التخطي إلى المحتوى

ساشا وارين- «سيانتفيك أمريكان»

«مرحباً، كنا نحاول التواصل معك بشأن فترة الضمان الممتدة على سيارتك»، علقت هذه العبارة في أذهان كثير منا، بفعل أعوام من تلقِّي الاتصالات الآلية الاحتيالية التي بدا أنه لا يمكن إيقافها، بيد أن هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية، أعلنت، مؤخراً، أنها وجَّهَت شركات الاتصالات بحجب أية مكالمات صادرة من جهة معروفة تُجري اتصالات آلية احتيالية تتعلق بضمان السيارات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مزيداً من الجهد ما زال مطلوباً من أجل تضييق الخناق على هذا النوع من الاتصالات، فضلاً عن أن المكالمات بشأن ضمان السيارات ليست سوى نوع واحد من الاحتيال.

إن العديد من هذه المكالمات تُجريه شركات تبيع منتجات حقيقية، غير أنها تستخدم حملة تسويق غير قانونية، لحث المستهلكين على شرائها، وتختلف هذه المكالمات عن تلك التي تحاول استهداف أشخاص بهدف الاحتيال عليهم، فالمكالمات الآلية الاحتيالية تكون في حد ذاتها الطعم التسويقي الذي يهدف إلى إيقاع أحدهم في الفخ، ثم تحويله بعد ذلك، كي يتحدث مع شخص حقيقي يخدعه ليحصل على أمواله.

إن أحد أهم الدروس التي نتعلمها من دراسة الجرائم السيبرانية هي أن البشر لديهم قدرة فائقة على إيجاد طرق جديدة لارتكاب جريمة ما، فإذا زادت كُلفة المكالمات، سيكون الخيار الآخر أمام المحتالين هو استخدام منصات أخرى، وبدأنا نلاحظ ذلك بالفعل؛ حيث تحولوا إلى إرسال رسائل عبر تطبيق «واتس أب» أو عبر الحسابات الوهمية على «تويتر»، لكني أعتقد أن الوضع في هذه الحالة سيكون أفضل؛ إذ إن شركات الاتصالات لا تعلم ماذا سيقال عندما يرد أحدهم على مكالمة بعينها، ويمكنها الاستعانة بالأنماط في الشبكة، ويمكنها معرفة المكان الذي تصدر منه المكالمة، لكنها في نهاية المطاف لن تعلم شيئاً عن محتواها. أما في حالة الرسائل النصية، فيصير ذلك المحتوى متاحاً، وعندئذٍ تصبح المشكلة أشبه برسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية، وإذا كنت تستخدم خدمة «جي ميل» مثلاً، فإن إمكانات اكتشاف الرسائل المزيفة جيدة جداً، حتى إنه قد لا تصلك سوى رسالة احتيالية واحدة فقط في الشهر.

أعتقد أن عالماً يتيح لنا أن نثق بالمكالمات الهاتفية مرة أخرى، أو ربما نتحمس عند تلقيها بدلاً من أن نُبدي رد فعل على غرار: «يا إلهي، من المؤكد أن شخصاً ما سيحاول خداعي»، سيكون عالماً أفضل، وأعتقد أننا في طريقنا نحو بلوغ ذلك العالم خطوة بخطوة.

Scan the code