إعداد: أحمد البشير
كان الناس يتوقعون زوال «الموضة السريعة» منذ سنوات عدة. ومصطلح الموضة السريعة يستخدم في تجارة التجزئة للأزياء، للتعبير عن التصاميم التي تنتقل من منصة عرض الأزياء مباشرةً، لتواكب اتجاهات الموضة الحالية. والبعض يعتبرها ملابس رخيصة، مسؤولة عن مليارات الأطنان من انبعاثات الكربون ونفايات مكبات النفايات سنوياً، وتعتبر مدمرة للبيئة وغير أخلاقية للغاية وفقاً للنقاد.
بدأ عمالقة الموضة السريعة مثل «زارا» و«أتش أند إم» في إصدار تقارير الاستدامة ومعلومات عن مدى صداقة ملابسهم للبيئة. كما نمت شعبية الشركات الناشئة الأخلاقية والصديقة للبيئة مثل «بانجايا» و«أول بيردز».
وكل هذا يبدو غريباً إلى حد ما الآن في أعقاب توقع وصول القيمة السوقية لشركة «شي إن» إلى 100 مليار دولار. وتدرس شركة التجارة الإلكترونية الصينية الناشئة للموضة السريعة إطلاق جولة تمويل للوصول إلى هذا التقييم، ما يجعل قيمتها توازي قيمة شركة «سبيس أكس»، التي يديرها رجل الأعمال إيلون ماسك، وتضاهي قيمة «أتش أند إم» و«زارا» مجتمعتين.
وبينما أحدثت «زارا» ثورة في القطاع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من خلال تضييق الوقت الذي تستغرقه الملابس في مرحلة التصميم للوصول إلى المتاجر في غضون أسابيع، يمكن لشركة «شي إن» القيام بذلك في غضون أيام. والأمر الأكثر تميّزاً هو كيف جمعت الشركة بين سلاسل التوريد فائقة السرعة وأبحاث السوق واكتساب العملاء.
وما عليك سوى إلقاء نظرة على وجودها الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وتجد «شي إن» التركيبة الاستهلاكية المستهدفة من الجيل «زد» في منصة «تيك توك»، حيث يقضون معظم وقتهم هناك. ويعرض المتسوقون الشباب آخر مشترياتهم عبر الوسم المهيمن «#sheinhaul»، والذي يبلغ عدد مشاهداته ضعف مشاهدات وسم «#zarahaul».
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان الذي تجد فيه الشركة أفكارها التصميمية. وباستخدام البيانات الضخمة من «جوجل» والمنافسين والموقع الخاص بها، تعرف الشركة ما يريده المستهلكون في الوقت الفعلي، ويمكن أن توفره في غضون أيام.
وأكبر سبب يجعل منتجات «شي إن» لا تقاوم من قبل جيل «زد» هو السعر. وعلى الرغم من أن الدراسات الاستقصائية تظهر أن المستهلكين الشباب يهتمون بالبيئة، إلا أن عادات التسوق لديهم تؤثر عليها في الغالب الاقتصاديات. ويعيش جيل «تيك توك» في عالم مدفوع بالعطش لمحتوى جديد، وتصدرت «شي إن» في مجال الملابس الرخيصة والوفيرة التي تتماشى مع أحدث اتجاهات الموضة. ومن المرجح أن يؤدي التضخم إلى إجهاد محافظ المستهلكين الأمريكيين ودفعها بعيداً عن متاجر الملابس في السوق المتوسطة إلى متاجر مثل «شي إن» و«بريمارك».
ومع ذلك، فإن صعود «شي إن» يأتي على حساب المصممين المستقلين والبيئة. ويتمثل جزء من استراتيجية الشركة في إعادة إنشاء تصميمات سريعة الانتشار من العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة. وعندما يكون أمامك خيار بين منتج مستدام وأخلاقي في مقابل 95 دولاراً، ومنتج آخر مقلد في مقابل 12 دولاراً، فمن المحتمل أن يختار الشباب الذين يعانون ضائقة مالية منتج «شي إن».
ومن الصعب تحديد البصمة البيئية ل «شي إن» في هذه المرحلة. لكن العلماء حسبوا أن ثوباً واحداً من البوليستر يطلق على مدار حياته حوالي 17 كيلوجراماً من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ويبيع موقع «شي إن» مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من فساتين البوليستر بسعر يجعل هذه الفساتين قابلة للتغيير كل عام. ما يجعل الأمر صعباً في جعل قطاع الأزياء صديقاً للبيئة.