(بي بي سي)
تخيّل لو كان بإمكانك وضع صفيحة طاقة شمسية رقيقة جداً وشفافة على نافذتك لتوليد الطاقة، ليس فقط من ضوء الشمس بل ومن الأضواء الاصطناعية داخل غرفتك أيضاً.
يُنظر إلى هذه التقنية، المسماة «بيروفسكايت»، على أنها أكثر الخلايا الشمسية الواعدة من الجيل المقبل، وهي بالضبط ما تحاول شركة «أنيكوت تكنولوجيز» اليابانية تطويرها.
وعندما تصبح التقنية جاهزة، تأمل الشركة التي يقع مقرها في كيوتو، أن تنتج الصفيحة نفس الكمية من الطاقة مثل الألواح الشمسية العادية من نفس الحجم.
ويقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، ناويا كاتو: «نأمل في تسويقها في غضون ثلاث إلى أربع سنوات». «ولكن لاستخدامها في الهواء الطلق، نحتاج إلى جعلها متينة ومقاومة لكل الظروف الجوية، لذلك سيستغرق ذلك وقتاً أطول».
ويأمل كاتو أن يؤدي ذلك إلى تطوير منتجات ثورية، لكن إطلاق منتج ناجح في هذا القطاع يستغرق وقتاً طويلاً، ونتيجة لذلك، قد تكون الصناديق الاستثمارية الخاصة التي تمنح القروض لأصحاب هذه المشاريع أكثر حذراً في الاستثمار فيها.
وهنا يأتي دور جامعة كيوتو الحاسم، فربما تشتهر الجامعة بالعدد الكبير من جوائز نوبل التي حصدها الأكاديميون فيها، مقارنة بأي جامعة أخرى في آسيا (11 جائزة)، لكنها تشتهر أيضاً بتمويل الشركات الناشئة الجديدة من قبل الطلاب والباحثين من خلال صندوقي تمويل.
وشركة «إنيكوت تكنولوجيز» هي واحدة من المستفيدين؛ إذ حصلت على إجمالي 500 مليون ين، أي ما يعادل 3.6 مليون دولار.
وقدمت الحكومة اليابانية للجامعة 300 مليون دولار في عام 2015، وذلك لتشجيع ريادة الأعمال.
ويقول كوجي موروتا، الذي يرأس مكتب الجامعة للتعاون الأكاديمي المجتمعي من أجل الابتكار: «إن جامعة كيوتو قوية في مجالات العلوم الصعبة للغاية مثل الطب التجديدي والخلايا الجذعية وتكنولوجيا الطاقة النظيفة».
ويضيف موروتا أنه في حين أن فترة الاستثمار النموذجية لصندوق رأس المال الاستثماري قد تتراوح من 8 إلى 10 سنوات، إلا أن هذه ليست فترة طويلة بما فيه الكفاية في مجال التكنولوجيا العميقة.
ومنذ أن افتتحت جامعة كيوتو قسم الابتكار وصندوق الاستثمار الخاص بها قبل سبع سنوات، تضاعف عدد الشركات الناشئة التي أنشأها طلابها ووصل إلى 242 شركة ناشئة.
وقبل حوالي 30 عاماً، كانت اليابان رائدة في صناعة أشباه الموصلات، لكنها اليوم تمتلك أقل من 10% من حصة السوق العالمية.