مستوحاة من ثقافة الهويات الفردية والتاريخ الثقافي الغني لتراثها الكيني ، تعمل ثانديوي موريو Thandiwe Muriu إلى تسليط الضوء على الجمال الطبيعي للمرأة، حيث تتوه شخوصها في أقمشة مدهشة ذات نقوش معقدة تشبه غالبًا المنسوجات التقليدية لمختلف البلدان والثقافات الأفريقية، والذي يخلق أوهامًا بصرية مدهشة تستكشف من خلالها كيف تخلق الثقافة الهويات الفردية وتستهلكها عبر تمويه منسوجاتها النابضة بالحياة.
• صور نسائية مشبعة بالألوان وتسريحات الشعر المذهلة
في سلسلتها “كامو” أو”التمويه” تعرض المصورة الكينية الشابة مجموعتها من الصور النسائية المشبعة بالألوان، والأقمشة، وتسريحات الشعر المذهلة، و “النظارات” الغريبة من خرز وأمشاط وبكرات الشعر الكثيفة إلى المصافي ودواسات المكابح ، حيث تجد المصورة المقيمة في نيروبي استخدامًا عصريًا للأشياء العادية المعاد توجيهها ، والتي يتم ارتداؤها كنظارات تحجب هوية الشخص فتضيف هوية ثقافية نابضة بالحياة ترتبط بخلفياتها وتنشئتها وحياتها الكينية على نطاق أوسع.
تستحضر موريو الهامش الأحمر للشُرّابة التي كانت تتدلى من سيارة عمها التويوتا كورولا ، والتي كانت تنقلها للمدرسة كل يوم ، بينما يشير ماسك الصرف البلاستيكي البرتقالي إلى الفرح الموجود في مشاركة الأعمال المنزلية، تحكي موريو (عبر الموقع الرسمي لليونسكو، en-unesco-org حيث تم اختيار أحد صورها كغلاف للدورة الثالثة عشرة للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية 2005)، تقول: في كينيا ، عندما تلتقي مجموعة من الأصدقاء ، تتجمع النساء عادة في المطبخ للتنظيف بعد الانتهاء من الوجبة ، وكجزء من الثقافة الكينية ، تغسل أكوام الأطباق يدويًا. تصبح هذه المهمة الروتينية فجأة لحظات ضحك وقصص حيث تختلط النساء وتتقوى الروابط ، وهو ما حاولت المصورة إظهاره في صورها الملونة النابضة التي تحتفي بروح المجتمع الأفريقي حيث تحول مصافي الأحواض المتواضعة إلى دوائر مشرقة من الفرح وقطاعات الكعك غلى نظارات ملونة كرنفالية..
تابعي المزيد: شاريس تسيفيس Charis Tsevis يصمم لوحات فسيفساء عالية التعقيد لأفريقيا المذهلة
• تشجيع الفتيات الصغيرات على الاحتفال ببشرتهن الداكنة
حسب موقع لوموند الفرنسية، lemonde.fr، فبفضل نصيحة صديقة مصورة ، بدأت سلسلة “Camo” في عام 2015. حيث استكشاف اللون المرتبط بالهوية والتراث الغني للقارة ، فخر المرأة السوداء. “أريد أن أشجع الفتيات الصغيرات على الاحتفال ببشرتهن الداكنة. موضوع ثقيل في بعض الأحيان ، ولكن أريد أن أسلط الضوء عليه بطريقة مرحة وسهلة الاقتراب ” حسب لوموند.
تعمل صور موريو على دفع تشبع الألوان إلى أقصى الحدود. فهي تحتفي بالقارة السمراء موطنها في كل أعمالها، القارة المليئة بالقوة والألوان والفخر، إفريقيا الخلاقة المبتكرة المتفائلة حيث “فلسفة إيجابية الحياة” متغللة بداخل كل إفريقي مهما كانت معاناته، حيث تسعى إلى تغيير النظرة إلى إفريقيا وتعزيز الحب والسلام بين الناس من مختلف الثقافات والايديولوجيات.
بدأ كل شيء بالنسبة لموريو في سن الرابعة عشرة ، عندما علمها والدها وأخواتها كيفية استخدام الكاميرا الرقمية. تتذكر قائلة: “لم أكن أعرف حقًا كيفية الرسم أو التصوير ، ولكن من أول تفاعل لي مع الكاميرا ، كنت أعرف أن هناك صلة بيني وبين التصوير الفوتوغرافي”. قادتها رحلتها إلى الإعلان عن التصوير الفوتوغرافي ، دون تغيير ذوقها ورغبتها في شكل فني أكثر زخمًا وثراءًا لونيًا. حيث تظل أفريقيا بثقافاتها ، حاضرة جدًا في أعمالها.
• خطوات تصميم وتنفيذ لوحات سلسلة “كامو”
في البداية تقوم ثانديوي بشراء الأقمشة المستخدمة من الأسواق المحلية بالعاصمة الكينية، وهي مرحلة صعبة فلا يكون لديها صيغة معينة ولا تصور مسبق للعثور على القماش المناسب، فهي تدرك بشعورها فقط أي من هذه الألوان سيناسب لوحتها عندما تخرجه من بين أكوام الأقمشة المكدسة بالمتجر.
الخطوة التالي هي أن يُعهد بالقماش إلى خياط يصنع الملابس التي صممتها المصورة ، والمستوحاة من أعمال الفنانة الأفريقية الأمريكية بيزا بتلر لتبدأ مرحلة التصوير الإبداعي الرائعة.
• عشرون عامًا من التصوير الفوتوغرافي المعاصر للقارة السمراء
قضت الفنانة الكينية الشابة عشرون عامًا من التصوير الفوتوغرافي المعاصر للقارة، متنقلة بين مختلف التصاميم والتكوينات الفنية، إلا أن تسريحات الشعر و “النظارات” هي أحدث علامات سلسلتها الفنية، وما بين الحداثة – قص الشعر قصير جدًا – والتقليدية الكلاسيكية – تسريحات الشعر المعمارية المعقدة للغاية – تسلط الفنانة المدهشة الضوء على ثقافة الأجداد للجمال الأنثوي. أما بالنسبة إلى “النظارات” ، فهي مصنوعة من مواد معاد تدويرها ، وغالبًا ما ترتبط بطفولة ثانديوي موريو.
حصدت ثانديوي، على عشرات التقديرات والجوائز منها جائزة سي إن إن أفريكا في عام 2019 وفي عام 2020 حصلت على جائزة اختيار الجمهور للتصوير الفوتوغرافي الناشئ لهذا العام في معرض فوتو لندن. وعلى الرغم من الاعتراف الدولي ، تذهب الفنانة بانتظام إلى المدارس لتظهر للفتيات الصغيرات أن الفن ليس حكراً على الرجال ، فهي التي كان عليها أن تكافح لتجد مكانها في عالم ذكوري للغاية.
المزيد من أعمال الفنانة على صفحتها على الانستغرام
تابعي المزيد فنانان يستخدمان 1000 ساعة حياكة في فن “التمويه المحبوك”