فهد بوهندي (الفجيرة)
استأنف صيادو الفجيرة والساحل الشرقي نشاط الصيد بـ«الضغوة»، وهي وسيلة الصيد بالشباك التي حددتها الجهات المختصة بمواسم معينة حفاظاً على الاستدامة والثروة السمكية، وأكد حمدان سليمان المرشدي رئيس جمعية صيادي البدية في إمارة الفجيرة، أن الموسم بدأ مؤخراً بعد توقفه، وهو من المواسم التي تنعش حركة الصيد وتعود بعائد إيجابي على الصيادين الذين يقبلون على صيد سمكة العومة وسمكة البرية الصغيرة المعروفة بالجاشع بعد تجفيفها بكميات يتم استهلاكها على مدار العام.
وأشار المرشدي إلى أن الصيادين ملتزمون بمواسم الصيد بالضغوة، ويحرصون على التعاون مع الجهات المختصة في المحافظة على الثروة السمكية واستدامة المخزون السمكي، لافتاً إلى أن الضغوة هي المورد الرئيس لسمكة البرية التي يستهلكها الأهالي منذ القدم في تحضير وجبة غذائية رئيسة، تعتبر من الوجبات التقليدية في الساحل الشرقي، وهي «السحناه»، التي كان الأجداد يتناولونها بشكل دوري طوال العام بعد تحضيرها وتجفيفها.
وأوضح المرشدي أن الصيد بالضغوة ينشط خلال هذه الأشهر، بسبب موسم الأسماك الساحلية الصغيرة مثل البرية والعومة، مبيناً أن الصيد بالضغوة يستهدف الأسماك المتجمعة القريبة من الساحل، ومحاصرتها ومراوغتها للتوجه إلى وسط الشباك، وحثها على الدخول في الشبكة ذات الفتحات الصغيرة جداً، وجرها من الساحل بحبال طويلة جدا، ليتم بعدها حمل الأسماك على دفعات متتالية في شبكة صغيرة على هيئة الكيس لتسويقها إما طازجة أو بعد تجفيفها.
ومن جانبه، قال الصياد محمد علي صالح: «الصيد بالضغوة من طرق الصيد المهمة والرئيسة بالنسبة لأهالي المنطقة، لأنها مرتبطة بوجبة رئيسة في المنطقة تستخدم في كل المنازل وعلى مدار السنة وهي «الجاشع» بعد التجفيف، ثم تسمى «السحناه»، وطريقة تحضيرها من سمكة البرية، تتم بعد تجفيف كميات أسماك البرية جيداً، وجمعها وتنظيفها يدوياً من الملوحة والرمال، مشيراً إلى أنها كانت في الماضي تدق بواسطة «الهاون»، في حين يتم في الوقت الحاضر طحنها بآلات طحن مشابهة لتلك التي تستخدم لطحن القهوة، لتصبح ناعمة جداً وتكون جاهزة للأكل، حيث يفضل الأهالي أكلها مع السمن المحلي، علماً بأن أسعارها في تناول الجميع، إضافة إلى أن موسم صيد البرية يشكل مصدر رزق جيد للصيادين والباعة.
وقال الصياد علي النقبي: الصيد بالضغوة من المهن التي توارثناها من الأجداد، حيث كانت تمارس طوال السنة، ولكن هذه الأيام تم تحديدها بمواسم معينة بهدف الاستدامة، إضافة إلى عدم إمكانية ممارستها طوال أيام الأسبوع على الشواطئ لوجود مستفيدين آخرين على الشواطئ مثل السياح والرياضيين السباحين وغيرهم، ولكن على الرغم من هذه التحديات لازلنا متمسكين بها ونمارسها بانتظام خلال الموسم.