دبي: «الخليج»
منذ سنوات قليلة، ظهرت ثورة العملات الرقمية، ومن خلالها أصبح هناك أثرياء في العالم جدد، لكنهم لا يملكون المال النقدي، بل يملكون عملات مشفرة، وهي عبر فضاءات التكنولوجيا الرقمية.
ومع زيادة المعرفة التدريجية بالعملات المشفرة، زاد الجدل حول تلك الوسيلة الجديدة من اتجاهات عدة، أحدها الخلط بين العملة الرئيسية الأشهر «البيتكوين» وتقنية سلسلة الكتل «البلوك تشين».
وتعتبر العملة المشفرة وسيلة تبادل مثل الدولار، لكنها رقمية، وتستخدم تقنيات التشفير للتحكم في إنشاء الوحدات النقدية والتحقق من تحويل الأموال.
وليس للعملة المشفرة أي قيمة جوهرية، ولا يمكن استبدالها بسلعة أخرى، مثل الذهب، وليس لها أي شكل مادي إذ يتم تداولها والتعامل بها إلكترونياً فقط بتطبيقات سلسلة الكتل، عبر شبكة الإنترنت.
ويتم تداول العملات المشفرة من دون تكلفة، إذ يحتاج أي تحويل لاتصال بالإنترنت وهاتف ذكي فقط.
أما السمة الأبرز للعملات المشفرة فتتمثل في أنها لا تخضع لتحكم البنوك المركزية مثل النقود التقليدية، بل يتم التعامل بها، من نظير إلى نظير (بين طرفين مباشرة) عبر منصات سلسلة الكتل «البلوك تشين» دون وسيط أو طرف ثالث بعكس إجراءات التحويلات المالية المتبعة في البنوك.
لا يتمكن الكثير من الناس اليوم من التفريق بين «البلوك تشين» و«البيتكوين» حيث إنهما من أكثر المُصطلحات المتداولة في عالم العُملات الرقمية والتي تُستعمل كثيراً. فما هو الفرق بين البلوك تشين والبيتكوين؟
البيتكوين، من أسسها ومتى ظهرت؟
عملة رقمية تُستخدم في المُعاملات الإلكترونية، أسسها مجهول أخفى هويته باسم مستعار «ساتوشي ناكاموتو» بسبب انزعاجه من تبعات الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وكان يهدف من خلال هذه العملة الرقمية إلى ضرورة إيجاد نظام مالي جديد، يعتمد على عملة مشفرة لا تتحكم فيها البنوك المركزية أو الحكومات، ويمكن أن يتم إرسالها حول العالم مجاناً، دون تكاليف أو أي إجراءات تستغرق الكثير من الوقت.
أصاب المؤسس الإحباط في بداية انتشار عملته الرقمية، بسبب بطء تداولها بين الأفراد، وكانت قيمتها تبلغ 0.09 دولار في 2009-2010، وبدأت تنمو شيئا فشيئا، وازدادت جاذبيتها بعد وصول سعر الواحدة منها فجأة إلى نحو 2000 دولار، في منتصف مايو/ أيار عام 2017، قبل أن تقفز إلى نحو 19 ألف دولار في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه.
عندما حل كوفيد-19 ضيفاً ثقيلاً على العالم عام 2020، وأغلقت المدن والبنوك، وشلت الحركة بالكامل، أثارت الإغلاقات مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد العالمي، ما أدى إلى تسريع وتيرة صعود سعر «البيتكوين»، حيث تم تداولها بسعر وصل إلى 24 ألف دولار في ديسمبر/ كانون الأول.
في إبريل/نيسان 2021، أصاب العملة الجنون بسبب تهافت الجميع عليها، حتى وصلت إلى 64 ألف دولار، إلا أنه عاد لينخفض مجدداً في صيف 2021 حيث انخفض سعرها بنسبة 50%، عند 32 ألف دولار، وكانت بين صعود وهبوط ضمن نفس الحدود، واليوم تقدر قيمتها، بأكثر من 21 ألف دولار.
هناك الكثير من الحكومات والدول التي اعتبرتها عملة قانونية، وأصبحت السلفادور أول دولة في العالم تتبنى عملة «البيتكوين» كعملة قانونية، يمكن استخدامها في عمليات الدفع، الأمر الذي أعطى دعماً لها.
البلوك تشين ما هو ومتى ظهر وكيف يعمل؟
يعتبر نسخة إلكترونية من دفتر الأستاذ الورقي، وهو مسؤول عن تسجيل قائمة المعاملات، وهي سلسلة من كتل البيانات المرتبطة التي يتم تنظيمها بترتيب زمني ويتم تأمينها بواسطة أدلة التشفير.
ظهر عام 2017، كنظام تكنولوجيا تعتمد عليه موقع العُملات الرقمية، وهو عبارة عن قاعدة من البيانات اللامركزية، وتُستخدم في تخزين البيانات ومُشاركتها عبر العديد من الأجهزة والتي تُستخدم في أغراض عديدة.
ويقصد ب«النظام اللامركزي» أنه لا يُمكن السيطرة على النظام بواسطة شخص واحد، بل يُمكن لكل مُستخدم الاحتفاظ بنُسخة من المُعاملات التي يتم تحديثها بشكل مُستمر، ولا يُمكن القيام بأي تعديلات في تقنية البلوك تشين حيث إنها تتكون من مجموعة من الكُتل المُترابطة المُشفرة.
كما أن مصطلح «البلوك تشين» لا يقتصر على العُملات الرقمية فقط بل يُمكن استخدامه في العديد من المواقع الإلكترونية الأخرى.
كما يقوم نظام «البلوك تشين» بنشر المُعاملات عبر الأجهزة المُختلفة، الأمر الذي يُسهم في الحد من المخاطر التي تُقابل عمليات التبادل المركزية، كما أن له دوراً في تقليل الرسوم الخاصة بتبادل المُعاملات وعمليات المُعالجة، بالإضافة إلى دوره في استقرار العُملة.
في النهاية، «البلوك تشين» هو الأساس الذي تقوم عليه العُملات المُشفرة فهي التي تُنظم عملية تبادل العُملات.