دبي: «الخليج»
اختتم الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، زيارة رسمية إلى البرازيل، التقى خلالها مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين، في إطار سعي البلدين الصديقين لتعزيز العلاقات الاقتصادية واستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة في القطاعات ذات الأولوية، وخصوصاً مع وصول التجارة البينية غير النفطية لتلامس 16 مليار درهم (4.3 مليار دولار) في عام 2022، بزيادة قدرها 32 في المئة مقارنةً بعام 2021؛ إذ تعد البرازيل حالياً أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في أمريكا اللاتينية، وثاني أكبر شريك بعد الولايات المتحدة على مستوى القارتين الأمريكيتين.
شريك مهم
وقال الزيودي: «تعتبر البرازيل شريكاً تجارياً متزايد الأهمية لدولة الإمارات، حيث شهد عام 2022 نمواً قوياً في التجارة البينية غير النفطية، ونسعى إلى البناء على هذا الزخم للوصول إلى آفاق جديدة. وتشترك الدولتان الصديقتان معاً في رؤية اقتصادية طموحة داعمة للنمو تستند إلى تسهيل وتحفيز التجارة والاستثمار والابتكار».
وأضاف الزيودي: «الدولتان يمكنهما العمل معاً لدعم الازدهار المستدام طويل الأجل في الجانبين، من خلال تعميق العلاقات الاقتصادية، وخصوصاً أن البرازيل هي أحد مراكز النمو الجديدة التي تمثل التحولات الملحوظة في المشهد الاقتصادي العالمي، كما تحرص دولة الإمارات على بناء شراكات متبادلة المنفعة مع الاقتصادات الواعدة مثل البرازيل، بما يتيح فتح أسواق جديدة أمام مجتمع الأعمال والقطاع الخاص في الدولة».
تسريع النمو
وفي ريو دي جانيرو، حضرَ الزيودي، يرافقه صالح أحمد السويدي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، تدشين برنامج تسريع النمو الجديد الذي أطلقه الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، وهو مبادرة استثمارية وطنية بقيمة 347.5 مليار دولار، من شأنها تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم مشاريع الطاقة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية الحضرية، بالإضافة إلى التأكيد على التزام البرازيل بمسؤولياتها البيئية.
ولا يقتصر البرنامج الواسع النطاق على إبراز نطاق الطموحات الاقتصادية للبرازيل فحسب، بل يقدّم أيضاً عدداً من الفرص المهمة للمستثمرين الإماراتيين، علماً بأن قيمة الاستثمارات الإماراتية في البرازيل حالياً تزيد على 5 مليارات دولار، وتركز على مجموعة من القطاعات التي ستستفيد من برنامج تسريع النمو الجديد.
تأتي مشاركة الزيودي في هذا الحدث في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس البرازيلي دا سيلفا إلى أبوظبي في شهر إبريل/نيسان الماضي، حين استقبله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وناقشا التعاون في مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكار، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في كلا البلدين.
اجتماعات ثنائية
وفي العاصمة برازيليا، عقد الزيودي سلسلة من الاجتماعات مع مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين. وشملت الاجتماعات محادثات متعمقة مع سكرتيرة التجارة الخارجية، تاتيانا برازيريس، حيث استعرضا سبل تحفيز تدفقات التجارة الثنائية واستكشاف آليات جديدة لتعزيز سلاسل التوريد، كما أجرى الوزير الزيودي مناقشات مع سيلسو سابينو، وزير السياحة حول فرص الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع واستراتيجيات زيادة تدفقات الزوار في كلا الاتجاهين.
وعقد الزيودي بعد ذلك اجتماعات مع كارلوس فافارو، وزير الزراعة، في إطار الجهود المستمرة لترسيخ التعاون المشترك، وذلك عقب زيارة الوزير البرازيلي إلى الإمارات في وقت سابق من الشهر الجاري، كما التقى، سويمي موري، نائب رئيس العلاقات الدولية في الاتحاد الوطني للزراعة، وفيليبي لويس، منسق العلاقات التجارية في الاتحاد.
وتعدّ دولة الإمارات إحدى الوجهات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للصادرات الزراعية البرازيلية، ولا سيما السكر والدواجن ولحوم الأبقار والذرة، وتركزت المحادثات على تطوير سلاسل القيمة وأنظمة الإنتاج المستدامة.
واختتم الزيودي زيارته للبرازيل بالاجتماع مع موريسيو ليريو، سكرتير الشؤون الاقتصادية والمالية بوزارة الخارجية والمسؤول عن مفاوضات البرازيل مع المنظمات متعددة الأطراف، مثل منظمة التجارة العالمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وناقش الطرفان آخر مستجدات استعداد دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية المزمع عقده في أبوظبي في فبراير/شباط 2024 ومساعي الإمارات لحشد الجهود الدولية لتحفيز التجارة العالمية، والتي تشمل دمج أدوات تكنولوجيا التجارة، وتحسين الوصول إلى سلاسل التوريد العالمية للدول النامية، وتحسين آليات تسوية المنازعات.