جنيف – وكالات
طلبت أوكرانيا من سويسرا تمثيلها دبلوماسياً في روسيا، وفق ما أكدت برن الأربعاء، لكن موسكو التي يشترط موافقتها سارعت بالرفض، مؤكدة أن سويسرا لم تعد دولة محايدة بالنسبة لها.
ومنذ بدء حرب أوكرانيا، أبدت سويسرا المعروفة بحيادها استعدادها لتقديم مساعدة دبلوماسية، والقيام بدور وسيط.
وأفادت الخارجية الأوكرانية الأربعاء، أن كييف طلبت تفويض سويسرا مهمة «القوة الحامية» لمصالحها في روسيا، مؤكدة ما نشرته صحيفة «لوزيرنر تسايتونغ». وأوضحت الخارجية أن تفويض «القوة الحامية» يسمح للدول بـ«الإبقاء على علاقات منخفضة المستوى، وتوفير الحماية القنصلية لمواطني الدولة الأخرى المعنية».
وأكدت متحدثة باسم الوزارة «استكمال المفاوضات» بهذا الشأن، دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل باعتبار أن «السرية عنصر أساسي» لإنجاح هذا المسعى.
لكن المتحدثة شددت على أنه «لكي يدخل تفويض القوة الحامية حيز التنفيذ، لا يزال يتعين على روسيا أن تعطي موافقتها».
وهذا قد يكون أمراً شائكاً، لأنه سبق لبرن أن أغضبت موسكو بتماشيها مع قرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا؛ حيث تساءلت حينها، إن كان لا يزال من الممكن اعتبار سويسرا محايدة.
لكن روسيا سارعت برفض الطلب، مؤكدة أنه لا يمكن لسويسرا أن تمثل المصالح الأوكرانية في موسكو، نظراً لفقدانها وضعها المحايد.
واعتبرت وسائل إعلام روسية، أن سويسرا «تنازلت»، في فبراير/شباط الماضي، وللمرة الأولى منذ 200 عام، عن مبدأ الحياد، حينما انضمت إلى العقوبات الأوروبية على روسيا؛ حيث حظرت ممتلكات الأشخاص المدرجين في القوائم الأوروبية، كما فرضت عقوبات على مسؤولين روس رفيعي المستوى.
وعلقت سويسرا، اتفاقية تسهيل التأشيرات للمواطنين الروس، المبرمة عام 2009، وأغلقت مجال الجوي أمام الرحلات الجوية من روسيا.
يذكر أن لدى سويسرا تقليداً طويلاً في التصرف كقوة حامية؛ حيث لعبت هذا الدور خلال الحرب الفرنسية البروسية بين عامي 1870 و1871. وتمثل دولة الألب الغنية حالياً المصالح الدبلوماسية لبلدان عدة، مثل مصالح الأمريكية في إيران، ومصالح إيران في عدد من الدول الغربية والشرق أوسطية، وأيضاً المصالح الروسية في جورجيا والعكس.