ويأتي تراجع فرص تصدير محصول الصنوبر، الذي يطلق عليه الشعب الأفغاني “الذهب الأسود”، في ظل وفرة في المحصول هذا العام بنسبة تقدر بـ20 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب هطول الأمطار بغزارة.
أزمة الصنوبر في نقاط
• حسب الصحفي والباحث الأفغاني فضل القاهر قاضي، فإن عدم وجود ممرات آمنة للتصدير يضر قطاعا كبيرا من المزارعين، خاصة أن أكثر من 50 ألف شخص يعتمدون على هذه الزراعة كمصدر دخل.
• يتميز الصنوبر الأفغاني باستخداماته الطبية المتعددة وهو ما يجعله سلعة رائجة دوليا، وكانت أفغانستان في ظل الحكومة السابقة دشنت خطا جويا لتصديره إلى الصين ودول أخرى، وهو ما كان يدر على أفغانستان قرابة 800 مليون دولار سنويا، وفق حديث قاضي لموقع “سكاي نيوز عربية”.
• أوضح المصدر أن غياب فرص التصدير يأتي نتيجة التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال العام الأخير، وهو ما انعكس بشكل مباشر على عمليات التصدير خاصة بعد إغلاق المعابر الرئيسية مع باكستان وأحيانا مع إيران ودول آسيا الوسطى لأسباب أمنية، فأصبح المحصول مكدسا في الأسواق المحلية، لكن بعض التجار يشترون كميات ويهربونها إلى دول الجوار مثل باكستان.
• الصحفي الأفغاني يشير إلى أن أزمة تصدير الصنوبر بدأت منذ العام الماضي، وهو ما دفع جمعية مصدري الصنوبر إلى مطالبة الحكومة بضرورة إجراء مفاوضات مع تركيا والصين لاستيراده، ورغم وجود بعض عمليات التصدير إلى الصين فإنها لا تزال محدودة.
• هناك انخفاض كبير في حجم الصادرات الأفغانية بشكل عام، لكن أزمة الصنوبر بشكل خاص تتمثل في ارتفاع سعره بالنسبة للمستهلك المحلي، وبالتالي تتراجع أسعاره بشكل كبير حال تسويقه محليا، وفق قاضي.
• المصدر أوضح أن الاهتمام بزراعة الصنوبر وتصديره يعد مطلبا ملحا، خاصة أنه يعد بديلا لزراعة الأفيون، مشيرا إلى تحديات كبرى يمر بها الشعب الأفغاني مؤخرا، لا سيما بعد خسائر اقتصادية هائلة بسبب تلف المحاصيل الأخرى جراء الفيضانات.
وتشتهر عدة ولايات أفغانية بإنتاج الصنوبر الأسود، الذي يعد أجود أنواع الصنوبر في العالم، وهي باكتيا وخوست وننجرهار وبكتيكا وكونر ولغمان، وتقع هذه الولايات الست جنوب شرقي البلاد.
ونظرا للأهمية الاقتصادية التي يمثلها الصنوبر الأسود لأفغانستان، اتخذت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) عدة خطوات للحفاظ على هذه الثروة.
وقالت المنظمة في تقرير لها، إنها “منذ 2019 تعمل على حماية غابات الصنوبر، خاصة في ولاية باكتيا التي اشتهرت سابقا بغابات الصنوبر، لكن على مدى السنوات الـ50 الماضية، كاد قطع الأشجار غير الشرعي أن يقضي عليها، وما زال الرعي الجائر وجمع الأعلاف على نحو غير مستدام وقلة إجراءات التحريج اللائق، تؤثر سلبا على الغطاء النباتي لباكتيا.
وتعمل المنظمة مع وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية في أفغانستان لعكس مسار هذا الوضع المقلق، وبفضل الدعم المالي المقدم من مرفق البيئة العالمية، بدأ المشروع بإعادة تحريج 687.5 هكتار من غابات الصنوبر والجوز، فأنشئ 65 مشتلا لأشجار الجوز والصنوبر لدى المجتمعات المحلية في أنحاء الولاية كافة، وفق “فاو”.
وأشارت المنظمة إلى أن مشروعها أنشأ رابطات لإدارة الغابات وتحفيز السكان المحليين على إدارة الأراضي بشكل مستدام ووقف إزالة الغطاء الأخضر، وزرعت الجمعيات 107 شجرة إضافية من أشجار الجوز و6100 شجرة الصنوبر و5 آلاف شتلة لوز عبر المنطقة المنزوعة الغابات، وستتيح هذه النبتات الجديدة أيضا للمجتمعات المحلية فرصا لكسب العيش عبر بيع الثمار.