ومن المقرر أن يصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى الجزائر يوم 25 أغسطس الجاري في زيارة تستمر يومين، في محاولة لإصلاح العلاقات التي توترت إثر تصريحاته التي شككت بوجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي.
ويقول الإليزيه إن “الزيارة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية والعمل معا في مواجهة التحديات الإقليمية بالإضافة إلى ملف الذاكرة المرتبطة بفترة الاستعمار”.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، السبت، أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى تعازي نظيره الفرنسي ماكرون في ضحايا حرائق الغابات، وسبقتها رسائل عدة، مثل التهنئة بعيد استقلال الجزائر.
وفي دليل آخر على تحسن العلاقات، تأتي زيارة ماكرون بناءً على دعوة من تبون.
واستطلعت “سكاي نيوز عربية” آراء الشارع الجزائري إزاء زيارة ماكرون المرتقبة، فأبدوا مواقف متباينة في تحديد الأولويات من هذه الزيارة، فقال أحد الجزائريين إن ماكرون زار الجزائر عام 2017 قبل توليه الرئاسة وتحدث بشكل جدي عن البلاد، وبعد ذلك غيّر موقفه، معربا عن أمله في أن يستوعب رئيس فرنسا بأن الجزائر مستقلة على كافة النواحي.
في المقابل، طالبت جزائرية أن تقدم فرنسا اعتذارا عما فعلت في الماضي إبان استعمارا، “إذ ما عشناه كان صارخا”.
ورأى ثالث أن الوقت هو “وقت مصالح فنحن لنا مصالح مع فرنسا كما أن لها مصالح معنا”، لكن ذلك لا يلغي تاريخ الجزائريين مع فرنسا.
وتباينت أيضا وجهات نظر الكتّاب في الصحف الجزائرية، فمنهم من اعتبر أن الزيارة ستعمل على إعادة بناء العلاقات الثنائية التي “مرت بفترة من الجمود”.
بينما يرى آخرون أن هناك الكثير من الملفات المطروحة في الزيارة مثل ملف الغاز الذي تأثرت به أوروبا كثيرا عقب حرب أوكرانيا بالإضافة إلى مسألة التأشيرات الفرنسية التي انخفضت بنسبة كبيرة للجزائريين، لكن ملف الذاكرة سيبقى في قلب “التوترات” رغم خطوات باريس في هذا الاتجاه.
لكن بدا واضحا أن لهجة النقد إزاء فرنسا أصبحت أقل مما مضى لدى كثير من كتّاب الرأي.