الإمارات.. إلى العالمية
أثبتت الإمارات أنها مؤهلة لتخطي عتباتها المحلية إلى البوابات العالمية باقتدار، بانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن أثبتت جدارتها بقيادة العالم مع الآخرين، وهذه ليست المحطة الأخيرة، فقد سبقتها محطات مضيئة في ذات الاتجاه إلى العالمية.
فهي بعد أكثر من نصف قرن من البناء التنموي المستدام، قاربت مسارات العالم المتقدم في استحقاقاتها ومتطلباتها وأدواتها المناسبة للعصر مع المستقبل.
وأترك المجال للعالم التحدث عن ذلك بشكل مجرد، وفق رؤيته للإمارات في مؤشراته المعتمدة لدى كافة الهيئات والمنظمات الدولية التي تصدر تقييماتها الدورية لمتابعة مجريات التطور والتغيير في الدول النامية، ومن ذلك ما ذكرته مجلة «Forbes» الأميركية في تقرير لها بأن التحول الرقمي مهم للاقتصادات العالمية، التي تدرك أنه مفتاح الرخاء. وأشار التقرير إلى مدينة دبي، حيث أطلقت مبادرة «دبي الذكية»، التي تطبق في كل أنحاء المدينة بهدف تحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد في العالم.
هذه النظرة المستقبلية التي تتبناها دبي جزء من الخطة الخمسينية للإمارة، وتتسق مع الرؤى المستقبلية لمئوية الاتحاد حتى عام 2071. وعلى المستوى الاتحادي، فإن الدولة ماضية في الولوج إلى مرحلة الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما تناولته مجلة «SME 10X» الإماراتية في مقال لها الطريقة التي تهدف من خلالها الإمارات لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في أن تصبح الدولة الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031.
وذكرت المجلة أن الإمارات قامت بوضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي من أجل أن تصبح مركزاً عالمياً في هذا المجال الواعد، وجذب الاستثمارات في مجال قدرات الجيل القادم من أجل قيادة الصناعات في السنوات المقبلة.
دبي«الذكية» هي جزء من مشروع الذكاء الإصطناعي، وهي إحدى أذرع القوى الناعمة للدولة، هي وغيرها بحاجة ماسة إلى قوى صلبة تحافظ عليها، وهو الأمر الذي أكد عليه موقع «janes» الأميركي، حيث أعلنت شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية أنها ستقوم بتزويد القوات الجوية لدولة الإمارات بأنظمة متطورة تستخدم لتحديد الأهداف بدقة، وذلك بهدف تحسين قدرات مقاتلات الميراج 2000.
وبالعودة إلى إحصائية لأكبر وأقوى قوات جوية في منطقة الشرق الأوسط، في عام 2019، حازت الإمارات على المرتبة السادسة، وفق قائمة «جلوبل فاير باور». فالقوى الناعمة والقوى الصلبة في الإمارات تعملان سوياً نماء وعطاء وتطوراً واستدامة تنموية راقية في نتائجها وفق خطة مرسومة تفاصيلها بريشة الحكمة الرشيدة.
من هنا ندرك أهمية دور الإمارات في تعزيز منظومة السلم العالمي في أي مكان ترى نفسها قادرة على تحمل المسؤولية على مستوى الشركاء الدوليين، والذي يدرك وزن حلف شمال الأطلسي، يعي جيداً وزن مساهمة الإمارات في ذلك المجلس.
ففي «دافوس» لم تغب الإمارات عن المشهد العالمي لحظة الإعلان عن مجموعة من المشاريع عبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بـ«تويتر»: «أطلقت الإمارات من دافوس أكبر مشروع عالمي لتعليم البرمجة، يستهدف 5 ملايين شاب في 50 دولة حول العالم.. تمكين المجتمعات ومكافحة الفقر يبدأ بالتعليم.. وتعليم المستقبل، ومستقبل الفرص في تعلم لغة البرمجة.. دولة الإمارات لها رسالة أمل عالمية مستمرة». هذه المشاريع وغيرها هي العوامل الرئيسة في حفظ الأمن والاستقرار في أي مجتمع يعاني أزمة في توجيه بوصلة المستقبل الذي ينتظره ويريد الوصول إلى مبتغاه.
* كاتب إماراتي