لا تتردد لحظة عن الحصول على فنجان قهوتك الصباحي، ليس بهدف أن تصحو وتبتعد عن الترنح فحسب، بل لدرء خطر الصحي عنك المهددة بالوفاة.
هذا ما تنصح به دراسة جديدة تابعة لجامعة ساوثرون ميديكال الصينية، التي أفادت أن الأشخاص الذين يشربون كميات معتدلة من القهوة، المحلاة أو غير المحلاة، تنخفض لديهم نسبة الوفاة الناتجة عن أمراض مختلفة، في إشارة منهم إلى فوائد القهوة الصحية.
وقد وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يشربون القهوة غيرَ المحلاة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة تتراوح بين 16 و21 في المئة، فيما خلصت إلى أن الأشخاص الذين يشربون القهوة المحلاة انخفضت الوفاة لديهم بنسبة تراوحت من 29 إلى 31 في المئة، وذلك مقارنة بمن لا يشربون القهوة على الإطلاق.
ويشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة لا تعني أنه يمكن للإنسان الاعتماد على شرب القهوة فقط حتى يحصل على عمر مديد خال من الأمراض، بل هي عامل من العوامل الكثيرة التي تساعد في تحقيق ذلك.
كم فنجان قهوة نحتاج يوميا
تعرف بأنها المشروب الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، حيث يُستهلك البشر حول العالم نحو حوالي ملياري كوب يوميا.
فبمجرد أن نفكر في القهوة يفكر معظمنا في الكافيين، الذي له عددا من الفوائد الصحية الكبيرة بصرف النظر عن قدرته على جعلنا نشعر بمزيد من اليقظة، وفقا لاستشارية التغذية ومديرة “سيتي ديتاتيانز” صوفي ميدلين.
وأوضحت: “لدى النساء على وجه الخصوص، تبين أن متوسط تناول القهوة يقلل من مخاطر الوفاة لأسباب رئيسية مثل أمراض القلب”.
وأضافت أن “القهوة لها تأثير إيجابي على صحة الدماغ، حيث ربطت دراسات عدة بين القهوة وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مثل مرض الزهايمر وباركنسون”.
وأشارت ميدلين إلى أن “الحد الأقصى للجرعة اليومية الموصي بها من الكافيين يتمثل في زهاء 300-400 مغم، متوسط كوب القهوة يحتوي على ما بين 80-100 مغم من الكافيين، وهذا يعني أن حوالي 3 إلى 4 فناجين من القهوة في اليوم كحد أقصى ضمن الحد الآمن”، وفقا لصحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية.
لكنها حذرت: “يمكنك أيضا تناول الكافيين من مصادر أخرى قد لا تكون على دراية بها، مثل الشوكولاتة والمشروبات المحلاة بالسكر. وبشكل عام، ربط تناول ما يزيد عن 600 ملغ بآثار صحية سلبية مثل ارتفاع ضغط الدم والأرق والتهيج.
وقالت ميدلين: “إذا شعرت أنك تشرب الكثير من القهوة، فقد تكون عانيت من أعراض مثل الصداع والتهيج وآلام الصدر وصعوبة النوم”.
وإذا كنت ترغب في تقليل تناول القهوة، فمن الأفضل أن تفعل ذلك ببطء وعلى مراحل، حيث يمكنك اختيار القهوة منزوعة الكافيين في كثير من الأحيان، أو استبدال القهوة بمشروب آخر منخفض الكافيين، أو تجنب شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم.
وتقول ميدلين إن القهوة المخمرة الساخنة تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة من القهوة الباردة، كما أنها تحتوي على نسبة أقل من الكافيين في المتوسط، والقهوة منزوعة الكافيين هي خيار شائع أيضا، فهي تقدم فوائد صحية متشابهة جدا على الرغم من أنها تحتوي عادة على كميات ضئيلة من الكافيين.”
أمراض تكافحها القهوة
حددت دراسة جديدة بروتينات معينة يتفاعل معها الكافيين في القهوة، والتي تساعد الكبد على إزالة الكوليسترول السيء من مجرى الدم، وبالتالي الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتعزز المستويات المنخفضة من هذا البروتين من قدرة الكبد على تكسير كوليسترول LDL، وهو النوع “الضار” الذي يمكن أن يسد الشرايين ويؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار كبير مؤلفي الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز” ،ريتشارد أوستن، إلى أن الآلية الأساسية التي يمكن من خلالها للكافيين ومشتقاته التخفيف من مستويات PCSK9 في الدم، وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”، حيث حذر الباحثون من أن خلط القهوة بالسكر أو الكريمة والذي من شأنه أن يلغي أي فوائد للكافيين، لافتين أيضا إلى خطورة تناول مشروبات الطاقة التي تحتوي أيضا على هذا المركب.