التخطي إلى المحتوى

هدى جاسم (بغداد)

أعلن البرلمان العراقي أمس، أن التصويت على التشكيلة الوزارية المقدمة من قبل المكلف بتشكيلها محمد شياع السوداني اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة بغداد و«المنطقة الخضراء»، فيما يرى باحثون ومحللون سياسيون أنها المرة الخامسة التي تتشكل فيها الحكومة العراقية وفق مبدأ «المحاصصة» الذي يرفضه غالبية العراقيين.
وكان السوداني قد قدم طلباً رسمياً لمجلس النواب مساء الثلاثاء، من أجل عقد جلسة برلمانية للتصويت على حكومته، بعد تظاهرات دعت إليها قوى «تشرين» المطالبة بالتغيير والرافضة لمبدأ «المحاصصة».
يقول المحلل السياسي العراقي الدكتور سرمد البياتي: «إن الحكومة التي ستشكل أو يمكن التصويت عليها لم تخرج عن «المحاصصة» والتوافقية، وكنا نتمنى أن تترك الكتل السياسية الرئيس المكلف يشكل حكومته دون ضغوطات ومقترحات للأسماء، مع السماح بالاعتراض أو التوافق على التشكيلة لكن تحت قبة البرلمان.  وقال البياتي لـ«الاتحاد»: «كنا نتمنى للسوداني النجاح لكن من الواضح أن الأوضاع بقيت على ما هي عليه فقط هناك تغيير في الأسماء، و«التحاصص» كما كان».
من جانبه، أكد الدكتور فاضل البدراني أستاذ الإعلام السياسي بالجامعة العراقية «أن الأسماء التي طرحت لتولي المناصب الوزارية «حزبية»، وبعضها مكرر بالانتماء للكتل البرلمانية»، وقال لـ«الاتحاد»: إن «الشارع سيجد نفسه أمام صورة مكررة لحكومة «تحاصص» وحكومة أحزاب خلت منها الشخصيات المستقلة المهنية، وهذا الوضع يجعل رئيس الوزراء أمام صعوبات جمة تفرضها عليه القوى الحزبية لإضعافه منذ البداية».
وأشار إلى أن نجاح السوداني من عدمه ستظهر حقيقته بعد وقت يتجاوز 100 يوم من عمر حكومته لنحكم عليها إن كان يريد فقط أن يسجل اسمه بسجل رؤساء الحكومات ويذهب مثل سابقيه خاسراً، أم سيكون حازماً قوياً يضرب الفاسدين والأحزاب الفاسدة.
ويشير الخبير الاستراتيجي عباس الزيدي في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أنه «بعد مخاض عسير وما تسرب من أسماء مرشحة لحكومة السوداني نستطيع القول إنها ولدت ميتة أو مشلولة على أقل تقدير».

Scan the code