يسعى المصور والفنان المفاهيمي الإماراتي فيصل الريس عبر أعماله الفريدة إلى إلهام الآخرين للتمعن أكثر في تفاصيل العالم من حولهم، واكتشاف الجمال في أماكن غير اعتيادية.
ويبذل الريس ما بوسعه ليثبت أن التصوير الفوتوغرافي قادر على التعبير الفني كغيره من الفنون كالرسم أو النحت، مستخدماً الضوء والعاطفة لالتقاط صور استثنائية كما هو في عمله الأخير «من خلف الزجاج».
ويشير فيصل الريس إلى أن علاقته مع فن التصوير الفوتوغرافي بدأت منذ صغر سنه، فالصور الفوتوغرافية كانت من السمات المميزة في منزله وضمن محيط عائلته العاشقة للفنون والتصوير بشكل خاص، ففي سن العاشرة تلقى هدية من والده كانت عبارة عن كاميرا للتصوير الفوتوغرافي، ومن ذلك الوقت لم يتوقف عن تحريك عدساته في كل الاتجاهات والمدن والشوارع يوثق اللحظات الاستثنائية ويرسم المشاعر في لقطه تبقى عبر الزمن.
وحول مشاركته الأخيرة ضمن معرض «صنع في تشكيل 2023» يقول الريس لـ«البيان»: اعتز بحضوري ضمن كوكبة من الفنانين والمبدعين المحليين ضمن الدورة الأضخم في تاريخ مركز تشكيل للفنون كونه يتضمن عرض 350 عملاً بمشاركة 25 فناناً إماراتياً، ومواهب ناشئة من أكثر من 30 جنسية، بالإضافة إلى أعمال مخضرمين من أعضاء المركز القدامى ومدربين وفنانين مقيمين ومشاركين في الورش الفنية وعارضين سابقين.
رؤى فلسفية
وفيما يتعلق بآخر أعماله التي عرضت ضمن أروقة المعرض يقول الريس: يعتبر تصوير الشارع جزءاً من اهتماماتي الفنية، حيث ينقل فعلياً واقع الناس دون تدخل مني كمصور، فأنا كالمشاهد في مسرح يعرض شريط الحياة، لذلك جاءت فكرة «من خلف الزجاج» وهي عبارة عن 3 لوحات فوتوغرافية تحمل رؤى فلسفية حول حقيقة ما تراه حولك.
حواجز مبهمة
ويوضح الريس المتأثر بعمل مصورة الشوارع الأمريكية فيفيان ماير ويستمد إلهامه غالباً من الطبيعة، أن «من خلف الزجاج» يشير إلى الحدود أو الجدران التي تقف حائلاً بين الناس في مجتمعاتها، فنحن لا نعي مقدار عدم فهمنا للطرف الآخر بسبب وجود حواجز، والتي قد تكون معنوية أو مادية، ومن هنا يأتي العمل ليسهل على الأشخاص التعامل مع الحواجز وفهمها من خلال وجود حاجز بسيط واحد يغير أشكالنا الفعلية ما ينعكس أيضاً على تغير المفهوم العام للمعرفة، فتغير الشكل عامل من عوامل تغير صورة الإنسان في دماغنا ومنها يقاس أيضاً التغير المعنوي كصفات الشخص وطبيعته.
تفكيك الصورة
وعن طبيعة أعماله الفنية يقول الريس: لا أحاول التركيز على شيء واحد ولكن يمكن أن أقول إن أفكاري تنمو وسط المتغيرات، فهي مزيج متنوع من البلدان والثقافات، وتهدف أعمالي إلى تفكيك وإعادة بناء أبسط الأشياء في الحياة وتسليط الضوء على مكامن الجمال فيها.