أكد مسؤول إيراني تقديم رد مبدئي على المقترح الأوروبي في مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، وكشفت واشنطن عن استعدادها لتوقيع الاتفاق، واعتبر مسؤول أوروبي أن المقترح هو أقصى ما يمكن تقديمه، معتبرا أن الوقت حان لاتخاذ القرار.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مسؤول إيراني أن طهران قدمت ردا مبدئيا على نص الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي.
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الوزير أمير عبد اللهيان بحث مع المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تطورات المحادثات النووية، حيث قال الوزير “نأمل تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق بتجنب المواقف غير البناءة من جانب واشنطن”.
وأضاف عبد اللهيان “فريقنا المفاوض في فيينا كان عازما على التوصل لاتفاق وقدم أفكارا لحل القضايا العالقة”.
واعتبر الوزير أن الاتفاق النهائي يجب أن يضمن حقوق ومصالح الشعب الإيراني ورفع العقوبات بشكل فعال ودائم.
وبدوره، أكد بوريل مواصلة الجهود لتقريب وجهات النظر للوصول إلى نتيجة إيجابية وجيدة لكل الأطراف.
وذكرت رويترز أن وفد التفاوض الإيراني عاد إلى طهران بعد مفاوضات استمرت عدة أيام.
تصريحات إيرانية
وقال مسؤول رفيع في الخارجية الإيرانية “خلال جولة المفاوضات الأخيرة بحثنا عددا من مقترحاتنا وحققنا تقدما نسبيا”.
وأضاف أن مخاوف الوفد الإيراني المفاوض كانت تتمثل في كيفية تنفيذ الاتفاق واستفادة إيران منه، معتبرا أن المبدأ الأساسي في المفاوضات هو ضمان حقوق ومصالح إيران.
وأوضح المسؤول الإيراني أن الوفد أبلغ المنسق الأوروبي برده بشأن الأفكار التي طرحها، وأنها تحتاج إلى بحث مفصل.
بدوره، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض إن “الكرة الآن في ملعب واشنطن وهي مطالبة بنص يضمن احترام التزاماتها”.
وأضاف أن أي اتفاق في فيينا يجب أن يكون واضحا وأن يضمن تنفيذه من دون عوائق.
وأكد المستشار أن إيران ستواصل انخراطها “البناء” في مناقشة المقترحات التي قُدمت، معتبرا أن دور المنسق الأوروبي حاسم، وأن الأمر بيد بقية الأطراف لاتخاذ قرار بشأن النص النهائي.
استعداد أميركي
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن نص الاتحاد الأوروبي هو الأساس الوحيد الممكن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدة استعداد واشنطن للتوصل سريعا إلى اتفاق على هذا الأساس.
وأضافت أن “إيران قالت مرارا إنها مستعدة لإحياء الاتفاق وعلينا أن نرى إن كانت أقوالها تطابق أفعالها”.
حان وقت القرارات النهائية
ومن ناحية أخرى، أكد مسؤول أوروبي رفيع للجزيرة أن النص الذي قدمه المنسق الأوروبي للمفاوضات إنريكي مورا هو أقصى ما تستطيع كل الأطراف تقديمه.
وأضاف “بعد عام ونصف العام من المفاوضات بشأن الاتفاق النووي حان وقت القرارات النهائية”.
وقال المصدر الأوروبي إن العقبة الكبيرة المتبقية هي الخلاف بشأن علاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابع “لا تاريخ محددا لعودة الوفود إلى فيينا، ونأمل بعودتهم في أقرب وقت ممكن”.
وبدوره، قال بوريل “لدينا نص نهائي وثمة قرارات يجب اتخاذها في العواصم المعنية للعودة للاتفاق النووي”.
تفاؤل أوروبي وروسي
وأفاد مراسل الجزيرة بأن المنسق الأوروبي إنريكي مورا يغادر فيينا مساء اليوم الاثنين.
وكان مورا قد قال إن هناك تقدما في المباحثات، مشيرا إلى أنه يتوقع إغلاق التفاوض قريبا.
وأعرب مورا عن تفاؤله، مضيفا أن المفاوضات قد تستغرق عدة أيام إضافية.
وجاء ذلك بعد لقاء مورا الطرفين الإيراني والأميركي على حدة في فيينا، في خامس أيام الجولة التاسعة من مباحثات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وعقب لقائه مورا، قال المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف إن تقدما قد أحرز في المحادثات، داعيا في تغريدة على تويتر أطراف المفاوضات إلى أن يشد بعضها على أيدي بعض لتحقيق الاتفاق، وفق تعبيره.