عبد الله أبو ضيف (واشنطن، القاهرة)
قبل بضعة أسابيع من الانتخابات التشريعية النصفية، التي ستجري في الثامن من نوفمبر المقبل، تشتد المنافسة بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الجمهوري والديمقراطي، في ظل بروز عدة ملفات من شأنها أن تغير مجرى الأمور لصالح هذا الحزب أو ذاك.
وفي خضم العديد من الملفات المحلية والدولية، سيختار الأميركيون، المشرّعون الذين سيشغلون المقاعد في واشنطن وعملياً في كل المجالس المحلية، إضافة إلى حكّام 36 من أصل 50 ولاية.
فضلاً عن ذلك، تعدّ الانتخابات النصفية التي تُجرى بعد عامين على الانتخابات الرئاسية، أقرب إلى استفتاء على شاغل البيت الأبيض، فخلال أكثر من 160 عاماً، لم يتمكّن حزب الرئيس إلّا نادراً من الإفلات من هذا التصويت «العقابي».
واعتبر خبراء ومحللون سياسيون أميركيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن انتخابات الكونجرس المقبلة تعد من أكثر الانتخابات المعروف نتائجها قبل إجرائها، حيث يستعد الحزب الجمهوري للعودة إلى تمثيل الأغلبية في الكونجرس، حيث حدد بالفعل زعيم أغلبيته المقبلة، فيما تتراجع جهود الديمقراطيين الذين قوضت مساعيهم في الانتخابات المقبلة إدارة الرئيس جو بايدن والذي تتراجع شعبيته بشكل واسع في استطلاعات الرأي المحلية نتيجة الفشل في التعامل في العديد من الملفات المحلية والدولية.
وقالت إيرينا تسوكرمان المحللة السياسية الأميركية: إن الجمهوريين ما زالوا مصممين على أن يستعيدوا الأغلبية في مجلس النواب، في ظل تقاعد العديد من النواب الديمقراطيين، في مؤشر على أنهم يشعرون أنهم سيكونون أقلية وليس لديهم الدافع للبقاء.
وأضافت لـ«الاتحاد»، أن مخاوف بشأن مستقبل الطاقة والفشل في التوصل إلى اتفاقيات رئيسية مع أوبك بشأن أسعار الغاز والاستجابة المختلطة للتعامل مع الأزمة في أوكرانيا بالإضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية وارتفاعه بشكل ملحوظ خلال عهد بايدن، سيكون لها تأثير كبير في نتائج التصويت، وكذلك الوضع العالمي غير المستقر وضبابية تعامل الإدارة الأميركية مع الملفات الخارجية.
وتم بالفعل اختيار زعيم الأغلبية الجديدة في مجلس النواب من قبل الجمهوريين استعدادًا للانتخابات، ومع ذلك حتى لو لم يستعيد الجمهوريون مجلس الشيوخ فإن خسارة مجلس ما ستربط بشكل كبير إدارة بايدن، حيث يتحكم مجلس النواب في إنفاق التمويل للمبادرات الرئيسية.
في سياق متصل، قالت هديل عويس الباحثة السياسية في منظمة «فيلوس» الأميركية، إن أقل من 30 يوماً تفصل أميركا عن انتخابات هامة جداً لأنها ستحدد مصير الكونجرس للعامين المقبلين وستحدد كذلك توازنات القوى في واشنطن، مشيرةً إلى أن الديمقراطيين إذا خسروا هذه الانتخابات سيقضي بايدن عامين في البيت الأبيض وهو مكبل تقريباً، ولن يتمكن من تحقيق الكثير من وعوده بسبب معارضة محتملة من الكونجرس إذا اصبح ذا غالبية جمهورية.
وأضافت أنه حتى الآن تشير استطلاعات الرأي إلى نوع من التراجع في شعبية بايدن بسبب الأوضاع الاقتصادية والتضخم التي لم تنجح محاولات الرئيس الأميركي في إصلاحها، مؤكدةً أن هناك تقارباً في الحظوظ بالكونجرس، فوضع الجمهوريين ليس أفضل بكثير ولكن لديهم حظوظ لانتزاع الغالبية.