ريم البريكي (أبوظبي)
انتعشت مبيعات الذهب في الأسواق المحلية، مع تراجع أسعار المعدن الأصفر عالمياً، حسب تجار ومديري محال ذهب.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن أسعار الذهب شهدت تراجعاً في الفترة الأخيرة مع قيام البنوك المركزية حول العالم، على رأسها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، برفع أسعار الفائدة لكبح جماح معدلات التضخم التي ارتفعت لأعلى مستوياتها خلال عقود.
وأكدوا أن السوق استفادت من حركة التراجع في أسعار الذهب بزيادة المبيعات بنحو 10% خلال شهر أغسطس، وبداية الشهر الحالي، مقارنة بالمبيعات المسجلة خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين. وجرى تداول الذهب في العقود الفورية أمس الأول عند 1726.80 دولار للأوقية (الأونصة) مقابل 2001 دولار للأوقية في العاشر من مارس الماضي، بتراجع قيمته 274.2 دولار للأوقية وبما نسبته 13.7% خلال 6 أشهر.
أسعار الفائدة
وقال عبدالواحد المرزوقي، صاحب أحد محال الذهب، إن سعر الذهب شهد نزولاً تدريجياً خلال الأسابيع الماضية، وذلك بسبب توقعات المستثمرين برفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة، خلال اجتماعاته في شهر سبتمبر الجاري، وإذا ظل «المركزي الأميركي» متمسكا بموقفه المتشدد، فإنه من المرجح أن تشهد أسعار الذهب المزيد من التراجع.
ورفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة بواقع 225 نقطة أساس في المجمل منذ مارس لكبح التضخم المتصاعد، ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه 21 سبتمبر. ومن شأن زيادات أسعار الفائدة أن تقلل من جاذبية الاحتفاظ بالمعدن النفيس الذي لا يدر عائداً، وهو ما يؤدي إلى تراجع أسعاره.
ملاذ آمن
وأضاف أن تراجع أسعار الذهب أدى إلى نشاط حركة في الشراء خلال الفترة الأخيرة، منوهاً بأن المستهلك بات يتابع أسعار الذهب العالمية أولاً بأول، حيث يقبل على الشراء في حال تراجع الأسعار، والبيع في حال الصعود من أجل جني الأرباح. وأشار إلى أن الذهب يعتبر ملاذاً آمناً لدى سكان الإمارات منذ قديم الزمان، لسرعة تسييله إلى نقود والاستفادة من هذه الأموال عند الحاجة، خاصة أن المستهلك يفضل الذهب، كأداة استثمار، في صورة سبائك أو مشغولات تكون تكلفة المصنعية عليها قليلة.
حلت الإمارات في الترتيب الأول شرق أوسطياً وجاءت الثانية عالمياً لأعلى معدل لشراء الفرد للذهب خلال العام 2021، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي، التي أظهرت نمو نصيب الفرد من المعدن النفيس في الدولة بنسبة 54.7% إلى 4.4 جرام خلال العام الماضي مقابل 2.9 جرام للفرد خلال عام 2020.
وتوقع المرزوقي أن يكون النزول الحالي في أسعار الذهب مؤقتاً ولن يستمر على المدى البعيد، مرجحاً أن تعاود أسعاره الارتفاع مرة أخرى بعد انتهاء فترة تشديد السياسة النقدية التي لجأت إليها البنوك المركزية للجم التضخم.
الإقبال على شراء
من جانبه، كشف مختار اليافعي مسؤول في متجر عبدالرب اليافعي أن الإقبال على شراء الذهب شهد حركة أفضل مما كانت عليه السنوات الماضية، مع توقعات أن تشهد معدلات أعلى خلال الشهرين القادمين مع إقبال موسم الاحتفالات ومناسبات الأعراس.
وأكد أن الوضع في السوق «مبشر» مع زيادة الإقبال على شراء الذهب والاستفادة من فترة النزول الحاصلة في أسعاره عالمياً، مضيفاً أن عمليات الشراء تركزت على الذهب التراثي بشكل أوسع خاصة من قبل المواطنين، فيما كانت فئة الشباب هي الفئة الأكثر شراءً، وتنوعت أسعار المشتريات ما بين 20.000 درهم وما فوق للذهب التراثي (مرتعشة، طاسة، حيول، ومريات).
وذكر أن أسعار الذهب ذي التصاميم البسيطة والوزن الأقل تراوحت ما بين 500 درهم و2000 درهم وهذا ناتج عن تراجع أسعار الذهب وفق البورصة العالمية.
وقال إن المستهلكين يقبلون على شراء عملات الذهب والأونصات كخزين وادخار خاصة عند نزول الأسعار وبالمقابل يزيد الطلب أيضاً على المجوهرات وحلي الذهب لأن الانخفاض في الأسعار يشجع المقبلين على الزواج، خاصة أن الأسعار حالياً مشجعة للشراء.