التخطي إلى المحتوى

ت + ت – الحجم الطبيعي

يصل المستكشف راشد الذي تم تصنيعه بالكامل بأياد وخبرات إماراتية إلى موقع الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا في سبتمبر المقبل، وسينطلق على متن صاروخ «سبيس إكس فالكون 9»، حيث تبدأ نافذة الإطلاق في العمل أوائل نوفمبر وبمجرد إطلاقه سيستغرق الوصول إلى القمر حوالي ثلاثة أشهر وسيكون المستكشف أصغر مركبة تحط على سطح القمر، إذ يبلغ وزنها قرابة 10 كيلوغرامات، ويهدف الاستكشاف الى تحديد مدى فاعلية عمل هذه الأجهزة على الأسطح القاسية، للحصول على دراسة أولية قبل الانطلاق في تحقيق استراتيجية المريخ.

وسيتنقل في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، لدراسة البلازما على سطح القمر، حيث سيقوم بجمع بيانات والتقاط صور نادرة، تصل إلى نحو 10 جيجابايت، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.

وأكدت الدكتورة سارة المعيني مسؤول أنظمة الاتصال والأدوات العلمية للمستكشف راشد لـ«البيان» أنه سيتم تركيبه على مركبة الهبوط اليابانية «Hakuto-R Mission 1»، نهاية أغسطس الحالي، مبينة أنه حالياً يتم إجراء الاختبارات النهائية على المستكشف في فرنسا، وذلك لإجراء اختبارات الاهتزاز والفراغ الحراري، وصولاً لمرحلة تحديد نافذة الإطلاق إلى القمر.

وأوضحت أن النموذج النهائي للمستكشف «راشد» يتم وضعه حالياً في اختبارات من شأنها التأكد من مدى جاهزيته التامة لتحمل الظروف القاسية التي سيتعرض إليها في العديد من المراحل، والتي تبدأ منذ مرحلة الإطلاق وتعرضه لاهتزازات قوية على متن الصاروخ الأمريكي «سبيس إكس فالكون 9»، وصولاً لمرحلة صدمة الهبوط على سطح القمر، وما يصحبها من ارتجاجات، ومن ثم مواجهة التضاريس الصعبة له والتي سيتحرك ضمنها المستكشف.

وذكرت أن الرحلة نحو القمر ستستغرق بين 3 ـ 4 شهور، وذلك تبعاً لنوع المدار الذي سيتم اختياره من خلال شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، التابعة لها المركبة الفضائية التي ستحمل المستكشف، مشيرة إلى أنه بنهاية أغسطس سيكون فريق المهمة قد أتم كافة الاختبارات النهائية، وأنه يتم تكرار هذه الاختبارات لوضع المستكشف في كل الحالات والظروف والتأكد من كفاءته التامة قبيل الإطلاق.

نماذج أولية
ولفتت المعيني إلى أنه وخلال مراحل بناء المستكشف، كانت هناك عدة نماذج أولية قبل بناء النسخة النهائية منه، وأنه واجهتهم بعض التحديات والتي تغلبوا عليها، حيث تم إجراء بعض التعديلات على بعض النماذج والتصاميم الهندسية للهيكل، وصولاً للنموذج النهائي، الذي يخضع حالياً لاختبارات الإطلاق، مبينة أنه يتمتع بكفاءة وفعالية كاملة يستطيع من خلالها تأدية مهامه الموكلة إليه بشكل جيد.

وتحدثت المعيني عن أنظمة الاتصال للمستكشف راشد، والتي يعول عليها كثيراً في نجاح المهمة، موضحة أن الرحلة تستغرق يوماً قمرياً واحداً، أي ما يعادل 14 يوماً أرضياً وأن للمستكشف نظامين للاتصال مسؤولين عن تبادل البيانات مع محطة التحكم الأرضية وإرسال واستقبال الأوامر، وبينت أن نظام الاتصال الأول «رئيسي» يعتمد خلاله المستكشف في اتصاله مع فريق المحطة على مركبة الهبوط اليابانية «Hakuto-R Mission 1»، حيث تعمل كوسيط للاتصال بين المستكشف والمحطة الأرضية، فيما النظام الثاني «ثانوي»، سيتم استخدامه في حال وجود عطل ما.

نظام اتصال
وتطرقت المعيني إلى تحديات نظام الاتصال «الثانوي»، والتي تتلخص في الطاقة المنخفضة للبطارية، التي تحدد قوة الاتصال من عدمه، خصوصاً أن المسافة بين الأرض والقمر طويلة، ولذلك يجب ضمان وجود اتصال جيد البيانات. ويجب التأكد تماماً من أن هوائي المستكشف يعتمد زوايا معينة وصحيحة باتجاه الأرض، مشيرة في الوقت ذاته إلى أهمية كفاءة عمل الخلايا الشمسية، خصوصاً أن المستكشف راشد سيمر بفترة سكون خلال الليل، والتي تصل درجات الحرارة فيها سالب 173 درجة مئوية.

4 مناطق
وتحدثت عن سبب اختيار منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» كموقع هبوط رئيسي، بدلاً من منطقة «بحيرة الأحلام» المقررة سابقاً، موضحة أن ذلك يرجع لعمل تحديثات دائمة لأفضل مواقع الهبوط، حيث اختلفت قليلاً لتصبح المنطقة الأولى هي الأساسية للهبوط فيما الثانية بديلة لها، مؤكدة أنهم وضعوا 4 مناطق محتملة للهبوط، فيما كلها تتميز بكونها مواقع جيولوجية فريدة توفر قيمة علمية مهمة، فضلاً عن أنها مواقع آمنة، وتقع في شمال شرق الجزء القريب من القمر «الجزء المقابل للأرض».

وتطرقت للأجهزة العلمية الخاصة بالمستكشف، حيث يتميز بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، حيث سيتم تزويده بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وسيعمل بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، وسيضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، حيث مهمة كاميرا المجهر تصوير الطبقة العليا من تربة سطح القمر وبدقة عالية .

أجهزة تقنية
وأوضحت أن كاميرا التصوير الحراري ستوفر صورة تساعد في معرفة خصائص تربة سطح القمر وأحجام حبيباتها، لافتة إلى أن هذه التقنيات حديثة وتوفر معلومات جديدة عن القمر .

وسيقوم المستكشف الإماراتي خلال مهمته بإجراء اختبارات علمية عدة على سطح القمر تسهم في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات، فيما لا يقتصر التأثير الإيجابي لهذه التطورات على قطاع استكشاف الفضاء فقط، بل يمتد أثره إلى العديد من القطاعات الأخرى كقطاع الصناعات التكنولوجية وقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات ذات الصلة، ومع نجاح مهمة الهبوط المقررة الربع الأخير من العام الجاري، سوف يكون المستكشف «راشد» الرابع الذي يهبط على سطح القمر، وبذلك تنضم الإمارات إلى مجموعة الدول التي تشارك بمهام استكشاف القمر، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، ومن المتوقع أن يرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة تتضمن صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة.

طباعة
Email




Scan the code