تناول مادة كيماوية حارقة
طوارئ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي ينقـذ طفـلاً مصـاباً بتهتك وحروق بالجـهاز التنفسـي
بفضل الله تمكنت طوارئ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي من إنقاذ طفل «3 سنوات»، ابتلع مادة كيميائية حارقة «حمض الكبريتيك H2SO4» في غفلة من ذويه، وتعرض للكثير من الأعراض الحادة التي أثرت على مجرى التنفس وهددت حياته.
وقال د. ناصر العيسى رئيس قسم الطوارئ إن الطفل أسعف إلى المستشفى وهو يشكو من استفراغ مستمر وحروق وتقرحات حول الفم، إضافة إلى سيلان متواصل للعاب، وتحرك الفريق الطبي بسرعة وقدم الإسعافات الأولية، حيث تم تركيب الإبرة الوريدية، وإعطاء الطفل المسكنات والسوائل وعمل التحاليل اللازمة، لضمان استقرار الحالة مع التجهيز للتدخل عند الحاجة، نظراً لطبيعة الإصابة التي ترتفع فيها احتمالات التدهور المفاجئ وفقدان الوعي، وعلى صعيد موازٍ أخضع استشاريو طواريء الأطفال والتخدير الحالة لدراسة سريعة، خلصت إلى ضرورة تركيب أنبوب التنفس الحنجري للحفاظ على مجرى التنفس من خطر الانغلاق نتيجة التقرحات والالتصاقات، التي سببها الحامض باستخدام تقنية المنظار، وذلك لأن تركيب الأنبوب بالطريقة التقليدية كان من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بسبب التقرحات وتهتكات الأنسجة الناتجة عن تناول المادة الكيميائية.
واستطرد د.العيسى قائلاً إن الفريق الطبي نجح ولله الحمد في تركيب الأنبوب بسرعة كبيرة، ودون مضاعفات ولا اختلاطات، ونقل الطفل بعدها إلى العناية المركزة لإبقائه تحت الملاحظة الدقيقة، وبعد «5» أيام استقرت حالته تماماً فتمت إزالة الأنبوب، وبعد نحو أسبوعين من العناية الطبية الحثيثة، غادر المريض المستشفى بحالة صحية جيدة، ومن المقرر أن يواصل علاجه في عيادات الجهاز الهضمي والأطفال.
ووصف د. العيسى العملية بالدقيقة نظراً للأضرار البليغة التي تعرضت لها الأنسجة المحيطة بالجهاز التنفسي، مشيراً إلى أن عدم أو حتى تأخير تركيب الأنبوب التنفسي كان سيؤدي لا قدر الله، إلى وفاة الطفل بانغلاق مجرى التنفس نتيجة تهتك الأنسجة الداخلية، وأضاف «كما أن نجاح العملية يعد نجاحاً طبياً جديداً للمستشفى، إذ أظهر قدرته العالية على استنفار مجموعة واسعة من التخصصات بسرعة فائقة، في فريق طبي متناغم للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة».