شهد المؤشر الخليجي أكبر تراجع له في ثلاثة أشهر إثر التراجعات المستمرة التي شهدتها الأسواق العالمية على خلفية المخاوف المتعلقة بالركود الاقتصادي وقوة الدولار الأمريكي. وفقاً لتقرير كامكو الكويتية، فقد انخفض مؤشر مورجان ستانلي الخليجي بنسبة 7.04% خلال شهر سبتمبر 2022 بعد أن شهد أداءً ثابتاً الشهر السابق. كما تراجع أداء المؤشر على أساس ربع سنوي للربع الثاني على التوالي بخسارته نسبة 1.1% من قيمته. وأدى ذلك إلى محو كافة المكاسب التي سجلها المؤشر بالكامل منذ بداية العام، حيث بلغ معدل نمو المؤشر منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه 1.0% فقط. كما تراجعت القيمة السوقية لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي إلى 144.6 مليار دولار في سبتمبر 2022.
وكان تراجع الأداء الشهري للأسواق الخليجية واسع النطاق، حيث أنهت جميعها تداولات الشهر في المنطقة الحمراء. وشهد المؤشر العام للسوق الكويتي أكبر انخفاض شهري بنسبة 7.8%، تبعه كل من مؤشري السوق السعودية (تداول) وبورصة قطر بتسجيلهما لخسائر شهرية بنسبة 7.1% و 5.4%، على التوالي.
أما من حيث الأداء منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه، احتفظت كافة الأسواق الخليجية بمركزها في المنطقة الخضراء، حيث سجلت أبوظبي أكبر مكاسب بنسبة 14.9%، تبعتها عمان وقطر بمكاسب بلغت نسبتها 9.7% و9.2%، على التوالي. من جهة أخرى، كانت مكاسب بورصتي الكويت والسعودية هي الأدنى على مستوى البورصات الخليجية، بنموهما بمقدار 0.9% و1.0%، على التوالي.
ويعتبر الانزلاق الذي شهدته الأسواق العالمية من أسوأ التراجعات على الإطلاق، حيث تراجع مؤشر مورجان ستانلي العالمي على مدار ثلاثة أرباع متتالية. وأنهى المؤشر تداولات الشهر منخفضاً بنسبة 26.4% منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه. وفي الولايات المتحدة، شهد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ومؤشر ناسداك أطول سلسلة من الخسائر خلال هذا الربع منذ الكساد الكبير في عام 1931 بعد أن واصل معدل التضخم ارتفاعه.
الإمارات
شهدت بورصة أبوظبي ثاني أقل معدل تراجع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في سبتمبر 2022 بعد تسجيلها مكاسب على مدار الشهرين الماضيين. إذ انخفض مؤشر فوتسي سوق أبوظبي بنسبة 1.3% في سبتمبر 2022 لينهي تداولات الشهر مغلقاً عند مستوى 9,750.8 نقطة. ومن حيث الأداء القطاعي، شهد اثنان فقط من أصل عشرة مؤشرات قطاعية أداءً إيجابياً، بينما تراجعت قطاعات المؤشرات الثمانية المتبقية في سبتمبر 2022.
سجل المؤشر العام لسوق دبي المالي خسائر للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر بنهاية شهر سبتمبر 2022. حيث تراجع مؤشر السوق العام بنسبة 3% لينهي تداولات الشهر مغلقاً عند مستوى 3,339.2 نقطة. وشهد المؤشر مكاسب ثابتة خلال النصف الأول حتى منتصف الشهر، إلا أنه عانى معظم التراجعات خلال الجزء الأخير من الشهر. وأدى الانخفاض الشهري للمؤشر إلى تراجع الأداء منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه إلى 4.5% فقط، ليصبح بذلك ثالث أضعف المؤشرات اداءً بعد الكويت والسعودية.
السعودية
شهدت البورصة السعودية ثاني أكبر انخفاض شهري على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في سبتمبر 2022 بدافع من العمليات البيعية المكثفة على مستوى العالم نتيجة للمخاوف المستمرة بشأن أسعار الفائدة وتركيز المستثمرين بصفة رئيسية على التضخم. حيث أنهت البورصة السعودية تداولات جلسة 26 سبتمبر 2022 عند أدنى مستوياتها منذ نحو 10 أشهر بإغلاق مؤشر البورصة عند مستوى 10,909.18 نقطة، إلا أن المكاسب المستمرة خلال جلسات التداول الثلاث الماضية دفعت بالمؤشر إلى الصعود ليتخطى حاجز 11 ألف نقطة، مغلقاً عند مستوى 11,405.3 نقطة، ليصل بذلك معدل التراجع الشهري إلى نسبة 7.1%، فيما يعد أكبر انخفاض شهري يشهده المؤشر منذ يونيو 2022. كما أثر هذا التراجع في أداء مؤشر السوق العام منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه، ليصل بذلك معدل النمو إلى 1.1%. وخلال الشهر، رفع البنك المركزي السعودي معدل الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس إلى 3.75%، ورفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس «الريبو العكسي» بمقدار 75 نقطة أساس إلى 3.25%، بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس.
قطر
سجلت بورصة قطر ثالث أكبر تراجع شهري في سبتمبر 2022. وأنهى المؤشر العام تداولات الشهر مغلقاً عند مستوى 12,695.3 نقطة، بتراجع 5.4%. كما تراجع مؤشر بورصة قطر لجميع الأسهم بنسبة 5.3%، مما يشير إلى تسجيل خسائر واسعة النطاق على مستوى السوق ككل. ونتيجة للتراجعات التي شهدتها البورصة في سبتمبر 2022، تراجع أداء مؤشر بورصة قطر منذ بداية العام 2022 حتى تاريخه إلى 9.2%، ليحتل بذلك المركز الثالث كأعلى معدل نمو على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بعد أبوظبي وعمان. وبالمقارنة، سجل مؤشر بورصة قطر لجميع الأسهم نمواً منذ بداية العام 2022 حتى تاريخه بنسبة 9.1%.
الكويت
شهدت المؤشرات القياسية الكويتية في سبتمبر 2022 أكبر انخفاض شهري لها منذ عامين ونصف العام، بعد التراجع واسع النطاق الذي أصيبت به معظم القطاعات ليس في المنطقة وحسب، بل وعلى مستوى العالم أجمع. وعلى صعيد الأقسام المختلفة للسوق، شهد مؤشر السوق الرئيسي 50 أكبر انخفاض شهري بنسبة 10.3%، حيث اتجه أداء الأسهم المكونة للمؤشر بشدة نحو التراجع. وسجل كل من مؤشري السوق الأول والسوق العام انخفاضاً شهرياً بنسبة 7.5% و7.8%، على التوالي، بينما تراجع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 9% بنهاية الشهر. وأثرت تلك التراجعات على أداء السوق منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه، بتسجيل المؤشر العام نمواً هامشياً بنسبة 0.9%. وسجل مؤشر السوق الأول نمواً بنسبة 4.1%، بينما بلغت تراجعات المؤشر الرئيسي 50 ومؤشر السوق الرئيسي نسبة 9.8% و9.3%، على التوالي.
البحرين
بعد شهرين متتاليين من المكاسب، تراجع أداء بورصة البحرين في سبتمبر 2022 تماشياً مع بقية أسواق دول مجلس التعاون الخليجي. وأنهى مؤشر السوق تداولات الشهر مغلقاً عند مستوى 1,882.0 نقطة، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.9%، فيما يعد ثالث أقل التراجعات المسجلة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في سبتمبر 2022. وأدى التراجع الذي شهدته البورصة في سبتمبر 2022 إلى انخفاض المكاسب المسجلة منذ بداية 2022 حتى تاريخه إلى 4.7%.
عمان
تماشياً مع بقية الأسواق الخليجية، تراجع أداء البورصة العمانية في سبتمبر 2022. إلا أن الانخفاض الذي سجله مؤشر سوق مسقط 30 كان الأصغر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إذ بلغت خسائر المؤشر 1.2% فقط، لينهي تداولات الشهر مغلقاً عند مستوى 4,528.3 نقطة.
وساهمت المكاسب المستمرة التي تحققت خلال الأشهر الثلاثة السابقة قبل سبتمبر 2022 في تعزيز أداء مؤشر سوق مسقط 30 ليحتل المركز الثاني على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي من حيث الأداء منذ بداية عام 2022 حتى تاريخه والتي وصلت إلى 9.7% بنهاية سبتمبر 2022.