تنتاب أصحاب الشقق السكنيّة الرغبة بتجديد الديكور الداخلي، لكن قد لا تسمح الأحوال الاقتصاديّة أو اليوميّات المزدحمة بالمسؤوليّات بانتظار إتمام أعمال التصميم الداخلي التي قد تطول غالباً. لكن، في إطار تعميق الإحساس بالمكان، قد يكفي إجراء تعديلات بسيطة؛ إذ يُعلّق مهندسو الديكور الداخلي أهمّيةً على كل تفصيل في المنزل، والدور الذي يقوم به، سواء كان الأخير وظيفيّاً أو جماليّاً، فالديكور الداخلي هو لعبة كثيرة التفاصيل، إذ يكفل كلّ منها، مهما صغر، برسم مشهد جديد جذّاب للعين.
__
حسب مهندسة التصميم الداخلي سينتيا كرم، فإن “تجديد المنزل، وتغيير ديكوراته الداخليّة، بصورة جذريّة، يقضيان بإعادة تقسيم المساحات الداخليّة، كما طلاء الجدران، وإجراء تعديلات تصميميّة على الأرضيّات والأسقف التي يشغل الجفصين المنفّذ وفق طرق قديمة جزءاً منها”. بالمقابل، هناك نوع آخر من التجديد الذي تعرفه الشقّة السكنيّة، من دون أن يتكبّد أصحابها مصاريف كثيرة، أو أن يقضوا وقتاً طويلاً منتظرين إتمام الأعمال. في هذا الإطار تتعدّد النصائح والأفكار، حسب المهندسة، وتتركّز على تبديل الأثاث وشراء آخر جديد، ما يكفل بتغيير إطلالة الديكور، أو حتّى إعادة تنجيد الأثاث وإجراء التعديلات على تصاميمه، لا سيّما الأرائك والوسائد والطاولات (الجانبيّة وتلك الخاصّة بالقهوة التي تتوسّط غرفة الجلوس أو منطقة الاستقبال). تقول المهندسة إن “التحديثات البسيطة قادرة، بدورها، على صنع الفارق، كما عند تصميم زاوية مختارة في المنزل عن طريق توزيع نباتات الظلّ فيها واختيار الشموع لها، مع توظيف إكسسوار يجمع بين الإضاءة والتزيين، ويتخذ من الأرضيّة مكاناً له، ويولّد الظلال”. وتوسّع فكرتها، قائلة إن “أي إكسسوار مختار بعناية، لزاوية في الغرفة، مهما كانت وظيفتها، بهدف تحقيق جوّ معيّن في الديكور، سيجعل الأنظار تلتفت إليه”.
من جهةٍ ثانيةٍ، تُعلّق المهندسة أهمّية على الإضاءة المنزلية، لافتةً إلى أن “اختيار وحدات جديدة منها يحقّق الرغبة المنشودة بالتغيير”. وتلفت إلى أن “إعادة الاشتغال على الأرضيّات، وتلبيسها بمواد جديدة رائجة، مثل: “الكونكريت” في المنزل “المودرن” أو السيراميك الرقيق أو “الفينيل” لم يعد يتطلّب ورشة تمتدّ لأيّام”.
تعديلات كبيرة التأثير في الديكور
- في منطقة الاستقبال المفتوحة أقسامها على بعضها البعض، يوظّف جزء من الميزانيّة، في تغيير وحدات الإضاءة المثبتة في السقف، كما تُضاف ثريّا ضخمة بصورة تنسدل فوق طاولة الطعام وتقرب منها. وتبدّل السجّادة التي تفترش الأرضيّة، مع اختيار القطعة (أو القطع) مصمّمة من خامة خفيفة، وبسيطة في التصميم، مع الإبقاء على السجّادة مفرودة طوال العام، حتّى في الأشهر الحارّة، بالإضافة إلى تبديل الأعمال الفنّية التي تزيّن الجدار، على اختلاف الابتكارات والفنون في المجال المذكور (الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية المعدّة من المعدن أو من مواد مختلطة…) واختيار أغلفة مغايرة للوسائد وورق الجدران الذي قد يشغل جداراً واحداً لتعديل “مزاج” الغرفة أو حتّى كلّ الجدران.
- في غرفة الجلوس، تبدل الستائر أو أغلفة الوسائد المتحرّكة، بالانسجام مع هويّة الديكور السائدة. أضف إلى ذلك، توضع سلّة من القشّ، في الزاوية، لحفظ البطّانية، أو حتّى توزّع الشموع ونباتات الظلّ.
- في المطبخ المتضمّن الخزائن الخشبيّة القديمة، تدعو المهندسة إلى الاستعاضة عن درف الخزائن بأخرى مصنوعة من مادة دارجة أخيراً. في المساحة عينها، وبداعي التجديد، تصحّ إضافة “جزيرة” للاستخدام في الجلوس أو العمل، مع رفد القطعة بزوجين من الكراسي، عاليين.
- في غرفة نوم الطفل، تقوم إضاءة النيون، التي تكتب عبارة محدّدة على الجدار بفارق في الديكور، كما يفعل تثبيت الرفّ على الحائط، وتزويد الرفّ بالصور المدمجة به أو حتّى تطبيق ورق الجدران الذي يعرف استعادةً في الديكور أخيراً. في هذا الإطار، تلفت المهندسة إلى أن “ورق الجدران كفيل بتحويل ديكور غرفة النوم أو أي مساحة منزليّة أخرى خلال ساعة واحدة”.
- في الحمّام، من المُمكن إعادة طلاء الجدران باستخدام مادة “الإيبوكسي” على سبيل المثال، أو حتّى التخلّي عن حوض الغسل القديم والمرآة الصغيرة التي تعلوه، مع استبدال بهما حوض متكئ إلى خزانة، وجعل المرآة تحل على كامل مساحة الجدار، ما يوحي باتساع الحيّز. أضف إلى ذلك، تجذب إضافة الخطاطيف جذّابة التصاميم إلى الجدران لغرض تعليق المناشف.
5 نصائح خاصّة بتجديد الديكور
1 بعد إجراء البحوث على الإنترنت، على صاحبة المنزل تحديد الهويّة التصميميّة المرغوبة للمساحات الداخليّة، ما يُسهّل البحث عن عناصر الديكور المُتناسبة مع الطراز المختار.
2 رصد ميزانيّة مادية لورشة التجديد، علماً أنّه مهما قلّت قيمة المبلغ، فإن هناك تعديلات قابلة للتطبيق، وتحقيق ديكورات جديدة.
3 الاستعانة برأي مهندس التصميم الداخلي أو طلب المشورة في “غاليري” بيع الأثاث.
4 كلّما قلّ عدد العناصر المُضاف إلى الشقّة، فإن ذلك يُنجح الديكور الداخلي، ويجعل المساحات الداخليّة مريحة، لأن جاذبيّة إطلالة المنزل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبساطة، حسب المهندسة سينتيا كرم.
5 اختيار قطع الأثاث والإكسسوارات المُحمّلة بالقصص الشخصيّة أو حتّى الاعتماد على الذات في تجديد بعض المفروشات، يعمّقان الإحساس بالمكان.