يا جمال الدفع الرباعي.. شوف أحدث أسعار رينو داستر 2022 الرياضية
في هذه الزاوية، نحتفي بمجموعة من أبرز مبدعينا الذين قدموا لمسات أدبية جمالية وإمتاعية، أثرت الوجدان، وارتقت بذائقة القراء، منحونا زاداً عبّر عن إنجازات الوطن وتحولات المجتمع وهموم البشر، كانوا ذاكرتنا التي تؤرخ للمكان ومدونتنا التي عبرت بصدق وإخلاص عن آمالنا وأحلامنا، هم قناديلنا التي نسترشد بها في دروب الحياة.
كندة علوش: فرحات باستقبالي بمهرجان فينيسيا وصورتي مع عمرو يو
«المكان روح الكاتب، منه ينطلق إلى الآفاق الأكثر رحابة، وأجمل الأمكنة لديّ ما حمل رائحة الماضي، وعنفوان الشباب»، ذلك الحديث للشاعرة الإماراتية شيخة الجابري يحمل قيم الانتماء إلى المكان ويهفو إلى الماضي، وتلك الدلالات نجدها متوفرة في نصوصها الشعرية إضافة إلى اهتمامها الكبير بالتراث، الأمر الذي يؤكد أن المكان والماضي الجميل يكسبان شعر الجابري عطرية خاصة تزيده ألقاً وجمالاً، وربما يظهر ذلك الأمر في المحبة الشديدة التي تحملها الجابري تجاه مدينتها العين تلك البقعة الخضراء الوارفة، وتقول الجابري عن المكان والانتماء: «علاقتي بالمكان علاقة ربما تختلف عن الآخرين، فالذي آلفه من مساحات أعود إليه عند الحاجة، ولا أعرف الجلوس إلا فيه، سواء كان مكاناً عاماً، أو زاوية في المنزل، مكتبي المنزلي جنّتي التي تحتويني، وتصبر على جنوني، واحتياجي الشديد للاختلاء بنفسي».
تألق هالاند عرض مستمر – صحيفة الاتحاد
بدايات
علاقة الجابري بالأدب والعلم كانت باكرة، وكانت تجد تشجيعاً كبيراً من والدها من أجل تحصيل العلوم وهي ما زالت في سن صغيرة، وكذلك كانت والدتها تدفعها نحو التميز، فكان أن حفظت القرآن وتدبرته، حيث كانت بيئة المنزل عاملاً مساعداً في اكتساب المعارف والعلوم، ولأن وسائل المعرفة ووسائطها كانت محدودة في ذلك الوقت، فقد تعلق قلب الجابري بالراديو والكتاب منذ المرحلة الابتدائية، ومنذ دخولها المدرسة لم تغادر الجابري المركز الأول مما يشير إلى تفوقها، وقد حصلت بالفعل على الكثير من الجوائز خلال سنوات دراستها الابتدائية في مدرسة أسماء بنت أبي بكر والإعدادية في مدرسة أم أيمن، ثم ثانوية العين وحتى دراستها العليا في جامعة الإمارات، حيث تخصصت في اللغة العربية والإعلام، ويشير ذلك التخصص إلى انحيازها للأدب، الأمر الذي جعل منها واحدة من أبرز الشعراء والشاعرات في الإمارات.
لحظة الشعر
تعتبر الجابري من رموز الأدب الإماراتي، وقد تنقلت بين صنوف إبداعية عدة، وكانت بداياتها مع الشعر الفصيح والمقالة والقصة حتى رست في نهاية المشوار عند شاطئ الأدب الشعبي، وصارت من الأصوات الشعرية المسكونة بالإبداع والتميز في الإمارات، وقد احتلت مكانة كبيرة في الشعر الشعبي عبر نصوص بديعة وأصيلة بدفق يلامس الوجدان، وتعدد في الأغراض والمواضيع، وهي صوت نسائي استطاع أن يشكل حضوراً مختلفاً، وعلى الرغم من تلك المكانة الكبيرة للجابري في خريطة الشعر الإماراتي إلا أنها ترى ما زالت تخطو أولى خطواتها نحو القصيدة، فهي تقول: «لن أقول أنا شاعرة بل إنسانة أتنفس الكلمات والجملة الجميلة، حصدت نجاحات مهمة ونلت تكريمات وجوائز نوعية، ولكنني أعتبر أنني أخطو خطواتي الأولى نحو القصيدة»، وبقدر ما أن الحديث يشير إلى قيمة التواضع، فهو أيضاً يؤكد حب الشعر ومكانته في قلب الجابري التي أنتجت العديد من الدواوين والمؤلفات الشعرية منذ ديوانها الأول «يمكن»، وتلاه عدة أعمال ومجموعات شعرية مثل: «للريح»، و«يمرني صوتك»، و«على نبرة»، و«ممر آخر»، و«حديث الليل»، و«تقاسيم على نحو ما»، إضافة إلى أعمال مشتركة مع شاعرات أخريات، وقد شاركت في الكثير من الفعاليات والمهرجانات الشعرية العربية، ولها عدة نصوص تحكي عن شاعرة فذة سكنت وجدان الإماراتيين وامتدت سيرتها الشعرية إلى منطقة الخليج، فنحن أمام سيرة لشاعرة كبيرة، كان لها تأثيرها على العديد من المبدعين الإماراتيين من النساء والرجال في مجال الشعر.
مؤلفات
وبالإضافة لمجموعاتها الشعرية، فقد قامت الجابري بتأليف العديد من الكتب التي تتناول فيها سيرة شعراء وشاعرات من جيل الرواد في الإمارات، ولعل من أميز تلك المؤلفات كتابها «نساء في مضارب الشعر»، والذي هو عبارة عن قصائد مختارة لفارسات الشعر الشعبي عام 1999 عن مجلة زهرة الخليج، إضافة إلى إعدادها وجمعها لديوان الشاعر عيد بن خليل المريخي عام 2009، وديوان الشاعرة موزة بنت جمعة العميمي، الذي صدر عام 2007، والكثير من المؤلفات في مجالي الأدب والشعر، وهي الأعمال التي تشير إلى ولع الجابري بالتوثيق لرموز الشعر الإماراتي والخليجي.
سرد
بالإضافة إلى الشعر والأدب، ولجت الجابري عالم التراث، فصارت واحدة من رموزه الذين وكتبوا في ذلك المجال المهم، فقد قدمت بحوثاً في التراث والعادات والتقاليد المرتبطة بالإمارات والحياة فيها، والواقع أن الجابري كانت قد طرقت باب الأدب التراثي والشعبي منذ وقت باكر، فقد كان أول إصدار لها في هذا المجال قصة سردية شعبية تنتمي إلى عالم «الخراريف»، الإماراتية، كتبتها وهي ما زالت طالبة في مقاعد الدراسة الجامعية، وقد لقيت تلك القصة التي أصدرتها مجلة «ماجد»، صدى كبيراً وشهرة كبيرة في ثمانينات القرن الماضي.
تراث
وعلى الرغم من أن العلاقة بالتراث جاءت صدفة بالنسبة للجابري، إلا أنها أولته قدراً كبيراً من الاهتمام، فشاركت في العديد من المؤتمرات والفعاليات بأوراق عمل خاصة في مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية إلى أن أغلق، كما عملت كباحثة متعاونة مع مركز زايد للتراث والتاريخ حين كان مقره في مدينة العين، وحققت معه إنجازات كثيرة، ثم عملت رسمياً في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إلى أن استقالت في عام 2006، لتلتحق بالعمل في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث باحثة أولى في إدارة التراث المعنوي، وقد أصدرت العديد من المؤلفات التراثية مثل: «المرشد للعمل الميداني في جمع التراث الشعبي: نحو عمل منهجي للجمع الميداني في دولة الإمارات العربية المتحدة».
إضاءة
شيخة الجابري من مواليد مدينة العين، حاصلة على بكالوريوس في الإعلام واللغة العربية عام 1988 من «جامعة الإمارات العربية المتحدة»، وهي شاعرة وإعلامية وباحثة إماراتية، ولها العديد من المؤلفات في مجال الشعر والتراث.. حصلت على «وسام مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في الريادة الثقافية بمجال الشعر عام 2012، و«جائزة تريم وعبد الله عمران الصحفية» في مجال العمود الصحفي عام 2014.