التخطي إلى المحتوى

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد تأثر دور العرض والإنتاجات السينمائية في العامين الماضيين بسبب أزمة «كورونا»، بدأ سوق السينما المحلي والعربي والعالمي يتعافى، وعاد صناع «الفن السابع» في الوطن العربي والعالم لتحقيق انتعاشة في الموسم الصيفي 2022، عبر عرض مجموعة أفلام حققت إيرادات كبيرة لاسيما مع تعطش الجماهير لحضورها في صالات العرض.
عودة المهرجانات السينمائية من جديد بكامل طاقاتها الاستيعابية في العروض والحضور والفعاليات، وكان آخرها مهرجان «كان السينمائي الدولي» في دورته الماضية، وعودة الجمهور للوقوف مجدداً أمام شباك التذاكر، من الأمور التي دفعت المنتجين وصناع السينما إلى إنتاج الأفلام وعرضها في صالات العرض. وقد حصدت إيرادات ونالت نجاحاً كبيراً، بل وعاد أبطالها للترويج لها بحضور العروض الخاصة لأفلامهم في بلدان مختلفة، وكان آخرها «كيرة والجن» لكريم عبد العزيز وأحمد عز و«بحبك» لتامر حسني و«عمهم» لمحمد إمام، إلى جانب الأفلام العالمية مثل Top Gun لتوم كروز، وThor لكريس هيمسورث وThe Gray Man لراين جوسلينج وBullet Train لبراد بيت. كما عادت السينما الإماراتية لتحقيق حضور قوي في صالات العرض خصوصاً أنه من المقرر عرض 3 أفلام هذا العام، «شبح» و«غنوم الملياردير» للمخرج عامر سالمين المري، و«خلك شنب 2» للمخرج هاني الشيباني.

عنصر أساسي
وأكد مخرجون ومنتجون إماراتيون أنه بالرغم من تأثير الأزمة على صناعة السينما حول العالم، إلا أن الفن لا يموت أبداً، خصوصاً أن «الفن السابع» عنصر ترفيهي أساسي ومهم لكل أفراد العائلة. ومع تحسن الأوضاع، بدأت السينما في عودتها كسابق عهدها، مع حرص العديد من المنتجين على المواجهة والمخاطرة بعرض أفلامهم في صالات العرض لتعطي الدافع لسير عجلة الإنتاج.
 وأكد الممثل والمنتج حبيب غلوم أن السينما بدأت بالتعافي مع تنفيذ وعرض عدد من الأعمال المحلية والعربية والعالمية، معتبراً أن عدد الأفلام المحلية التي عُرضت العام الماضي، والأفلام الأخرى التي من المقرر عرضها هذا العام، خطوة إيجابية ومهمة نحو عودة السينما الإماراتية، لاسيما بعد التحديات التي واجهها صناع الفن في العامين الماضيين، بعد إلغاء تصوير وتأجيل عدد من العروض.

عودة قوية
وأكد المخرج أحمد زين الذي عُرض له في أواخر عام 2021 الجزء الثاني من فيلمه «العم ناجي»، أن السينما المحلية بدأت تتعافى من جديد، وستعود أكثر قوة، خصوصاً بعدما ظلت بعض الأفلام حبيسة الأدراج لفترة طويلة بسبب تداعيات الأزمة. وذكر أنه بالرغم من تداعيات الجائحة التي لا تزال تؤثر على عملية تصوير الأفلام، إلا أن صناع السينما في العالم اتحدوا من أجل تحدي الأزمة، لكي يعود «الفن السابع» كما كان، وتتصاعد أسهمه من جديد، خصوصاً بعدما تأثرت بالأزمة والمنصات الرقمية. 

عودة الحياة
أوضح المخرج هاني الشيباني أنه بالرغم من تأثير الجائحة على الإنتاجات السينمائية، إلا أنه يتوقع أن تشهد الساحة السينمائية الإماراتية انتعاشه قوية في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد تحقيق مجموعة من الأفلام العربية والعالمية التي عرضت مؤخراً، نجاحاً وانتشاراً كبيرين، وحصدت إيرادات عالية. وقال: الأمر يبشِّر بعودة السينما من جديد، لذلك ومع تحسُّن الأوضاع في عالم «الفن السابع» فقد بدأ المنتجون الإماراتيون استكمال أعمالهم من جهة، والتي تأجل تصويرها وعرضها بسبب «كورونا»، ومن جهة أخرى البدء في تنفيذ أفلامهم الجديدة التي كانت قيد التحضير، حتى تعود الحياة السينمائية إلى سابق عهدها. 

انفراج
بعدما حاز فيلمها «214 خلف جدار الصمت» الذي عرض في صالات السينما العام الماضي، عدة جوائز في مهرجان «سيبتيميوس» بأمستردام مؤخراً، أكدت المخرجة نهلة الفهد أن حال الانفراج التي تعيشها السينما في المنطقة، أمر ضروري لكي ينتعش «الفن السابع» من جديد. واعتبرت أن حضور صناع السينما المهرجانات بعدما كانت تحت إطار «الافتراضية»، والحضور الجماهيري في صالات العرض بعدما أغلقت لفترة وتم تحديد طاقتها الاستيعابية لفترة أخرى، أثرا على الإنتاجات وضعف الإيرادات بشكل كبير. وكان على صناع السينما على المستويين العربي والعالمي الاستمرارية في تحقيق الحضور.

Scan the code