التخطي إلى المحتوى

احذر.. حكة كاحليك قد تكون مؤشر لإصابتك بمرض خطير

أفادت تقارير الأربعاء أن الاحتجاجات في إيران ضد الحكومة متواصلة رغم تزايد عدد القتلى. ووفق منظمات حقوقية فإن عدد الضحايا ارتفع إلى 201 على الأقل من المدنيين منذ بدء الاضطرابات بينهم 23 قاصرا. فيما قالت منظمتان لحقوق الإنسان مقرهما النرويج إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية لتفريق المحتجين في مدينتي أصفهان وكرج وفي سقز مسقط رأس مهسا أميني.

تظهر تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي أن الإيرانيين مواصلون في الاحتجاجات المناهضة للحكومة الأربعاء على الرغم من تزايد قتلى حملة القمع التي تنفذها السلطات، فيما وصف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المظاهرات بأنها “أعمال شغب متفرقة” خطط لها أعداء إيران.

ووفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها منظمتان لحقوق الإنسان مقرهما النرويج، أطلقت قوات الأمن الإيرانية الأربعاء أعيرة نارية لتفريق المحتجين، في مدينتي أصفهان وكرج وفي سقز مسقط رأس مهسا أميني التي تسببت وفاتها على يد الشرطة في اندلاع الاحتجاجات.

وهتفت طالبات خلعن الحجاب الإلزامي خلال مسيرة في أحد شوارع طهران “الموت للديكتاتور”، وفق مقطع فيديو تم التحقق منه.

وقالت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” في منشور على تويتر أرفقته بفيديو إن أصوات طلقات نارية سمعت في أصفهان وسط “احتجاجات وإضرابات عمت البلاد”، وكذلك في سقز بحسب منظمة “هنكاو” الكردية الحقوقية التي أفادت في وقت لاحق أن “قوات الأمن هربت”.

وتحولت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) إثر احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها في 16 سبتمبر/ أيلول 2022 إلى واحدة من حركات التحدي الأجرأ التي تواجه القيادة الدينية منذ ثورة 1979.

وأظهر مقطع مصور تجمعا من مئة شخص على الأقل أغلقوا طريقا في وسط طهران، وهتف المشاركون “بالمدفع أو الدبابة أو الألعاب النارية، يجب أن يسقط الملالي”. وأظهر مقطع مصور آخر عشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب منتشرين في أحد شوارع طهران حيث يشتعل حريق”.

وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق الغاز المسيل للدموع خلال احتجاج أمام نقابة المحامين في طهران، حيث هتف المتظاهرون الذين بدا أنهم بالعشرات “النساء، حرية الحياة”. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة المقاطع المصورة.

وفي حركة منسقة على ما يبدو، دعت مجموعات ناشطة المحتجين إلى التجمع من وقت مبكر بعد الظهر، في كسر لنمط المظاهرات الليلية السائد منذ بدء الاضطرابات التي تجتاح إيران منذ ما يقرب من أربعة أسابيع.

وفي حين لا يعتقد المراقبون أن الاحتجاجات على وشك الإطاحة بالحكومة – إذ صمدت السلطات في مواجهة ستة أشهر من الاحتجاجات في عام 2009 على انتخابات متنازع على نتائجها- فقد أبرزت الاضطرابات خيبة الأمل المكبوتة بشأن الحريات والحقوق.

ولامست وفاة أميني وترا حساسا، مما أدى إلى نزول أعداد كبيرة من الإيرانيين إلى الشوارع، حيث عبر المحتجون عن غضبهم من القسوة الشديدة لشرطة الأخلاق، وقالوا إنه كان من الممكن أن تكون والدة أو شقيقة أو ابنة أي شخص في مكان الضحية.

وشارك حساب (تصوير1500) على تويتر، والذي يحظى بمتابعة على نطاق واسع، ما قال إنه مقطع مصور يظهر شرطة الأخلاق في طهران وهي تلقي القبض على امرأة بسبب حجابها. ويمكن سماع صوت امرأة تصرخ “اتركوها وشأنها!”.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من النرويج مقرا، إن عدد القتلى ارتفع إلى 201 على الأقل من المدنيين خلال الاضطرابات بينهم 23 قاصرا. وقدر التقرير السابق للمنظمة الصادر في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول عدد القتلى بنحو 185 شخصا. وقالت السلطات إن نحو 20 فردا من قوات الأمن قتلوا. وتقول طهران إن خصومها، ومن بينهم الولايات المتحدة، يقفون وراء إثارة الاضطرابات.

“العلاج ضد الأعداء هو التصدي لهم”

تأتي الاضطرابات وسط معاناة الناس العاديين في إيران، حيث أثارت التدخلات باهظة التكلفة في حروب مثل ما يجري في سوريا انتقادات في السنوات الأخيرة. ولا يزال الاقتصاد يعاني من سوء الإدارة ومن تشديد العقوبات الغربية بسبب برنامج إيران النووي، مما يجعل طهران أقرب ما يكون إلى روسيا والصين.

وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أن خامنئي، محور غضب المحتجين، قال إن أعداء إيران دبروا الاحتجاجات. وأضاف “أعمال الشغب المتفرقة هذه هي المقصد السلبي والأخرق للعدو ضد التطورات والتحركات الرائعة والمبتكرة للأمة الإيرانية”. وقال “العلاج ضد الأعداء هو التصدي لهم”.

واحتدت الاضطرابات بشكل خاص في إقليم كردستان الذي تنتمي إليه أميني، والذي شهد سجلا حافلا للحرس الثوري الإيراني في إخماد الاضطرابات من جانب الأقلية الكردية التي يزيد تعدادها على عشرة ملايين نسمة.

وأفادت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان بحدوث إضرابات في مناطق كردية، بما في ذلك مسقط رأس أميني “سقز”، ومدينة بوكان، ونشرت مقاطع مصورة تظهر على ما يبدو متاجر مغلقة في المدينتين.

وفي رشت، عاصمة إقليم جيلان في شمال إيران، شوهد عشرات المتظاهرين وهم يرددون “من كردستان إلى جيلان، أضحي بحياتي من أجل إيران” في مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاكاة لهتافات الوحدة الوطنية. ولم يتسن لرويترز التحقق من المقطع المصور.

 

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

Scan the code