام الظلال.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المصور سبق وحل في المركز الثالث عن فئة “المحور العام- الملوّن” ضمن جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدوليّة للتصوير الضوئي “HIPA”، في موسم “الماء” الخاص الذي امتدّ بين عامي 2019 و2020.