حل المغرب أزمته الدبلوماسية التي بدأت عام 2021 مع وألمانيا، من خلال زيارة رمزية قامت بها وزير الخارجية الألمانية أنالينا بيبروك إلى الرباط الخميس، ووقعت بيانا مشتركا مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، أكدت فيه أن خطة الحكم الذاتي لعام 2007 هي “جهد (مغربي) جاد وذو مصداقية” و”أساس جيد لحل مقبول من الجانبين”، ما ينهي رسميا الأزمة بين البلدين.
واتفقت بيربوك مع بوريطة، على استئناف تعاونهما في جميع المجالات، وأكدت دعم برلين للخطة التي طرحها المغرب عام 2017 لحل مشكلة الصحراء الغربية.
وفي مايو 2021، استدعت الرباط سفيرها في برلين للتشاور ردا على “الأعمال العدائية” للسلطات الألمانية، بما في ذلك الأعمال “الخطيرة” التي تشكك في السيادة المغربية للصحراء الغربية.
وتنقل صحيفة “لا إنفورماتسيون” الإسبانية أنه مع تغيير الحكومة الألمانية ووصول أولاف شولتس إلى رئاستها، أعيد توجيه العلاقات، وتحديدا بعد أن اعترفت وزارة الخارجية الألمانية بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية باعتبارها “مساهمة مهمة” في حل النزاع.
وتقول الصحيفة إن الخطوة الألمانية تأتي بعد الدعم الذي قدمته الحكومة الإسبانية لهذه الخطة، إذ ترى مدريد في المبادرة التي روج لها الملك محمد السادس الصيغة “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل النزاع، ووضعها قبل أي صيغة أخرى.
وأوضحت بيربوك أنه في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، فإن هناك بين رؤية برلين والرباط مجرد “اختلافات بسيطة”، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، دون أن توضح هذه الاختلافات.
ويقترح المغرب، الذي يسيطر على حوالى 80% من أراضي الصحراء الغربية، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب البوليساريو، مدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء لتقرير المصير.
واغتنمت ألمانيا والمغرب الفرصة لدعم وساطة الأمم المتحدة، المفوضة إلى مبعوثهما ستافان دي ميستورا، والتي ترى فيها بيربوك طريقة لتحقيق “حل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الطرفين”.
وترى الصحيفة في تحليلها إن الاجتماع السابق بين الوزيرين في فبراير الماضي من هذا العام، يعد اعترافا بأن التعاون الكامل هو بات حقيقة واقعة بين الرباط وبرلين.
وتقول الصحيفة إن القضايا التي تهم المغرب وألمانيا هي تطوير الطاقات المتجددة، ومكافحة تغير المناخ، والسياسة الأمنية.
وأشادت ألمانيا على لسان وزيرة خارجيتها بما وصفته بإصلاحات الملك محمد السادس التي تطمح تحقيق “مجتمع واقتصاد أكثر انفتاحا وديناميكية” في المغرب.
وكانت العلاقات المغربية الألمانية، المستقرة تاريخيا، شهدت توترا منذ 2021 عندما قرّرت الرباط تعليق كلّ أشكال التواصل مع السفارة الألمانيّة في المغرب. وهي خطوة أتت ردا على انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية أواخر العام 2020.