نشرت في:
في جولة تستمر حتى الخميس وتقوده إلى عدة دول أفريقية، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الإثنين من بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا محطته الأولى أن بلاده تريد “شراكة حقيقية” مع القارة الأفريقية، وأنها لا ترغب في “تجاوز” نفوذ القوى العالمية الأخرى فيها. فيما كشفت واشنطن النقاب عن وثيقة سياسية تنوي من خلالها مواجهة الوجود الروسي والصيني وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب في منطقة جنوب الصحراء.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي إلى جانب نظيرته الجنوب أفريقية ناليدي باندور الإثنين بعيد وصوله إلى بريتوريا “نتطلع قبل كل شيء إلى شراكة حقيقية بين الولايات المتحدة وأفريقيا. لا نريد علاقة غير متوازنة”.
ووصل بلينكن الذي ستضم جولته الأفريقية كلا من كينشاسا وكيغالي، الأحد إلى محطته الأولى جنوب أفريقيا، وستستمر جولته في القارة الأفريقية إلى الخميس.
وفصل بلينكن رؤيته الاستراتيجية للقارة خلال خطاب ألقاه في جامعة بريتوريا وقال “الولايات المتحدة لن تملي على أفريقيا خياراتها ولا ينبغي لأي شخص آخر أن يقوم بذلك”، مؤكدا أن “حق اتخاذ هذه الخيارات يعود للأفارقة وحدهم”.
وأضاف “غالبا ما تم التعامل مع الدول الأفريقية كأدوات لتقدم الدول الأخرى، وليس باعتبارها معنية بتقدمها الخاص”.
وللتذكير تأتي الاستراتيجية الجديدة التي جاء بها وزير الخارجية الأمريكي وسط انتقادات لعدم جدوى الدور الأمريكي في الحرب العسكرية ضد الجماعات المتطرفة في أفريقيا. رغم أنها تأخذ بعين الاعتبار الأهمية الديموغرافية المتزايدة في أفريقيا وثقلها في الأمم المتحدة بالإضافة إلى مواردها الطبيعية الهائلة والفرص المتاحة فيها.
وتهدف زيارة بلينكن إلى محاولة تقريب جنوب أفريقيا دبلوماسيا من المعسكر الغربي والتصدي للنفوذ الروسي في القارة، وفق العديد من الخبراء. كما تأتي بعد وقت قصير من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أفريقيا نهاية تموز/يوليو الماضي، والتي شملت الكونغو وأوغندا ومصر وإثيوبيا.
وفي السياق كشفت واشنطن النقاب عن وثيقة سياسية تُفيد بإصلاح شامل لسياستها في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تنوي مواجهة الوجود الروسي والصيني وتطوير أساليب غير عسكرية ضد الإرهاب.
“التزامنا بشراكة أقوى مع أفريقيا لا يتعلق بمحاولة التفوق على أحد”
بيد أن بلينكن أوضح الإثنين أن واشنطن لا ترى المنطقة على أنها “آخر مكان للمنافسة بين القوى العظمى”.
وأكد “هذه ليست الطريقة التي نرى بها الأشياء بشكل أساسي. هذه ليست الطريقة التي سنعمل بها على تعزيز التزامنا هنا”. مضيفا “إن التزامنا بشراكة أقوى مع أفريقيا لا يتعلق بمحاولة التفوق على أحد”.
وغالبا ما تذيلت أفريقيا قائمة الترتيب على سلم أولويات الولايات المتحدة، غير أن الإدارة الأمريكية تؤكد أنها تريد تغيير هذه الحركية.
وتحدث بلينكن عن بداية فصل جديد وقال “اليوم ليس تتويجا لشراكتنا. الرئيس بايدن يتطلع إلى لقاء الرئيس جنوب الأفريقي سيريل رامافوزا في واشنطن الشهر المقبل”، قبل قمة أمريكية – أفريقية من المقرر عقدها في 13 كانون الأول/ديسمبر في واشنطن.
واختار وزير الخارجية الأمريكي جنوب أفريقيا كمحطة أولى، نظرا لاعتمادها موقفا محايدا من الغزو الروسي لأوكرانيا، ورفضها الانضمام إلى الدعوات الغربية لإدانة موسكو.
وفي السياق نفسه، أعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور عن أسفها لخطابات “الترهيب المتعجرف” الصادرة من عدة دول، أوروبية على وجه الخصوص، فيما يتعلق بموقف جنوب أفريقيا من الصراع وتوجهت بالشكر إلى واشنطن على تجنبها هذه اللهجة.
ومن جهته، جدد بلينكن أسفه لانسحاب الصين أخيرا من الحوارات الثنائية المهمة حول المناخ، في إطار التوتر حول تايوان، متحدثا خلال مؤتمر صحفي عن قرار “مؤسف للغاية” و”يعاقب العالم بأسره”.
وكان بلينكن قد شجب السبت في مانيلا “عدم التناسب التام” لرد الفعل الصيني.
فرانس24/ أ ف ب