تغير المناخ: مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على تمرير مشروع قانون “تاريخي” لمكافحته

ومن المتوقع دعم مشروع القانون في أقرب وقت خلال الأسبوع الجاري، قبل تصديق بايدن عليه ليصبح قانونا.

وقال بيتر باوز، مراسل بي بي سي في أمريكا الشمالية، إنه مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، فإن تمرير القانون سينظر إليه على أنه دفعة قوية للديمقراطيين.

وتعرضت الولايات المتحدة لفيضانات وحرائق غابات هائلة في السنوات الأخيرة.

ويزيد تغير المناخ من مخاطر الطقس الحار والجاف الذي يحتمل أن يؤجج حرائق الغابات.

ولقد ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات.

وبعد جلسة ماراثونية أعرب الديمقراطيون عن فرحهم بشدة بعد تمرير مشروع القانون، نتاج 18 شهرا من الجدل الشديد، في مجلس الشيوخ.

ومن المتوقع زيادة ضرائب الشركات وخفض تكاليف الرعاية الصحية كجزء من حزمة تتجاوز 700 مليار دولار، ويقول البيت الأبيض إنه سيدفعها بنفسه.

وتفاوض الديموقراطيون لأشهر لضمان حصول مشروع القانون على دعم كل عضو من أعضاء مجلس الشيوخ الخمسين بالحزب، وهو شرط لتمريره في مجلس الشيوخ، إلى جانب تصويت نائب الرئيس كامالا هاريس.

وعلى الرغم من ذلك فإن التوافق الناتج يعد نسخة مصغرة إلى حد كبير من إجراء أكثر شمولية كان العديد من الديمقراطيين يأملون في الموافقة عليه العام الماضي.

وقال تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ: “بعد أكثر من عام من العمل الشاق، يصنع مجلس الشيوخ التاريخ”.

وأضاف: “بالنسبة للأمريكيين الذين فقدوا الثقة بقدرة الكونغرس على إنجاز أشياء كبيرة، فإن مشروع القانون هذا من أجلكم”.

وبحسب ما ورد بكى السناتور بريان شاتز، وهو ديمقراطي من هاواي، بدموع فرح وهو يغادر القاعة.

وقال، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز: “يمكنني الآن أن أنظر إلى عين ابني وأقول له إننا بالفعل نفعل شيئا من أجل المناخ”.

وقال بعض الجمهوريين إنهم سيحاولون تعطيل أو عرقلة التقدم في مشروع القانون، الذي يشمل أيضا 64 مليار دولار للرعاية الصحية.

وناقش الكونغرس يوم السبت نسخة معدلة من التشريع، بعد الاتفاق على تنازلات مع اثنين من الديمقراطيين البارزين الرافضين للتشريع، السيناتور جو مانشين من وست فرجينيا وكيرستن سينيما من أريزونا.

وكان مانشين يخشى أن يؤدي مشروع القانون الأصلي إلى تفاقم التضخم.

وتتضمن الإجراءات الخاصة بمجال الصناعة في مشروع القانون إعفاءات ضريبية لتطوير الطاقة النظيفة، ما سيساعد في التكاليف الأولية المرتفعة للمشروعات المعتمدة على هذا النوع من الطاقة. كما سيتم إنشاء “مسرّع لتكنولوجيا الطاقة النظيفة” بقيمة 27 مليار دولار للمساعدة في تطوير التقنيات المتجددة.

كما سيتم منح 60 مليار دولار للمجتمعات التي عانت أكثر من غيرها من التلوث الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري.

وتعهد الرئيس جو بايدن – الذي وصف مشروع القانون بأنه “تاريخي” – بإعادة الولايات المتحدة إلى المسرح الدولي بشأن العمل المناخي.

وفي أبريل/ نيسان من العام الماضي، تعهد بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بنسبة 50 في المئة على الأقل بحلول عام 2030.

وفي الشهر الماضي، أعلن عن 2.2 مليار دولار للمساعدة في بناء بنية تحتية يمكنها مقاومة الطقس القاسي والكوارث الطبيعية.

تحليل:جاستن رولات، محرر شؤون المناخ

ليس هذا مشروع قانون المناخ الضخم الذي وعد به جو بايدن عندما أصبح رئيسًا – ولكن إذا تم تمريره فسيكون هذا هو الإجراء الأكثر طموحًا الذي اتخذته الولايات المتحدة لمحاولة وقف ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وقد يكون التأثير غير المباشر أكثر أهمية.

يبذل مبعوث الرئيس بايدن للمناخ، السناتور جون كيري، جهوده بلا كلل لإقناع الدول الأخرى برفع طموحاتها بشأن تغير المناخ.

لكن الولايات المتحدة واجهت فجوة في المصداقية. “لا يمكنك الوعظ عن الزهد وأنت جالس على مقعد الحانة (تشرب الخمر)” كما قال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين.

ما يقصده هو أنه لا يمكنك مطالبة الهند أو الصين أو البرازيل بخفض الانبعاثات، ما لم تفعل ذلك أنت أولا.

مع اتجاه الولايات المتحدة نحو أن تكون القدوة، يتجدد الأمل في أن يتم إحياء الجهود الدولية للتصدي للاحتباس الحراري.