التخطي إلى المحتوى

وشهد مجرى النيل في الخرطوم انكماشا ملحوظا خلال السنوات الماضية بفعل عمليات التطوير المعماري والزراعي التي لم تضع في حساباتها احتمالية تأثير ذلك على مستوى المياه في مناطق اخرى وما يصاحبه من تهديد كبير على أرواح وممتلكات الناس.

 وأقرت سلطات ولاية الخرطوم بضعف الاستعدادات لمواجهة الفيضانات وآثار موسم الأمطار المحتملة؛ وقال الوالي المكلف في إفادات إعلامية إن الاستعدادات أقل من المطلوب بسبب نقص التمويل؛ مشيرا إلى الحاجة الملحة لإيجاد التمويل اللازم لعمل الردميات والحواجز الواقية القادرة على التعامل مع إرتفاع مناسيب النيل.

 ولا تنفصل مشاكل الخريف المتكررة عن تهالك البنية التحتية في الخرطوم التي يسكنها نحو 9 ملايين نسمة.

ويؤكد مختار عمر صابر مدير عام الطرق والجسور بوزارة البنية التحتية بولاية الخرطوم لموقع سكاي نيوز عربية أن مياه الخريف غالبا ما تشكل عبئا ملحوظا على البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وصرف صحي.

ويوضح صابر أن الطبيعة التيموغرافبة للخرطوم لا تساعد على انسياب المياه بالشكل المطلوب خصوصا في حالة الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات.

 وفي ظل ارتفاع مناسيب المياه تتزايد المخاوف في أوساط السكان خصوصا في المناطق الواقعة جنوب الخرطوم والتي عادة ما تكون أكثر تأثرا.

وقال محمود علي وهو من مواطني حي الكلاكلة بجنوب الخرطوم لموقع سكاي نيوز عربية إن سكان المناطق القريبة من مجري النيل الأبيض يراقبون الوضع عن كسب وينظمون دوريات ليلية يشارك فيها الشباب لمراقبة اي خطر محتمل.

وأوضح علي أن تجربة العامين الماضيين كانت قاسية عليهم، إذ فقد الناس ارواحا وممتلكات وواجهوا العديد من الأمراض والأوبئة بسبب تراكم المياه وسوء الأحوال البيئية.

وفي العامين الماضيين قتل نحو 200 شخص جراء الفيضانات التي اجتاحت معظم مناطق السودان وأضرت بأكثر من مليون مواطن وقضت على نحو ألف منزل واتلفت آلاف الافدنة من المساحات الزراعية.

ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع تعيش مناطق واسعة في شمال ووسط البلاد مأساة كبيرة بسبب السيول التي اجتاحت أكثر من 250 قرية وأدت إلى مقتل قرابة ال 100 شخص؛ وسط صعوبات بالغة في إيصال المساعدات الإنسانية المقدمة من الخارج ومن منظمات محلية، وذلك بسبب المياه الجارفة التي عزلت معظم تلك القرى وأحدثت أضرارا بالغة ببعض الطرق الرئيسية.

Scan the code