وأصبح تصفح الملفات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أساسيا في بناء العلاقات بين الناس، ونافذة لإطلاق الأحكام والتحليلات بناء على ما يتم مشاركته على الإنترنت، لذلك فهو يساهم أيضا في عملية التوظيف بشكل كبير.
وحذرت دراسة أميركية لجامعة نورث كارولينا، من أن يخلق التدقيق الإلكتروني أثناء عملية التوظيف نوعا من التحيز الشخصي، مما يعني أن الكثير من المتقدمين من أصحاب المهارات قد يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة ما بسبب حساباتهم الشخصية على هذه المواقع.
ويقول الباحثون إن التدقيق الإلكتروني يعمل على تقييم الإنسان أخلاقيا وسلوكيا، وإن أي معلومة شخصية تتوفر في حسابه الإلكتروني قد تؤثر على خيار أصحاب القرار، حتى لو كانت لا تتعلق بالعمل المهني بشكل مباشر، كعدم وجود صور شخصية احترافية له، أو صور عائلية أو أنه لا ينشط حتى بشكل كاف على مواقع التواصل الاجتماعي، أو قد يتأثر قرار مسؤولي الموارد البشرية باتجاهات المتقدمين الشخصية بما يخص الأمور الحياتية واليومية.
وأشار الباحثون إلى أن متخصصي الموارد البشرية غالبا لا يبحثون عن المهارات أثناء فحص الصفحات الشخصية للمتقدمين بل يبحثون عن أشياء تعكس تحيزاتهم الصريحة أو الضمنية، الأمر الذي يخشى العلماء من أن يظلم أصحاب الكفاءات ممن ليس لديهم أي اهتمام باستعراض سلوكهم وتفضيلاتهم وإنجازاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، اعتبرت الخبيرة في الموارد البشرية، رنا الكيلاني، أن جهات التوظيف لم تعد تعتمد على المقابلات الشخصية أو السيرة الذاتية فقط، لأنها باتت تدرس مواءمة المرشح للوظيفة مع العمل.
وأضافت الكيلاني أن متابعة حسابات المرشح للوظيفة على مواقع التواصل، يمكن الشركة من معرفة السلوكيات التي قد تخلق مشكلة في العمل.
وأشارت خبيرة الموارد البشرية إلى أنه من الضروري اليوم التفكير بمن يبحث عن وظيفة بهوية رقمية احترافية، نظرا لأهميتها في قرارات الشركات عندما يتعلق الأمر بالتوظيف.
وأكدت أن التحيز يكون غائبا عن طريقة التوظيف هذه لأن الشركات تخضع من يجري التقييم لتدريبات تؤهله بأن يصدر القرار الصحيح الذي يستند على مؤهلات المرشح للوظيفة بالتزامن مع اطلاعه على هويته الرقمية.