التخطي إلى المحتوى

تعد ألعاب الفيديو واحدة من أكثر الصناعات نموًا على المستوى التجاري وخصوصًا بعد جائحة فيروس كورونا اللعين. وحتى قبل الجائحة، بكثير؛ كانت صناعةً مزدهرة لطالما حققت مليارات الدولارات. لك أن تتخيل أن الجزء الثاني من Call of Duty: Black Ops حقق أكثر من مليار دولار في 15 يومًا فقط، وهذا معدلٌ أسرع من معدل فيلم Avatar الذي ظل متربعًا على عرش الإيرادات حتى جاء فيلم Avengers: Endgame. المثير للدهشة أن Call of Duty: Black Ops 2 صدرت في عام 2012!

من المتوقع أن تتخطى عوائد صناعة ألعاب الفيديو حاجز 200 مليار دولار بحلول 2023، وهذا ليس بفضل قوة الألعاب على المستوى الفني فقط، بل الفضل الأعظم يرجع إلى الحملات التسويقية التي تعمل عليها الشركات، والتي لا تؤمن مُعظمها بنجاح ألعابها إلا عند تفوقها على المستوى التجاري. وفي هذا المقال، سنستعرض أفضل 5 حملات تسويقية (لألعاب أو أجهزة ألعاب) مثيرة للانتباه، وتستحق أن يُسلط الضوء عليها.

COD: Black OPS II تقتحم ملاعب الـ NBA!

بما أننا ذكرنا هذه اللعبة الخالدة في المقدمة، ونظرًا لأنها حققت أرباحاً تتجاوز المليارين ونصف المليار دولار منذ وقت صدورها حتى يومنا هذا، دعونا نتحدث عن الحملة الإعلانية التي جعلتها تحقق هذه العوائد المهولة.

في الأول من مايو عام 2012 (عام إصدار اللعبة)، وفي منتصف تصفيات كرة السلة الأمريكية NBA، كشفت شركة Activision عن بيئة لعبتها المستقبلية، وانتشر الإعلان الخاص بها كالنار في الهشيم مقتربًا من الأربعين مليون مشاهدًا على اليوتيوب.

عملت الشركة مع وكالات إعلانية كبيرة مثل 72andSunny وAntFarm من أجل تشويق اللاعبين بإعلانات قصيرة، كما أنها استعانت بممثلين مشهورين للغاية مثل روبرت داوني جونيور وكانت النتيجة هي ما تحدثنا عنه في المقدمة.

حصرية Xbox التي تهافتت عليها وسائل الإعلام

في عام 2007، أطلقت مايكروسوفت حملة Believe! خصيصًا للترويج للإكس بوكس وأحد أفضل حصرياته وهي لعبة Halo 3، لعبة التصويب من المنظور الأول التي يعشقها كل مُعجب بميكروسوفت.

أُطلقت الحملة في مايو 2006، وبدأت بإعلان سينمائي فريد من نوعه -وقتها- في مؤتمر E3. مرت 7 أشهر وصدر الإعلان الثاني للعبة الذي حقق مشاهدات تخطت العشرة ملايين وهز أوساط الصناعة، وجعل الإعلاميين يتهافتون على تغطية أي شيء متعلق بلعبة Halo 3.

صرفت مايكروسوفت حوالي 10 ملايين دولار على الحملة، وحصلت على ثقة رعاة مثل PepsiCo وBurger King. وبالفعل صدرت اللعبة في سبتمبر 2007 ونجحت نجاحًا مبهرًا بفضل مستواها الفني وبفضل الحملة التسويقية التي شكلت نقطةً فاصلة شجعت باقي شركات الألعاب على المجازفة.

القنفذ الأزرق ضد السباك الإيطالي!

Sega does what Nintendon’t” سيجا تفعل ما تعجز نينتندو عن فعله؛ كانت هذه الجملة التسويقية التي قادتها سيجا ضد نينتندو لتُعليِّ من مكانة جهاز الجينيسيس الخاص بها. ففي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، لم يجرؤ أحد على منافسة سيجا أو نينتندو اللذين سيطرا على السوق وقتها، وبالأخص نينتندو ورمزها العظيم، السبَّاك الإيطالي سوبر ماريو.

أرادت سيجا أن تتفوق على نينتندو وجهازها الـ NES، فقامت بهذه الحملة وجلبت القنفذ الأزرق سونيك لينافس السباك الإيطالي، كما استعانت بوجهين من الأشهر وقتها، وهما ملك البوب مايكل جاكسون ولاعب كرة القادم الأمريكية الشهير جو مونتانا للظهور في إعلانها المتفاخر برسوميات الـ 16 على حساب رسوميات ال 8 بت الخاصة بنينتندو.

Meet the..

في 2007، صدرت لعبة TEAM FORTRESS 2 من تطوير Valve، وعلى الرغم من صدورها منذ أكثر من عقد كامل، إلا أنها تحظى بأعداد مهولة من الجماهير التي تحبها، وتستمتع بها حتى يومنا هذا، والفضل في ذلك يعود إلى سلسلة الكارتون المقتبسة من اللعبة، والتي تُسمى “Meet the ..”؛ وهي عبارة عن “اسكتشات” ممتعة للغاية تحصد عشرات الملايين من المشاهدات على اليوتيوب.

الحملات التسويقية

إحدى الحلقات، والتي تُسمى Meet the Medic، تخطت حاجز الخمسة وستين مليون مشاهدة على اليوتيوب، وهذه حلقة واحدة فقط، فما ظنك بسلسلة كاملة من الحلقات الممتعة التي تحصد عشرات الملايين من المشاهدات؟ بالطبع ستتسبب في انتشار اللعبة بشكل مهول، وانتشار “الميم/ الكوميك” -الموجود بالأعلى- في وطننا العربي خيرُ دليل على قوة الحملة الإعلانية للعبة TEAM FORTRESS 2.

أقوى الحملات التسويقية على الإطلاق!

بلا أدنى درجات الشك تُعد الحملة التي أطلقتها روكستار للترويج للعبة GTA V هي الأفضل والأغلى في تاريخ الألعاب، وعوائد اللعبة تشهد على ذلك. فمن خلال 265 مليون دولار صُرِفوا على الترويج للعبة، استطاعت GTA V أن تجمع أضعافهم مضاعفة.

فإذا كانت Black Ops 2 حققت المليار دولار في 15 يوماً، فإن GTA V حققت 800 مليون دولار في 24 ساعة فقط، كما أنها دخلت موسوعة جينيس كأسرع منتج ترفيهي يحقق المليار دولار.

الحملات التسويقية

نجاح اللعبة على المستوى التجاري كان وما يزال السبب الأول وراء مماطلة روكستار لنا من أجل إصدار GTA 6. سواء اللعبة نفسها أو نسخة الأونلاين، كلاهما مستمران حتى لحظة كتابة هذا المقال. تحديثٌ وراء الآخر، وإصدارات الجيل القديم والجديد، وكل شيء يعود إلى نجاح اللعبة تجاريًا، وهذا النجاح التجاري يعود بدوره -بنسبة كبيرة- إلى نجاح حملتها التسويقية.

الحملات التسويقية

وفي الأخير، يجدر التنويه على أن ما جاء في المقال هو تفضيل شخصي لا يعني باقتصار الحملات الإعلانية القوية على ما ذُكر فقط، ولا يعني أيضًا أن ما ذكرناه هو أفضل خمسة حملات تسويقية بشكل مطلق، إنما من وجهة نظر كاتبكم فقط.

Scan the code