15/8/2023–|آخر تحديث: 15/8/202309:46 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تضاعفت معدلات السمنة 3 مرات تقريبا في جميع أنحاء العالم منذ عام 1975، مما جعل حجم السوق العالمي لفقدان الوزن يتجاوز 260 مليار دولار عام 2022، ويُتوقع أن يصل إلى 532.5 مليار دولار بحلول عام 2032، حسب تقرير “ماركت ريسيرش” الصادر في أبريل/نيسان الماضي.
ولاحظ المحللون سيطرة قطاع “مراكز اللياقة البدنية” عام 2022، وتزايد التوقعات بنمو حصة قطاع معدات اللياقة البدنية، وفسروا ذلك بزيادة وعي المستهلكين بأهمية تحسين الصحة العامة والرفاهية، وتزايد الاتجاه نحو الجمع بين إنقاص الوزن الزائد، وإعادة تشكيل الجسم، واتباع نمط حياة صحي.
ويتماشى ذلك مع توصيات الخبراء بالتركيز على “إعادة تشكيل أو تكوين الجسم” واتباع نظام غذائي وبرنامج لياقة بدنية، “بدلا من الاكتفاء بمجرد إنقاص الوزن”، وذلك من خلال تقنية اتبعها رافعو الأثقال والرياضيون المحترفون على مدى عقود من الزمن، وبدأت شعبيتها في الاتساع مؤخرا، وتعتمد هذه التقنية على الجمع بين شيئين في الوقت نفسه، وهما:
- إنقاص الوزن (بتقليل كتلة الدهون).
- اكتساب العضلات (بزيادة كتلة العضلات الخالية من الدهون).
وتقول اختصاصية التغذية الأميركية كاميلا مادزيار إن “إعادة تشكيل أو تكوين الجسم” تفيد الجميع بغض النظر عن كمية الدهون المطلوب التخلص منها، أو العضلات المطلوب تقويتها.
كيف تتم عملية إعادة تشكيل الجسم؟
تدور إعادة تكوين أو تشكيل الجسم حول تحقيق أفضل نسبة من الدهون إلى كتلة العضلات، بوصفها أفضل مؤشر للصحة العامة واللياقة البدنية، وليس وزن الجسم.
ففي الوقت الذي يركز فيه معظم من يرغبون في إنقاص الوزن على أرقام الموازين والقياسات، أو مؤشر كتلة الجسم، يعتمد الخبراء في تحليلهم لتكوين الجسم على “نسب توزيع الدهون والماء والعظام، ووزن العضلات”، وفقا للدكتور جيسي براكامونتي، اختصاصي طب الأسرة بمستشفى مايو كلينك.
من ناحيتها، توضح اختصاصية التغذية الرياضية آشلي هاغينسيك أن إعادة تشكيل الجسم تعني ببساطة تغيير تكوين الجسم بشكل عام من خلال:
- بناء عضلات أقوى وأكثر رشاقة بالتمرين.
- تقليل الدهون في الجسم عن طريق التغذية.
ويتطلب ذلك فهم أنواع عضلات الجسم الثلاث، وهي:
- عضلات الهيكل العظمي، أو النسيج العضلي الهزيل، المتصل بالعظام بواسطة الأوتار.
- العضلات الملساء، وهي الأنسجة الموجودة في الهياكل الداخلية المختلفة مثل الشرايين والجهاز الهضمي.
- عضلة القلب، أو العضلة الخاصة بالقلب.
ثم معرفة أن لدينا دهونا سطحية وحشوية تشكل كتلة دهنية.
ومن أجل وزن مثالي وصحة مثالية، تهدف عملية إعادة تشكيل الجسم إلى زيادة عضلات الهيكل العظمي، وتقليل الدهون الحشوية التي تحيط بالأعضاء وحول الجسم، حسب اختصاصية فيسيولوجيا التمارين الرياضية هيذر ميلتون.
لماذا تُعد إعادة تشكيل الجسم أفضل؟
ما سبق يطرح تساؤلا تلقائيا لدى كثيرين عن النهج الأنسب أو الأفضل للحصول على وزن صحي؛ إذا ما كان سيتبع مسار فقدان الوزن بالطرق التقليدية، مثل خفض السعرات الحرارية، أو عن طريق تقنيات إعادة تشكيل الجسم.
وهنا يختلف الخبراء، فتقول آشلي هاغينسيك إنه “لا توجد إجابة تناسب الجميع، وإن القرار يعتمد على عدة عوامل، مثل السن، والنوع، والوراثة، ومستوى التمرين والنوم والتوتر”. مما يجعل نهج إعادة تشكيل الجسم “أسهل بالنسبة للبعض، وأصعب بالنسبة لآخرين”.
وحسب هاغينسيك، إن الأهداف الصحية العامة للفرد مهمة أيضا، فهناك من يركز على فقد بضعة كيلوغرامات، بصرف النظر عن تشكيل الجسم، ومن يتطلع إلى خفض مستوى السكر في الدم فقط، ومن يسعى إلى تحسين كتلة عضلاته بعد ين الـ50، على سبيل المثال.
أما براكامونتي، فهو وإن كان يوافق آشلي في جزئية أن الأمر يختلف من شخص لآخر، وأن إعادة تكوين الجسم وخسارة الوزن بالطرق التقليدية قياسات مهمة، فإنه يرى أن إعادة تكوين الجسم هو المقياس الأفضل بشكل عام، لأن التمتع بالصحة لا يتعلق بالوصول إلى رقم ما على الميزان فقط، موضحا أن العضلات أكثر كثافة من الدهون، ومن ثم فإن الرقم الظاهر على الميزان ربما لا يعطي الصورة الكاملة للتقدم على أي حال.
ولمزيد من التأكيد، يقول براكامونتي “على سبيل المثال، ثبت علميا أن زيادة كتلة العضلات وانخفاض الدهون الحشوية يقللان من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وحتى بعض أنواع السرطان”.
ويُشير أيضا إلى أن إعادة تشكيل الجسم تساعد في خسارة الوزن بطرق أخرى، إذ إن عديدا من ممارسات اللياقة البدنية تزيد من عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص على مدار اليوم.
كيف نقوم بإعادة تشكيل الجسم؟
رغم أن “هناك عدة طرق لإعادة تكوين الجسم”، فإن الخبراء يؤكدون شيئا أساسيا يجب تذكره دائما، وهو أن “نهج إعادة تكوين الجسم أسلوب حياة، أكثر من كونه نظاما غذائيا”. كذلك يوضح براكامونتي أن ذلك يتم عبر الجمع بين:
- تدريب القلب والأوعية الدموية من خلال تمارين رفع الأثقال أو تمارين المقاومة.
- والتأكد من تضمين نظام غذائي متوازن مع كمية كافية من البروتين.
وهو ما فعله المذيع والمغني الإذاعي الإنجليزي سوني غاي، إذ أبلغ موقع “إنسايدر” أواخر يونيو/حزيران الماضي أنه تحدى نفسه في عيد ميلاده الـ30، وقرر اتباع عادات تدوم مدى الحياة، تجمع بين ضبط وزنه واستعادة لياقته، وذلك عن طريق إعادة تكوين جسمه بالمواظبة على تدريبات المقاومة، وتناول نظام غذائي غني بالبروتين. وأنه بهذه الطريقة استطاع بناء عضلاته، وإنقاص نحو 11 كيلوغراما من وزنه خلال 6 أشهر.
لذا، تؤكد مادزيار أن “زيادة تناول البروتين، إلى جانب تدريبات المقاومة، أمر بالغ الأهمية”، وتلفت النظر إلى أن “النتائج المثلى غالبا ما تتطلب الاستعانة بمدرب متخصص للمساعدة في قياس محيط الجسم، وكتلة العضلات الحالية، ومناطق الجسم التي قد تحتاج إلى استهداف الدهون الحشوية، إلى جانب اختصاصي تغذية معتمد، لتقديم التوصيات المتعلقة بالنظام الغذائي”.