يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لفت “أوبتيموس” أنظار الجميع وحاز على إعجاب جماهير تسلا وإيلون ماسك، بعد الكشف عنه في ولاية كاليفورنيا، باعتباره نموذج أولي لروبوت بشري.
استمتع الجميع بالعرض، لكنهم تساءلوا عن السبب، بغض النظر عن عامل الانبهار، في أن أوبتيموس شبيها مماثلا للإنسان.
وبينما يكره المعجبون أي انتقادات ملموسة، قال ماسك إن أوبتيموس ليس جاهزا لطرحه في الأسواق حتى عن قريب.
والحجة المقدمة، هي أن البشر أفضل تجهيزا للعمل مع الأدوات البشرية، في البيئات البشرية. وقد يشعر الناس براحة أكبر في التفاعل مع شيء يشبههم قليلاً. وبالطبع يبدو الروبوت رائع. فإلى أي حد يعتبر أوبتيموس عملي؟
العجلات أفضل
يقول أوين نيكلسون، الرئيس التنفيذي لشركة سلامكور، المتخصصة في الرؤية التي تعتمد على أجهزة الاستشعار: “تعمل الكثير من الشركات في مجال الروبوتات البشرية لأنه من المثير للجمهور رؤيتها”.
ويضيف “لكن الروبوتات التي تعتمد على العجلات وحتى الطائرات بدون طيار أسهل بكثير في التحكم بها مقارنة بروبوت بأرجل. لأن حجم العمل الذي يتم بذله لمجرد جعل الروبوت البشري يقف منتصبا، ضخم جدا”.
تبدو تقنية الروبوت التي تقف وراء تصنيع أوبتيموس سليمة ومتقنة- فشركة تسلا ليست مبتدئة تماما على الإطلاق في هذا المجال – ولكن، كما يقول نيكولسون، إن إطلاق تسلا للروبوت، فيه إشارة إلى أن الآلة قد تطورت إلى شيء مادي أكثر عملية.
ويقول نيكلسون “يمكنني أن أراهن أنهم سيصنعون المزيد من الروبوتات التي تعتمد وتقف على عجلات”.
وظائف الروبوت
من خلال عملي كصحفي في مجال التكنولوجيا، رأيت الكثير من الروبوتات – بجميع الأشكال والأحجام – مصممة للتنظيف والعناية بكبار السن، والتعليم، وإجراء الجراحة، والعمل كموظفي استقبال ومرشدين سياحيين، ولعب لعبة السكرابل والشطرنج، والغناء والرقص، ومزج مجموعات متنوعة من المشروبات، وتغليف ورص بضائع التسوق، وتوصيل أغراض التسوق، وممارسة الجنس، وإجراء عمليات البحث والإنقاذ وبناء السيارات.
وأي شيء ممكن أن يخطر ببالك، فربما يحاول شخص ما بناء روبوت لذلك الغرض.
وتعمل بعض هذه الروبوتات بشكل أفضل من البعض الآخر – ونادرا ما تمضي الشركات قُدما في تصنيع كل ما يتم عرضة.
لكن ما تفشل فيه دائما أفلام الخيال العلمي، هو إظهار كل الأسلاك والبرمجة المسبقة للروبوت وعمر البطارية القصير جدا. وهذا ما اكتشفته عند محاولتي تصوير هذه الروبوتات، فمثلا الروبوتات الأولى التي تلعب كرة القدم يمكن أن تستمر بطاريتها لمدة 10 دقائق فقط.
كما أجريت “محادثات” مؤلمة مع روبوتات قادرة على التحدث، وشاهدت العديد من الأجهزة تفشل في إكمال المهام التي صُممت من أجلها، ورأيت الذعر في أعين بعض المديريين التنفيذيين عندما قام أحد المطورين بالتلويح بمجموعة من الأسلاك الخاصة بالروبوت قائلا “نحن فقط بحاجة إلى إعادة تشغيله”.
لكن الروبوتات تقدمت بشكل أسرع من البشر في العقد الماضي. وروبوتات عام 2022 أكثر مهارة بكثير من تلك التي رأيتها لأول مرة في عام 2008، بينما أنا شابت بضع خصلات من شعري.
وعلى الدوام ولمرات عدة، فإن الروبوتات التي تثير الإعجاب غالبا تكون لا تشبه البشر. فروبوتات الجراحة الدقيقة، وروبوتات المستودعات، وروبوتات تنظيف النوافذ – ليس أي منها شبيه بالإنسان أو يعد روبوتا بشريا.
الوادي الخارق
قد يكون التوقع جزءا من المشكلة.
قد يُتوقع من الروبوتات البشرية أن تعمل وتتفاعل مثل البشر، وتؤدي مجموعة متنوعة من المهام المختلفة – كجز العشب، وصنع الشطائر، واحتضان الأطفال.
لكن البروفيسور هيلين هاستي، من الهيئة الوطنية لتقنية الروبوتات في مدينة إدنبرة البريطانية، تقول إن الروبوتات بعيدة جدا عن كونها قادرة على القيام بمهام متعددة.
وتضيف “الأهم هو أن الروبوت مناسب للمهمة التي صُمم من أجلها”.
ويُعتبر الروبوت بوسطن دينامكس Boston Dynamics ذو الأربع أرجل مناسبا بشكل مثالي للأراضي الوعرة، مثل المباني التي تعرضت للقصف – لكن الروبوت المصمم، على سبيل المثال، للعمل في المطبخ قد لا يحتاج إلى أرجل على الإطلاق.
وقد يكون من الأفضل للروبوتات المصممة للعمل مع الأشخاص الضعفاء ومن يحتاجون إلى رعاية، على سبيل المثال من هم في دور الرعاية، أن تكون على شكل إنسان بقدمين – ولكن لا تشبه البشر تماما.
وهذه الظاهرة تُعرف باسم الوادي الخارق – فإذا كان هناك شيء ما يشبه الإنسان ولكن لا يمكن تصديق أنه إنسان، فإنه يصبح مصدر قلق وحتى مخيفا.
وكما تقول البروفيسورة هاستي “إذا كانت شبيهة بالإنسان، فإنها ستؤثر على الإنسان”.