وخلال حادثة “الصواريخ الكوبية” وصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، القوتان النوويتان الأكبر في العالم، إلى شفا حرب نووية حبست الأنفاس لمدة 13 يوما كاملة.
تتزامن ذكرى هذا العام مع:
• تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والدائرة المقربة منه، حول إمكانية استخدام السلاح النووي بأوكرانيا.
• تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن “العالم يواجه تهديد حرب نووية لأول مرة منذ أزمة الصواريخ الكوبية”.
• تقارير حول اعتزام روسيا إقامة قاعدة عسكرية في كوبا لتطويق ميامي الأميركية بعد محاولات حلف “الناتو”، التمدد شرقا صوب الخواصر الروسية.
كيف نشبت أزمة الصواريخ الكوبية؟
• أطاحت الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو، بحكم الجنرال باتيستا، الحليف الرئيسي لواشنطن آنذاك.
• ذهب كاسترو إلى نيويورك لتأمين دعمها، لكن الرئيس الأسبق آيزنهاور رفض التحدث معه.
• بعد الرفض، تحدث مع ممثلي الاتحاد السوفياتي بالأمم المتحدة وعرضوا دعم حكومته.
• انجذب من خلال الصداقة والدعم السوفياتي إلى الزعيم نيكيتا خروتشوف، وحكومته إلى الشيوعية.
• قام كاسترو بتأميم جميع الشركات المملوكة لأميركا في كوبا، ورفض دفع تعويضات.
بداية الأزمة.. ماذا حدث؟
• في أبريل 1961، وبعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، وافق جون كينيدي، على خطة لغزو كوبا والإطاحة بنظام كاسترو.
• كانت واشنطن تريد الرد على كاسترو ووقف التمدد الروسي في كوبا بعد اقترابه من عمقها الاستراتيجي.
• فرض كينيدي حظرا تجاريا على السلع الكوبية، وحرم الكوبيين من سوق للسكر والتبغ واستيراد النفط وسلع أخرى.
• أنزلت المخابرات المركزية الأميركية 1400 من المنفيين الكوبيين، في “خليج الخنازير” على الساحل الجنوبي لكوبا لإثارة انتفاضة ضد كاسترو.
• فشلت تلك العملية بعد تراجع كينيدي عن دعمها بالقوات الجوية.
كيف تصاعدت أزمة الصواريخ الكوبية؟
• بعد فشل عملية “خليج الخنازير” اتفق كاسترو مع السوفيات على نشر صواريخ متوسطة المدى في كوبا لردع واشنطن.
• كان هدفه منع أي محاولة أميركية للإطاحة به، فصارت كوبا قاعدة عسكرية متقدمة للسوفيات.
• أغسطس 1962، شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفياتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى MRBM وIRBM في كوبا، والتي تعطي إمكانية ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة.
• في 14 أكتوبر، التقطت طائرة تجسس أميركية تحلق فوق كوبا صورا تظهر تلك القواعد.
• وأمام تمدد السوفيات، فرض كينيدي لإظهار قوته كقائد لدولة عظمى، الحصار على كوبا، لمنع وصول الصواريخ السوفياتية.
• في 22 أكتوبر 1962، تم فرض حصار بحري لمنع سفن السوفيات المشتبه في حملها صواريخ نووية من الوصول إلى كوبا.
• أطلق كينيدي على الحصار اسم “منطقة الحجر الصحي”، حيث وجد فيه فرصة لكسب الوقت للتفاوض مع السوفيات.
• في 23 أكتوبر، تلقت واشنطن أول رسالة من نيكيتا خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفياتي وقتها، تقول: إن السفن السوفياتية لن تتوقف عند الحصار، لكنها ستشق طريقها.
• على إثر ذلك، اندلعت أزمة الصواريخ الكوبية التي كانت الواقعة الأكثر سخونة بالحرب الباردة.
• استمرت لمدة 13 يوما، وبدا العالم على شفا حرب نووية.
كيف تم حل الأزمة؟
• 27 أكتوبر، تلقى كينيدي رسالة ثانية من خروتشوف، تقول إن القواعد في كوبا ستتم إزالتها شرط إزالة أميركا صواريخها من تركيا.
• اختار كينيدي الرد على البرقية الأولى وناقش فريقه إمكانية إزالة تلك الصواريخ.
• 28 أكتوبر، في رسالة عامة إلى كينيدي أذيعت على “راديو موسكو”، وافق خروتشوف على إزالة جميع الصواريخ من كوبا.
• عادت السفن الروسية العشرون التي اقتربت من الحصار الأميركي على كوبا أدراجها، منعا لمواجهة البحرية الأميركية.
لماذا نشرت روسيا تلك الصواريخ في الأساس؟
• سد الفجوة الصاروخية، وردا على نشر أميركا صواريخ نووية متوسطة وطويلة المدى في بريطانيا وإيطاليا وتركيا، حيث كان بمقدورها ضرب موسكو بأكثر من 100 صاروخ ذي رأس نووي.
• مساومة واشنطن في مفاوضات برلين، وفق موقع “بي بي سي” البريطاني.
• أراد خروتشوف تقوية موقعه السياسي.
• دعم كوبا، الدولة الشيوعية الجديدة التي كانت حديقة خلفية لأميركا.
أرباح واشنطن وموسكو:
• اعتبر الجانبان أنهما حققا النصر، فأنقذ خروتشوف النظام الشيوعي في كوبا من غزو أميركي، وتفاوض على صفقة مع واشنطن بشأن إزالة صواريخ “جوبيتر” من تركيا، وفق تقارير غربية.
• حافظ كينيدي على وعده الانتخابي بالوقوف في وجه الاتحاد السوفياتي، وأبقى الصواريخ النووية خارج كوبا.
• تم إنشاء خط ساخن يوفر اتصالا هاتفيا مباشرا بين البيت الأبيض والكرملين لضمان سهولة الاتصال بينهما حال نشوب صراع مستقبلي.
• أدت في النهاية إلى معاهدة حظر التجارب النووية عام 1963.
يقول بيتر آليكس، الخبير العسكري الأميركي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الذكرى الستين للأزمة الكوبية، تمر خلال أيام صعبة يعيشها العالم الذي بات يواجه أخطر أزماته تعقيدا وأجواء مرعبة من إقدام موسكو على استخدام السلاح النووي”.
ويضيف: “من خلال دروس أزمة الصواريخ الكوبية يجب أن يستفيد الجانبان الروسي والأميركي من موقف جون كينيدي وخروتشوف، فكل منهما حقق ما يريد ولم يغلق الباب أمام الدبلوماسية بينهما”.