دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– عندما انتقل صالح التميمي إلى أبوظبي في العشرينيات من عمره، لم يتوقّع المصوّر اليمني أن تُصبح العاصمة الإماراتية منزله للعقود الخمسة اللاحقة.
لطالما أحب التميمي التجوّل لاستكشاف مدينة أبوظبي مع عدسته، في وقت لم يمتلك سوى قلّة من الناس كاميرا فلمية، وفق ما قال.
هذا الأمر، منحه فرصة فريدة لتوثيق أبوظبي من منظوره، وفي حوزته حاليًا أرشيف من الصّور تتضمّن مشاهد تثير مشاعر الحنين إلى الماضي، والدّهشة في الوقت عينه نظرًا للتطوّر الذي اختبرته المدينة.
وتاليًا نظرة على بعض المشاهد التي وثّقها المصوّر اليمني في السبعينيات والثمانينات من القرن الفائت:
مدينة صغيرة تسلّقت سلّم الشهرة
وانتقل التميمي إلى الإمارات في وقتٍ كانت قد تأسّست فيه الدولة للتّو، إذ أنه أوضح في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: “شهدت الاحتفال باليوم الوطني الخامس لدولة الإمارات العربية المتحدة. ورأيت المدينة تنمو وأنا أترعرع، وعائلتي تكبر”.
وأضاف اليمني، الذي يبلغ من العمر 66 عامًا الآن، إنه “لأمر سريالي للغاية أن أشهد على مدى تغيّرها، وتطوّرها من مدينة إقليمية صغيرة، إلى مدينة حديثة مشهورة في جميع أنحاء العالم”.
ولا يخف على أحد مدى اختلاف أبوظبي اليوم، وتروي صور التميمي قصّة تطور المدينة، سواءً من خلال توسّعها الحضري، ونموّها الاقتصادي، وارتقاء المستوى المعيشي فيها، وأمور أخرى.
وقال التميمي: التأمّل بالصورة القديمة يمنحني شعورًا بالسّرور والمتعة، وتنتابني مشاعر مختلطة من الحلو والمرّ معًا للصراحة”.
وشهد المصوّر على نشوء مباني الجيل الأول المكوّنة من 5 إلى 10 طبقات، والتي سبقت ناطحات السحاب الشهيرة التي شكّلت خط أفق المدينة كما نعرفها اليوم، مثل برج “كابيتال غيت” بتصميمه المائل غير الاعتيادي، وأبراج الاتحاد بهيكلها الانسيابي.
وتُعد أبوظبي الواقعة على ساحل الخليج العربي اليوم المركز التجاري والثقافي للإمارة.
وقبل عام 1958، اعتمد اقتصاد أبوظبي على تجارة اللؤلؤ، واليوم تُعتبر الإمارة بين أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، وذلك بعد بدئها بإنتاج وتصدير كميات مهمّة من النفط في الستينيات، بحسب الموقع الرسمي لحكومة أبوظبي.
وشكّلت تلك الفترة مرحلة انتقالية إلى عصر تطوير مختلف القطاعات، من الاقتصاد، إلى الزراعة، والتربية، فالتعليم، كما أنه شهد ازدهارًا في قطاع البناء، والعمران، وجميع مكوّنات البنية التحتية للبلدان الحديثة، وفقًا للموقع الرسمي لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
مشاهد يصعب على الجيل الجديد استيعابها
ويعتبر اليمني نفسه محظوظًا لتمكّنه من العيش في قلب المدينة.
ومن الصّور المفضّلة لديه من أرشيفه المشوّق واحدة التقطها من سطح مبنى مركز التدريب والسّكن الذي كان يدرس فيه.
واختبرت تلك البقعة الموثقة الكثير من القصص والتغييرات بحسب التميمي.
وكان الهيكل الموجود في المقدمة مركز شرطة المدينة، واحتضنت قطعة الأرض الخضراء المحاذية للبحر موقع نافورة البركان التي بُنيت لاحقًا في الثمانينيات، والتي أمضت العديد من العائلات، ضمنًا عائلته، الكثير من الوقت.
كما سلّط التميمي الضوء على الصورة التي التقطها لنفسه بجوار شاطئ الكورنيش عام 1979، وشبّهه كل من رأى الصورة بـ”مايكل جاكسون”، بحسب ما ذكره، نظرًا لاستحضار زيّه إطلالة نجم البوب الراحل، مايكل جاكسون.
وعند الحديث عن صوره، قال اليمني: “من الممتع دائمًا رؤية ردود أفعال الأشخاص، وخصوصًا الذين عاشوا في أبوظبي خلال تلك الفترة. وبالنسبة للجيل الجديد، يصعب عليهم استيعاب الأمر”.