دينا محمود (لندن)
قبل أيام من حسم اسم الرئيس الجديد للحكومة البريطانية، خلفاً لرئيسها الحالي بوريس جونسون، يبدو المؤيدون لانفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة، على رأس قائمة من يترقبون التعرف على نتيجة المنافسة الدائرة في هذا الشأن، بين وزيرة الخارجية الحالية ليز تراس، ووزير المالية السابق ريتشي سوناك.
فاستطلاعات الرأي التي أُجريت بين الأسكتلنديين مؤخراً، أظهرت أن تولي تراس رئاسة الحكومة، سيزيد على نحو لافت، نسبة الداعمين منهم لخيار الاستقلال، الذي تؤيده رئيسة الحكومة المحلية في الإقليم نيكولا ستيرجن، ويلقى رفضاً من جانب كلا المتنافسيْن على خلافة جونسون.
وأشارت الاستطلاعات، إلى أن ما يقرب من 52 في المئة من الناخبين الأسكتلنديين، يعتزمون التصويت تأييداً للانفصال عن بريطانيا، إذا ما أُعْلِنَ في الخامس من الشهر الجاري، أن تراس ستصبح الرئيسة الجديدة للحكومة في البلاد، بينما ستنخفض هذه النسبة بواقع واحد في المئة على الأقل، حال حصول غريمها سوناك على المنصب.
وعزا محللون سياسيون في أدنبرة ذلك، إلى تدني شعبية وزيرة الخارجية البريطانية، الأوفر حظاً لخلافة جونسون، في أوساط الأسكتلنديين، لا سيما في ظل العلاقات المتوترة بينها وبين ستيرجن، إلى حد أدى لاندلاع سجال علني في التصريحات بينهما، تبادلتا خلاله الاتهامات، بالتباهي والسعي للفت الأنظار والاستحواذ على الاهتمام الإعلامي.
ويقارن المحللون بين شعبية تراس المتداعية في أسكتلندا ونسبة التأييد المنخفضة التي يحظى بها جونسون هناك منذ توليه رئاسة الحكومة في عام 2019، وهو ما جعله رئيس الوزراء البريطاني الأقل قبولاً من جانب سكان هذا الإقليم، منذ فترة حكم المرأة الحديدية مارجريت ثاتشر، التي قادت البلاد بين عاميْ 1979 و1990.
ورغم إعلان كلا المتنافسيْن على رئاسة الحكومة المقبلة في بريطانيا، رفضهما محاولات إجراء استفتاء ثانٍ على انفصال أسكتلندا، بعد الاستفتاء الأول الذي أُجري في هذا الصدد عام 2014، وانتهى بتأييد غالبية المصوتين للبقاء، فإن نسبة تأييد المضي على هذا الطريق، تزايدت في الآونة الأخيرة بين الناخبين هناك.
وتفيد التقديرات، التي نشرتها صحيفة «دَيلي ريكورد» البريطانية، بأن 48 في المئة من الأسكتلنديين، باتوا يدعمون تنظيم استفتاء جديد بشأن الاستقلال في غضون السنوات الخمس المقبلة، بينما يعارض 44 في المئة فحسب تلك الفكرة، وهو ما يثلج صدر رئيسة حكومة الإقليم، التي كثفت على مدار الشهور القليلة الماضية جهودها، لزيادة التأييد الذي يحظى به معسكر تأييد خيار الانفصال.
وتقول ستيرجن إن المعطيات التي أُجري في إطارها استفتاء 2014 الذي انتهى برفض الاستقلال قد تغيرت، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الخيار الذي كان الجانب الأكبر من الأسكتلنديين قد صوتوا رفضاً له، عندما استُفتي مواطنو المملكة المتحدة بمجملهم في هذا الشأن عام 2016. غير أن نسبة الرفض في أسكتلندا، لم تكن كافية لتغيير النتائج العامة للاستفتاء، التي انتهت بتأييد الخروج بنسبة ضئيلة للغاية.
وتواجه المرشحان المحافظان اللذان يتنافسان على رئاسة الحكومة البريطانية المقبلة، أمس الأول، للمرة الثانية عشرة والأخيرة أمام أعضاء الحزب المدعوين لاختيار أحدهما.
وتشير معاهد استطلاعات الرأي إلى أن وزيرة الخارجية ليز تراس هي المرشحة الأوفر حظاً لخلافة جونسون. وينتهي تصويت نحو ألفي عضو في الحزب عبر البريد والإنترنت اليوم.