آخر تحديث: 31/10/202204:01 AM (مكة المكرمة)
انتُخب مرشح اليسار والرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا اليوم الأحد رئيسا للبرازيل للمرة الثانية بعد فوزه بفارق ضئيل في جولة الإعادة على الرئيس الحالي ومرشح اليمين المتطرف جايير بولسونارو.
وكانت النتائج الرسمية شبه النهائية للانتخابات الرئاسية البرازيلية قد أظهرت بعد فرز أكثر من 95% من أصوات الناخبين، حصول دا سيلفا على 50.56% من الأصوات مقابل 49.44% لصالح بولسونارو.
وفي خطاب النصر الذي تلا إعلان النتائج قال دا سيلفا إن بلاده “تحتاج إلى السلام والوحدة”، مؤكدا أنها “عادت” إلى الساحة الدولية ولن تكون “منبوذة” بعد الآن.
وأضاف أنه “ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمة مقسمة في حالة حرب دائمة”.
وكان دا سيلفا (77 عاما) أيقونة اليسار قد نفّذ عقوبة بالسجن بتهمة الفساد بين عامي 2018 و2019 قبل أن يأمر القضاء بإخلاء سبيله، ويعود الآن إلى السلطة في أعقاب حملة انتخابية قسمت البلاد وشهدت استقطابا شديدا.
وشهد اليوم الانتخابي إقبالا على صناديق الاقتراع في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد، في حين شهد الشمال توترات بعدما نفذت شرطة المرور الفدرالية عمليات تفتيش على الطرقات العامة، الأمر الذي وصفه حزب العمال اليساري بالجريمة الانتخابية، مطالبا بسجن رئيس الشرطة الفدرالية للمرور.
كما استدعى رئيس الهيئة العليا للانتخابات، رئيس الشرطة، وطالبه بوقف العملية الأمنية بشكل فوري.
ردود فعل
وفي أول ردود الفعل على فوز دا سيلفا، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن الزعيم اليساري على فوزه في الانتخابات البرازيلية التي وصفها بـ”الحرة والنزيهة”.
وقال بايدن في بيان “أوجه تهاني إلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على انتخابه رئيسا للبرازيل بعد انتخابات حرة ونزيهة وموثوقة”، مضيفا أنه “يتطلع إلى العمل” معه “لمواصلة التعاون بين بلدينا”.
كما هنأه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دا سيلفا معتبرا أن انتخابه رئيسا للبرازيل “يفتح صفحة جديدة في تاريخ” هذا البلد.
وكتب ماكرون على تويتر -بعد دقائق من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية – “معا سنوحد جهودنا لمواجهة التحديات الكثيرة المشتركة وتجديد أواصر الصداقة بين بلدينا”.
وقد انتهت الحملة الرئاسية بين المرشحين الرئاسيين قبل يومين بمناظرة تلفزيونية تبادلا خلالها الشتائم، واتهم كلاهما الآخر بالكذب، بدلا من عرض مشاريعهما الملموسة للسنوات الأربع المقبلة.
تقدم طفيف
وفي آخر استطلاع أجراه معهد “داتافوليا” (Datafolha)، تقدم دا سيلفا بشكل طفيف حيث حصل على 53% من نوايا التصويت مقابل 47% للرئيس اليميني.
وفي الجولة الأولى من التصويت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، حصل دا سيلفا على 48% من الأصوات، مقابل 43% لجايير بولسونارو. وجاءت نتيجة بولسونارو أعلى بكثير مما توقعته استطلاعات الرأي، مما منحه بعض الزخم خلال الحملة الثانية.
ومثلت نتيجة التصويت في الجولة الثانية لصالح دا سيلفا رفضا للشعبوية اليمينية المتطرفة لبولسونارو، الذي خرج من المقاعد الخلفية للكونغرس لتشكيل ائتلاف محافظ جديد، لكنه فقد الدعم بعد أن سجلت البرازيل واحدة من أسوأ حصيلة وفيات بسبب جائحة كورونا في العالم.
وتعهد دا سيلفا بالعودة إلى النمو الاقتصادي الذي تقوده الدولة والسياسات الاجتماعية التي ساعدت في انتشال الملايين من براثن الفقر عندما حكم البرازيل بين عامي 2003 و2010.
كما وعد بمكافحة تدمير غابات الأمازون المطيرة الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاما، وكذلك جعل البرازيل رائدة في محادثات المناخ العالمية.