أكد حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لمجموعة «إي أند» أن استكشاف المستقبل الرقمي بإمكاناته اللامحدودة، وتوسيع نطاق الخدمات والحلول الرقمية المقدمة في دولة الإمارات والدول التي تعمل فيها، توجه ثابت للمجموعة في العالم المتغير رقمياً، لافتاً إلى أن «المجموعة» حرصت في «جيتكس جلوبال 2022» على تعريف زوار المعرض من الجهات الحكومية وقطاع الأعمال والأفراد بلمحة متكاملة وتفاعلية عن مستقبل التقنيات والتجارب الرقمية بما في ذلك عالم «الميتافيرس»؛ من خلال الإطلاق الأولي ل«ميتافيرس e& universe».
وقال دويدار في تصريحات صحفية بمناسبة «جيتكس جلوبال 2022» توفر «إي أند» اثنين من التجارب الرئيسية الأخرى في «الميتافيرس» بالشراكة مع أبرز اللاعبين الدوليين في الاتصالات والتكنولوجيا، بهدف منح الزوار تجارب متنوعة في التقنيات الحديثة، والحلول الرقمية، وتعريفهم بالإمكانات المستقبلية والرقمية في مختلف القطاعات.
ولفت دويدار إلى أن «إي أند» تؤمن أنه يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تغيير المستقبل للمجتمعات نحو الأفضل، وأن المجموعة تواصل توفير حلول تقنية من شأنها تمكين الأفراد والشركات؛ مؤكداً أن هناك آفاقاً واعدة في المستقبل، والانتقال إلى «الميتافيرس» موضحاً أنه لا يمكن للتقنيات الحديثة بما فيها «الميتافيرس» أن تمضي وحدها من دون الارتكاز على حلول الاتصالات والشبكات المتطورة مثل شبكة الجيل الخامس «5G».
وأكد دويدار أن المجموعة تواصل سعيها للارتقاء بمكانة دولة الإمارات عالمياً في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، بما يتيح لها تمثيل الدولة وتقدمها المشهود عالمياً، وأن تكون سفيرة الدولة للقطاع التكنولوجي في مختلف أنحاء العالم.
3.5 مليار درهم استثمارات
وقال دويدار: إن قيمة الإنفاق الرأسمالي للمجموعة بلغت 3.5 مليار درهم خلال النصف الأول من 2022، مؤكداً اعتزاز المجموعة بأن يُنسب لها انتماؤها إلى دولة الإمارات، لتتماشى جهودها مع رؤية القيادة الرشيدة، الرامية إلى تطوير مختلف القطاعات؛ حيث أسهمت «&e» بشكلٍ محوري في الانتشار الواسع للخدمات الرقمية المقدمة على الصعيدين الحكومي والخاص في دولة الإمارات، ما شكل نقطة انطلاق صلبة سهّلت التوجه نحو العالمية وما تحمله من فرص عديدة.
«ميتافيرس e&» في المريخ
وقال دويدار: إن إطلاق «ميتافيرس e& universe» هو خطوة استراتيجية تتماشى مع تحول «e&» إلى مجموعة عالمية في التكنولوجيا والاستثمار، ويعزّز ريادتها في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويمنح المبدعين فرصاً غير محدودة لتكون بذلك من أوائل مشغلي الاتصالات في المنطقة والعالم في هذا المضمار.
ويأتي إطلاق «ميتافيرس e& universe» بالشراكة مع «HTC» العالمية المتخصصة في تقنيات الواقع الافتراضي وصناعة الهواتف المتحركة، على عدة مراحل، أولها الإطلاق الأولي خلال معرض «جيتكس جلوبال 2022» وهو جزء من خريطة الطريق التي وضعتها المجموعة في إطار«الميتافيرس» والتي سيتم تنفيذها تباعاً.
وأوضح دويدار أن «إي أند» اختارت من المريخ موقعاً استراتيجياً لمنصة «الميتافيرس» وتحديداً في منطقة «أركاديا بلانيتيا» (Arcadia Planitia) بالارتكاز على الأبحاث العلمية التي تشير إلى أن هذه المنطقة قد تكون الأكثر ملاءمة للحياة المستقبلية على الكوكب الأحمر، نظراً لكونها واحدة من المناطق القليلة التي يوجد فيها الجليد ومصادر المياه وفقاً لوكالة الفضاء الأمريكية؛ وهي ذات المنطقة المصنفة كأحد مواقع الهبوط المحتملة على كوكب المريخ لشركة تقنيات استكشاف الفضاء الشهيرة «سبيس إكس» (SpaceX).
وسيتاح لمحبي التكنولوجيا والتجارب الرقمية المتطورة زيارة جناح مجموعة «إي أند» في «جيتكس 2022» افتراضياً للمرة الأولى في تاريخ المعرض عبر هذا «الميتافيرس» والاطلاع على المعروضات التقنية ضمن جناح المجموعة.
وستشهد المراحل المقبلة توسيع نطاق هذه المنصة لتتيح لزوّارها الفرصة لاقتناء الأصول الرقمية، إضافة إلى التجارب التفاعلية الغامرة مثل حضور الحفلات الموسيقية، وشراء الرموز غير القابلة للاستبدال «NFTs» ومشاهدة الأحداث الرياضية وغيرها الكثير من التجارب الرقمية التي ستكون الأولى من نوعها في الدولة والمنطقة.
الرموز غير القابلة للاستبدال
وتتيح مجموعة «إي أند» لزوّار «جيتكس 2022» منصة رئيسية أخرى في «الميتافيرس» بالتعاون مع «SK Telecom» أكبر مشغل اتصالات في كوريا، والتي تم تصميمها لتعزيز تجارب المستخدمين من خلال المساحات الافتراضية المتعددة والشخصيات الرمزية الفريدة، وتوفر المنصة أيضاً فرصة زيارة المعرض الحصري الخاص بالرموز غير القابلة للاستبدال «NFTs» من «إي أند» إلى جانب الأعمال الفنية الخاصة لفنانين عالميين؛ حيث يمكن للزوار خوض هذه التجربة من خلال الأجهزة الذكية المتوفرة على المنصة.
مركز أعمال «اتصالات من إي أند»
وقال دويدار: توفر مجموعة «إي أند» خلال الحدث عرضاً متطوراً آخر في «الميتافيرس» تقدمه «اتصالات من e&» بالتعاون مع «هواوي» وهو تجسيد لمركز أعمال الشركة على «الميتافيرس»، يتيح للزوار لمحة شاملة عن تجربة التسوق في عالم ثلاثي الأبعاد بأسلوب مبتكر.
الأثر الإيجابي للهيكلة
وقال دويدار: بدأنا نلمس الأثر الإيجابي لإعادة هيكلة المجموعة الذي أعلنا عنه في 23 فبراير/ شباط 2022، بهوية مؤسسية جديدة، تهدف إلى تسريع النمو عبر نموذج أعمال مرن، يمثل قطاعات الأعمال الرئيسية للمجموعة. الاسم السابق «مجموعة اتصالات» كان يعبّر عن هويتنا ودورنا كشركة اتصالات فقط، ولكننا اليوم نقدم أكثر من مجرد خدمات الاتصالات التقليدية، وهذا ما يجعل من «إي أند» انعكاساً قوياً لطموحنا في تخطي الحدود، وإنجاز المزيد في المستقبل في إطار استراتيجية جديدة لتسريع عملية التحول إلى مجموعة تكنولوجيا رائدة عالمياً. ويأتي قطاع الاتصالات على رأس تلك القطاعات، ممثلاً بشركة «اتصالات من إي أند» في دولة الإمارات، للمحافظة على إرث المجموعة وتميزها في تقديم خدمات اتصالات متفوقة، وتوفير أحدث الشبكات، وتعزيز القيمة لمختلف عملاء المجموعة.
ويضم قطاع الاتصالات عدة أفرع لشركة «إي أند» الدولية في 16 دولة تعمل فيها المجموعة، ويهدف إلى توفير نماذج أعمال دولية متطورة لشركات الاتصالات والخدمات الرقمية عبر توفير أفضل الخدمات للعملاء، وتعزيز الإمكانات الرقمية الدولية، واستكشاف فرص التوسع.
أنماط الحياة الرقمية
وأشار دويدار إلى أن «إي أند» تعتز بمساهمتها المحورية في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الإمارات والاستثمارات التي نفذتها لتطوير البنية التحتية طوال السنوات الماضية، ما أسهم بشكل أساسي في رفع مكانة الدولة لتصبح الأولى عربياً وعالمياً في الكثير من المؤشرات منها الأولى عربياً في استخدام الإنترنت، والأولى عربياً في التجارة الرقمية بعد أن كانت صاحبة أول حكومة إلكترونية في المنطقة عام 2001. وامتدت مساهمة الشركة لتشمل تحقيق دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في سرعة شبكة الإنترنت على الهاتف المتحرك.
وتؤكد الدراسات والأبحاث مدى تقدم أساليب الحياة الرقمية لدى الأفراد في دولة الإمارات وعلى سبيل المثال، بلغت نسبة مستخدمي ألعاب الفيديو الإلكترونية 90.7% من إجمالي مستخدمي شبكة الإنترنت في الإمارات، وبلغت نسبة الأفراد الذين يشاهدون المحتوى التلفزيوني عبر الإنترنت 96.4% من إجمالي مستخدمي الإنترنت في الدولة.
ويمتلك نحو 19% من مستخدمي الإنترنت في الدولة أحد أنواع العملات الرقمية والمشفرة وتأتي كل تلك المؤشرات، لتدعم الجهود التي تبذلها مجموعة «إي أند» سعياً للارتقاء بالتجارب الرقمية للمشتركين.
الذكاء الاصطناعي
وقال دويدار: تولي مجموعة «إي أند» اهتماماً كبيراً لتقنية الذكاء الاصطناعي؛ لأهميتها البالغة ومساهمتها المحورية في تطوير الخدمات والصناعات بمختلف القطاعات وتعزيز النمو الاقتصادي بشكل عام. ونرتكز في تلك التوجهات على رؤية القيادة الرشيدة التي كانت من الأوائل في إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي عام 2017 وهي من قلائل الدول في العالم التي لديها منصب وزير للذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصورة كبيرة، وبقيمة 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وبقرابة 120 مليار دولار في الإمارات وحدها التي ستكون من أكثر المستفيدين من هذه التقنية الواعدة في المنطقة.
البنى التحتية
وأكد دويدار: لم نتوقف عن تطوير البنى التحتية، ونحرص من خلال ركيزة الاتصالات في مجموعة «e&» على مواصلة الاستثمار في تحديث شبكات الهاتف المتحرك والألياف الضوئية، لتلبية الاحتياجات المتنامية والمتغيرة للعملاء في جميع أنحاء الدولة. وهذا ما برهنه التقرير الصادر مؤخراً عن المجلس العالمي للألياف الضوئية الموصولة للمنازل؛ حيث حافظت دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً في نسبة نفاذ شبكة الألياف الضوئية الموصولة للمنازل (FTTH)، لتواصل بذلك ريادتها العالمية في هذا المجال منذ عام 2016 وحلت في المرتبة الأولى عالمياً بنسبة تغطية (97%)، تليها سنغافورة والصين، وكوريا الجنوبية، وهونغ كونغ وقد ساهمنا بشكل كبير في تحقيق هذا الإنجاز الذي لم يكن يتحقق لولا الرؤية الثاقبة لقيادة دولة الإمارات في دعم قطاع الاتصالات.
مستقبل قطاع الاتصالات
ولفت دويدار إلى أن قطاع الاتصالات في الإمارات يشهد معدل نمو سنوياً مركباً يقدّر ب 3.5% خلال الأعوام ال 5 المقبلة بحسب أحدث الاستشارات والأبحاث المختصة في القطاع، وهو بالتالي سوق واعد بدعم من السياسات الحكومية والتشريعية وكذلك الاستثمارات طويلة الأمد التي نفذتها مجموعة «إي أند» والتي مهدت الطريق للتوسع في تطبيقات المستخدم النهائي ونمو إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، ومراكز البيانات، وشبكات الجيل الخامس للهاتف المتحرك «5G» وتصدر الدولة عالمياً في انتشار شبكات الألياف الضوئية، ويقدر نسبة مستخدمي الإنترنت في الإمارات ب99% من سكان الدولة، مما يحتم علينا مواصلة ابتكار الحلول والخدمات الرقمية سواء للجهات الحكومية أو الأفراد في قطاعات متنوعة.
الشراكات
وقال دويدار: نسعى إلى تفعيل المزيد من الشراكات بالاعتماد على تقنيات مثل الواقع الافتراضي والمعزز والحلول السحابية مع «ميتا» و«مايكروسوفت» كونهما أبرز اللاعبين الدوليين في تلك المجالات. وتتيح لنا شراكتنا مع «ميتا» العمل على تطوير حالات الاستخدام التي تتكامل مع أحدث منتجات «ميتا» وحلولها، بينما شراكتنا مع المنظومة التقنية تعتمد على الحلول السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي، والبيانات.