حذرت أوكرانيا من أن موسكو تخطط لشن “هجوم كاذب” على محطة الطاقة النووية زابوريجيا، التي تسيطر عليها قوات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
وقالت وكالة المخابرات الدفاعية الأوكرانية إنها حصلت على معلومات تفيد بأن موسكو أبلغت موظفي المحطة، أمس الخميس، بعدم الحضور للقيام بأعمالهم المعتادة.
وتعرضت المحطة النووية، الواقعة بالقرب من خط المواجهة في مدينة إنرهودار بوسط أوكرانيا، لإطلاق النار بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة، حيث ألقى كل من أوكرانيا وروسيا باللوم على بعضهما البعض.
وأظهرت صور فيديو التقطتها طائرة بدون طيار فوق الموقع عربات قتال مدرعة وشاحنات ذخيرة روسية جرى نقلها إلى قاعات توربينات المفاعل، في محاولة على ما يبدو لاستخدامها كدرع.
وحصلت “التايمز” سابقًا على مقاطع فيديو وشهادات شهود تشير إلى أن القوات الروسية شنت هجمات “العلم الكاذب” لقطع اتصال المحطة بشبكة الكهرباء الأوكرانية وتقويض الدعم الغربي لكييف.
ويشير مصطلح “العلم الكاذب” إلى عملية عسكرية سرية مصممة لتبدو وكأنها قد نفذتها مجموعة أو دولة أخرى، حتى تستخدم ذريعة لشن حرب أو استغلالها في تحقيق مصالح سياسية.
ويشير ذلك المصطلح أيضا إلى الأنشطة التي يقوم بها الأفراد أو المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتقويض الخصوم السياسيين والعسكريين في نفس البلد.
“أمطار مشعة”
وادعى قائد قوات الدفاع الروسية المشعة والكيميائية والبيولوجية، إيغور كيريلوف، الخميس، أن أنظمة الدعم الاحتياطية للمحطة قد تضررت نتيجة القصف.
وفي عرض تقديمي باستخدام الشرائح، زعم القائد الروسي أن ألمانيا وبولندا وسلوفاكيا سوف تتعرض لأمطار من المواد المشعة في حالة وقوع حادث في تلك المحطة النووية التي تعتبر الأكبر من نوعها في أوروبا.
ولم يقدم كيريلوف تفاصيل الأضرار التي لحقت بالفعل، ولكن يعتقد أنه كان يشير إلى مولدات الديزل التي تضخ الماء المبرد إلى المفاعلات في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
وهددت روسيا بإغلاق المحطة، التي توفر خمس الطاقة الكهربائية لأوكرانيا، مما قد يؤدي إلى قطع الكهرباء عن ملايين الأشخاص في البلاد.
ورغم أن المفاعلات في المحطة مغطاة بطبقات سميكة من الفولاذ والخرسانة، بيد أن أي انفجارًا في قاعة التوربينات حيث شوهدت المركبات العسكرية الروسية يمكن أن يتسبب في حريق من شأنه تدمير أنظمة تبريد المفاعل، وبالتالي حدوث تسرب إشعاعي.
وقال مدير شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية، بترو كوتين،، إن ذلك سيؤدي إلى كارثة نووية بحجم الحادث الذي مشابهة لحادثة فوكوشيما اليابانية التي وقعت في العام 2011.
ويتمركز في المحطة حوالي 500 جندي روسي من الحرس الشخصي لبوتين إلى جانب حوالي 20 متخصصًا نوويًا من الروس للإشراف على عمل المئات من الموظفين الأوكرانيين.
ودعا الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع و 42 دولة روسيا إلى سحب قواتها على الفور من المنطقة، في حين أجرى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، محادثات في مدينة لفيف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
وقال زيلينسكي في وقت لاحق إنهم ناقشوا “موضوع الابتزاز النووي الروسي” في المحطة، مضيفًا: “هذا الإرهاب المتعمد من جانب المعتدي يمكن أن يكون له عواقب كارثية عالمية على العالم بأسره”.
وأضاف: “لذلك، يجب على الأمم المتحدة ضمان أمن هذا الهدف الاستراتيجي وتحريره بشكل كامل من سيطرة القوات الروسية “.
من جانبه، حذر غوتيريش في وقت سابق من المخاطر “الانتحارية” لمهاجمة محطة للطاقة النووية، وسط مخاوف من أن التداعيات الناتجة قد تكون أسوأ من كارثة تشيرنوبيل النووية في العام 1986.
ورفض الكرملين الدعوات لإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا ووصفها بأنها “غير مقبولة”، قائلاً إن ذلك سيجعلها “أكثر عرضة للخطر”.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن المحطة سوف تغلق إذا تعرضت للهجوم.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية ثلاث مقاتلات من طراز ميغ تحمل صواريخ كينزال ذات القدرة النووية قد جرى نشرها في قاعدة تشكالوفسك الجوية في إقليم كالينينغراد كجزء من “إجراءات الردع الإستراتيجي الإضافية”.
وأضافت وزارة الدفاع أنه سيتم وضع الطائرات الحربية في حالة تأهب على مدار الساعة وستعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش الجوي السادس للقوات الجوية الروسية وكذلك البطاريات المضادة للطائرات وطيران أسطول البلطيق.
واعتاد بوتين على التباهي بأن الجيل الجديد من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في روسيا يمكنه تجاوز أي نظام دفاع غربي.
وسبق لروسيا أن نشرت صواريخ إسكندر الباليستية قصيرة المدى في إقليم بحر البلطيق، حيث تمتلك عدة قواعد جوية وعشرات الآلاف من جنود القوات البرية.